لقاء حواري مع نصر الله
رعى رئيس جامعة البترا د.عدنان بدران مساء الأربعاء 14/5/2014، اللقاء الحواري مع الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله الذي تحدث عن تجربته الروائية مع قراءات شعرية مختارة، وسط حضور من طلبة الجامعة، وأدارت الحوار وقدمته د.رازن إبراهيم.
وقرأ نصر الله في اللقاء "تأملات في التجربة"، قال فيها: "كان البحث عن وسيلة تعبير يؤرقني دائما.. حيث لم أكتفِ خلال المرحلة الثانوية بالقصيدة.. كتبتُ الخاطرة، والقصيدة العامية - وقطعت شوطا في هذه- وكتبتُ رواية ساذجة احتلَّت دفتراً كاملاً من تلك الدفاتر التي كانت توزِّعها علينا وكالة الغوث حاملة شعار هيئة الأمم المتحدة، و(براري الحُمّى) التي كتبتها حينما كـنت أكتب ديواني الأول، ونشرت بعد الديوان الرابع، كانت روايتي الأولى فعليا، الرواية التي رفضت أن تكون قصيدة. إن التجربة التي عشتها كمدرس في السعودية، كانت من حيث القوة والتأثير إلى درجة عدم القدرة على تجاوزها بالزمن، أو التعبير عنها بالشعر".
وقال نصر الله إن الكاتب في بعض الحالات يذهب إلى الأرشيف، والشهادة، والمكتبة، وفي بعض الحالات يكون هو الأرشيف والمكتبة، فعملية التّراكم، في موضوع ما تتم على مدى سنوات طويلة من المعايشة، وحين يصل الكاتب إلى لحظة الكتابة، يكون كلّ شيء في داخله، مضيفاً: "حدث معي هذا حين كتبت (حارس المدينة الضائعة)، و(زيتون الشوارع)، و(عو)، و(مجرد 2 فقط)، و(طيور الحذر)، وغيرها من الأعمال الروائية. وفي حالات كثيرة قد تحتاج القصيدة للبحث، كما حدث معي في (الطائر)، و(راية القلب-ضد الموت)، وغيرها".
وتحدث نصر الله عن جميع روايته، وقال: "ظهر أثر السينما واللوحة والصورة الفوتوغرافية بوضوح داخل تجربتي الأدبية؛ وأظن أنه عززها وأصبح جزءا أصيلا منها، والكتابات النقدية، عن السينما بشكل خاص، أعدّها بمثابة سيرة ثقافية لي، لأفكاري ولنظرتي للعالم، وتأمّلي له من خلال السينما، سواء من حيث ما تريد أن تقولَه هذه الأفلام على صعيد الخطاب الفكري أو الخطاب الجمالي. ولست من الذين يرون أن الشاعر يعيش في الشعر وحده، بل أرى أن القصيدة والرواية تعيشان بسواهما، ويجب أن تتوقف القصيدة، وسواها من الفنون، عن أن تقتات على ذاتها؛ فالانفتاح على عوالم الفنون والثقافات المختلفة يعطينا الكثير".
وقرأ نصر الله مجموعة من القصائد، ومنها "العاشق" التي يقول فيها:
"ابن نفسي أنا وحفيدُ جمالِكْ
اشتعالاتُ نورِكِ
تحليقُ شالِكْ
مرورُ الجنونِ على شغفِ القلبِ فيكِ
اندفاعُ ثلاثينَ ديوانَ شِعْرٍ إلى ساحةِ الرَّقصِ من مكتباتِ الرّصيفِ.. إذا ما عبرتِ مُصادفةً
والخلائقُ مأخوذةٌ باكتمالِكْ
فراديسُ تغْزِلُ قلبَ المُعذَّبِ بالحُلْمِ
في لحظةٍ- عتمةٍ
وطريقُ النَّجاةِ
رسولُ الهوى لعروشِ بهائِكْ".