قابليّة التصوّف للتوظيف السياسي

مقدّمة

تحرص الأنظمة السياسيّة على حماية نفسها من المدّ الديني السياسي، وتعمل على ترسيخ الاستقرار السياسي، واحتواء مصادر القلاقل والاحتجاج، وتعبئة النخب لتأطير العامّة واحتوائها وإسكاتها، وقد تلجأ لبلوغ ذلك إلى احتواء حركات دينية محدّدة، ودعمها واحتضانها، لأجل إحلالها مكان الحركات السياسية المعارضة. والتصوّف من بين الحركات التي يتمّ توظيفها في هذا الحقل، لتؤدي دورا داعما للسلطة الحاكمة ضمانا للاستقرار، ومن ثمّ تمثّل سدّا منيعا ضد القلاقل والحركات الاحتجاجية.

تسييس التصوّف خطط سياسية قديمة، اعتمدتها السلطات الحاكمة لإحكام سيطرتها على الشعوب؛ فالحكّام تبادلوا الدعم مع زعماء المتصوّفة، وتبادلوا وإياهم المصالح والمنافع، فتحصل الطرق الصوفية على المكانة والنفوذ والدعم المالي ومساحات واسعة لنشر الفكر، بينما تستفيد منها الأنظمة في شرعنة وجودها وسياساتها، إضافة إلى استخدام التصوّف لصنع حالة من التوازن أمام التيار الإسلامي وما يعرف بالإسلام السياسي[1].

التصوّف

ظهر التصوّف في العالم الإسلامي كنزعة فردية تدعو إلى الزهد، كانت بواكيرها الورع والتقشُّف والزُّهد في الدنيا وكثرة التعبُّد، التزمها بعض الأفراد في أنفسهم، كردّ فعل فردي في مواجهة الترف والبذخ والتعلق بالدنيا الذي أصبح يتفشّى في المجتمع المسلم، يقول ابن خلدون عن ظروف نشأته: (فلما نشأ الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختصّ المقبلون على العبادة باسم الصوفيّة والمتصوّفة)[2]. فكان الزُّهد والتنسّك والتعبُّد - وهي من أساسيات مفهوم التصوّف - في واقعها ثورةً نفسية فردية على سوءِ سعي الناس في الدنيا، وانصرافهم عن الآخرة، ثم نمت فانتشرت، عن طريق المريدين الملازمين للشيوخ، ثمّ تطوّرت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميّزة متنوّعة معروفة باسم الطرق الصوفيّة[3].

يعرّف ابن عربي التصوّف بأنّه (الوقوف بالآداب الشرعية ظاهرا وباطنا، وهي الخلق البهيّة، وقد يقول بإزاء إتيان مكارم الأخلاق وتجنّب سفاسفها)[4]، وعرّفه الجريري: فقال (الدخول في كلّ خلق سَنِيّ والخروج من كل خلق دَنِيّ)[5].

وقد سارت حركة الزهد وفقا لقواعد الشريعة أول الأمر، ثم لم تلبث المبالغة أن جنحت بهذه الحركة إلى اتجاهات وأبعاد جديدة، تلقّاها الفقهاء بالرفض والاعتراض عليها. كما بدأت حركة التصوّف بسيطة أول أمرها، تقتصر على اجتماع جماعات المنقطعين للعبادة والذكر، ثم ما لبثت أن تطوّرت أورادا وأنظمة خاصة، وأصبح لها منظّرون وكتب تبحث في شروط التصوّف وآدابه وغاياته.

سارت حركة الزهد وفقا لقواعد الشريعة أول الأمر، ثم لم تلبث المبالغة أن جنحت بهذه الحركة إلى اتجاهات وأبعاد جديدة.  

وفي ظل حكم الدولة السلجوقية، التي احتضنت الإمام الغزالي، شهد التصوّف فترة جديدة من حياته بفضل كتابات الإمام الغزالي (ت 505/1111). فهذا الإمام هو الذي يحوز فضل تأسيس قواعد التصوّف في كتابه الإحياء الذي جمع ما قال فيه أسلافه، وبيّن أصول التصوّف وآدابه، وحدّد مناهجه وأهدافه، يقول ابن خلدون: "كتاب الإحياء، دوّن فيه أحكام الورع والاقتداء، ثم بيّن آداب القوم وسننهم وشرح اصطلاحاتهم في عباراتهم. وصار علم التصوّف في الملّة علما مدوّنا، بعد أن كانت الطريقة، عبادة فقط وكانت أحكامها، إنّما تتلقّى من صدور الرجال"[6].

