اصبحت الاثار السلبية الصادرة عن مشاكل المناخ من الاحتباس الحراري و قلة الامطار تشكل تهديدا كبيرا على صحة الفرد , فخلفت السيول والأمطار التي هطلت على المملكة خلال الموسم الماضي عشرات الضحايا، وسط اصابع اتهام تشير الى التغير المناخي
ذكرت التقارير التي أعدتها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC بانه يتوقع بإرتفاع درجة حرارة الجو درجتين مئويتين بحلول عام 2041 بسبب تزايد الاشعاع الشمسي و امتصاص التربة للحراره و هو ما سيؤثر على زيادة مواسم الجفاف التي باتت تهدد مساحات زراعية كبيره .
وبحسب موقع طقس العرب فأن من الاسباب الغير طبيعية الي تؤدي الى التغير المناخي هو النشاطات الإنسانية المختلفة مثل: قطع الأعشاب وإزالة الغابات واستعمال الإنسان للطاقة التقليدية كالغاز والنفط وغيرها، فهذا يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو وبالتالي زيادة درجة حرارة الجو أو ما يعرف بظاهرة "الاحتباس الحراري".
المهندسة ماري بحدوشة وهي عضو هيئة ادارية و امين سر في جمعية التغير المناخي الاردنية تقول حول التغيرات المناخية التي يتأثر بها الاردن "نلاحظ ان هناك تفاوت في معدلات هطول الامطار و درجات الحرارة , يمر علينا فترات من انحباس الامطار، و اذا لاحظنا ان هناك شح في مياه الامطار من فترة التسعينيات الى ما قيل سنتين من الان . لكن نتيجة التغيرات المناخية اصبح هناك امطار غزيرة في بعض الاوقات و ليست مستمرة على طول الموسم المطري . ويضا يكون هناك هطول غزير للامطار في منطقة ولا تهطول في المناطق الاخرى هذا يؤدي الى تشكل السيول و الفيضانات كما حدث قبل عامين في عمان ".
وتعد الظروف المناخية ذوات تأثيرا على صحة الإنسان بشكل عام وعلى أمراض جهازه التنفسي بشكل خاص، ذلك بان نصف عدد الإصابات المرضية السنوية في العالم هي أمراض الجهاز التنفسي والتي تكون متزامنة مع التغيرات المناخية الفصلية
اما الدكتور نشأت الطعاني مدير مديرية الامراض السارية وزارة الصحة و ضابط ارتباط التغير المناخي مع وزارة البيئة، يوضح كيف ينعكس التغيرات في نمط هطول الامطار على صحة الانسان حيث قال (( يؤثر التغير المناخي على نقص الامطار و بالتالي يؤدي الى الجفاف و نقص انتاج الثروة الحيوانية و النباتية و يؤدي ذلك الى سوء التغذية وثم الوفيات . و نقص الامطار يؤدي الى نقص المياه الصالحة للشرب و بالتالي اللجوء الى مصادر غير امنة وهذا يؤدي الى أمراض متعلقة بالمياه وتنقسم الى جزئين الامراض المتعلقة بالنظافة مثل الجرب امراض تنتقل عن طريق المياه مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي ))
و يكمل الدكتور نشأت الطعاني عن اثر التغيرات في نمط هطول الامطار بحيث تهطل كميات كبيرة في وقت قصير جدا قائلا (( هذا يؤدي الى وجود الفيضانات و بالتالي الى تلوث مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي والى نشوء بعض المستنقعات التي تؤدي الى تكاثر الحشرات الناقلة للامراض )).
أما فيما يتعلق بزيادة درجات الحرارة حيث قال الدكتور نشأت :- ((زيادة درجة الحرارة بالتالي زيادة تكاثر الجراثيم و تؤدي الى الامراض المنتقلة بالغذاء مثل التسممات الغذائية و الاسهالات )) .
و حسب منظمة الصحة العالمية أنّ من الممكن تجنّب الكثير من تلك الآثار المحتملة أو التحكّم فيها. وهناك خطوات متفق عليها يمكن اتخاذها في القطاع الصحي وسائر القطاعات الاخرى ذات الصلة بغية الحد من نسبة التعرّض لتغيّر المناخ وما ينجم عنه من آثار.
هذا التقرير ضمن مشروع " رفع الحساسية للقضايا البيئية في التغطيات الإعلامية " التي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي راديو البلد بتمويل من السفارة السويسرية في الأردن.