“مدينتي وانا”… محاولة لتجاوز “سايكس بيكو” في عمّان

“مدينتي وانا”… محاولة لتجاوز “سايكس بيكو” في عمّان
الرابط المختصر

استطاعت "الخطوط" الوهمية التي رسمتها كل من فرنسا وبريطانيا قبل نحو من قرن أن تُقطع جغرافياً ما كان يعرف بالهلال الخصيب إلى مجموعة دول، لكل منها لها نشيدها الوطني، وعلمها و"مأساتها" الخاصة أيضا، إلا أن هذا الواقع وتداعياته لم يستطع إلى الآن رغم كل التداعيات التي خلفها أن يمس "الروح العربية" الواحدة، هذا إيجاز الرسالة التي أراد القائمون على مبادرة "مدينتي وأنا" إيصالها لكل من حضر فعاليتهم.

مشاركون من معظم "بلاد الهلال الخصيب" حضروا السبت إلى مسرح "البلد"  في العاصمة عمّان للتأكيد على أن "الخطوط" التي رسمها الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس قبل 99 عاما، ليست إلا وهما وإن أصبحت الآن حدوداً تفصل بين دول يجمعها تاريخ واحد مشترك عمرها يزيد عن عمر محتلها، الذي غاب لكن تأثيره ما زال يلمس إلى الآن.

الرافضون للحدود من شبان "مدينتي وأنا" زاروها وأعدوا فيلما تناول قصص شبان يعيشون في الأردن ومدنهم الأصلية في سوريا وفي فلسطين، وعرض جانب من الفيلم قصة شاب تعود جذوره إلى مدينة الجولان، ورغم زيارتهم إلى منطقة الباقورة الحدودية التي تفصلها كيلومترات قليلة إلا أنها لا يستطيع  زيارتها "لأنه سوري"، وعكس الفيلم القصير حجم الروابط "الإنسانية" و"التاريخية" التي تجمع بين سكان "سوريا الطبيعية" التي باتت الآن مقسمة إلى 5 دول.

تركيز القائمين على مبادرة "مدينتي وأنا" على الجانب الإنساني كان موفقا، واستضافتهم عدد من سكان دول الهلال الخصيب للحديث عن "وهم الحدود" كان ذكياً، كما كان قرار استضافتهم للفنان الفلسطيني شادي زقطان، وخاصة أن زقطان المغني وعازف الجيتار تعود جذور عائلة أمه إلى مدينة معان الأردنية، ووالده من مدينة رام الله الفلسطينية، لكنه يؤكد أن ذلك ليس غريباً ولا استثنائياً.

وحاول زقطان عبر أغانية أن يختزل ما أحدثته "سايكس بيكو" في سكان "سوريا الطبيعية" بما احدثه الاحتلال الإسرائيلي في أهل فلسطين، فاختزل زقطان "مأساة الحدود العربية" بأغنية تحدثت عن جدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، للتأكيد أن وظيفة الاحتلال في كل مكان هي "فصل الإنسان عن الإنسان".

ورغم عفوية تنظيم المبادرة إلا أنها استطاعت ولو ليوم واحد أن تجمع شتات تاريخ "سوريا الطبيعية " ولو على المستوى الإنساني والثقافي.

أضف تعليقك