أسس الغزالي تصوّفه على قراءة كثير من كتب المتصوّفة الشهيرة، وعلى الرغم من أهمية ما وصل إليه الغزالي بطريق القراءة، إلا أنه أدرك (أنّ أخَصّ خواصّهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلّم، بل بالذوق والحال وتبدّل الصفات)[7]، فحرص على تصفية القلب عن غير الله، ليملأ بذكر الله، بالتحلّي بالفضائل والتخلّي عن الرذائل المذمومة، فتكوّنت لديه قناعة بأنّ التصوّف إنّما يتمّ بعلم وعمل؛ أي بالمعرفة والممارسة معا.

واعتبر الغزالي التصوّف نهاية المطاف لكلّ العلوم، فهو مصدر المعرفة الحقيقية التي هي معرفة الله، ولذلك فهو المرحلة النهائية التي يسلكها المتعلّم، بالتحلّي بالفضائل والتخلّي عن الرذائل للوصول إلى الحقّ. فلا يمكن للمتعلّم أن يصبح متصوّفا متحلّيا بالفضائل إلاّ بالخضوع للتربية الصوفيّة.

وبفضل هذه التربية تتحقّق الشريعة لدى المسلم تصديقا وعملا، وخاصة بالتأكيد على الإيمان والتوحيد وإخلاص العبادة لله سرّا وعلانية، وعدم الاكتفاء بأداء الشعائر الدينية في مظهرها الخارجي، دون أن تكون عن قناعة وصفاء قلب[8].

فالتصوّف عند الغزالي أسمى مرحلة من مراحل التربية النفسية، فهو يؤكد في كتبه أنّه اكتشف في التصوّف ضالته متمثلة في الاستقرار والاطمئنان النفسي، الذي فقده بسبب الصراع الفكري والنفسي الذي عاناه، والذي كان بلا شك تبعا للصراعات السياسية والفكرية التي طبعت عصره المضطرب[9].

لقد تصوّر الغزالي التصوّف تزكية للنفوس المريضة، التي غلب عليها تحقيق المطالب المادية، دون مراعاة للقيم الأخلاقية، ومنه كان التصوّف دعوة إصلاحية، ناتجة عن تجربة الغزالي الشخصية في محاربة الأمراض الاجتماعية والنفسية، وحتى السياسية إذ لم يستكن، بل حارب أعتى الفرق المنحرفة، والتي اتخذت من القتل والإرهاب أسلوبا لنشر مبادئها[10].

وقدّم التصوّف للمجتمع كعلاج لآفاته. وحرص على أن يكون التصوّف مقبولا دينيا واجتماعيا ليس كممارسة تعبّدية فحسب، بل أيضا كممارسة تربوية علاجية لأمراض النفس، وانحرافات الأخلاق، ومنه برزت براعة الغزالي في تحليل النفس، وسبر أغوارها، وتفسير أحوالها[11]. الأمر الذي أفاد كثيرا الدولة السلجوقيّة في ترسيخ نفوذها السياسي ومحاصرة الحركات المعارضة وضمان الاستقرار مستعينة بالفكر الصوفي الذي قام الغزالي بدور كبير في نشره ولفت النظر إلى أهمّيته الاجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة.

الثقافة الدينية الجديدة ممثّلة في التصوّف، والتي تم ترسيخها وتقعيدها بفضل أبحاث الغزالي ورعاية السلاجقة، احتاجت إلى مؤسّسات تحتضنها وتروّج لها وتلقّنها للناس لتعميم نشرها، وتحتضن أتباعها، ومن أجل ذلك كلّه ظهرت مؤسّسة الزاوية.

وكان للتصوّف أثر قويّ في كثير من مظاهر الحياة وأنشطة الناس ومناهج الفكر، فأحدث أثره في الأدب والثقافة والفنون، وفي التعليم كان تأثيره أقوى، لأنّ التصوّف اعتمد كثيرا على التعليم في ترويج فكره ومبادئه وتلقينها للناس، فمن آثاره على التربية إثراء المنظومة التربوية بمصطلحات جديدة كالسلوك والمريد والمجاهدة وغيرها[12]، إلى جانب المصنّفات المهمة في التربية والسلوك. فضلا عن إحداث الزوايا التي أضحت تنافس المؤسسات التعليمية في وظائفها، من خلال تعليم نزلائها وتعميق معرفتهم الدينية والمذهبية وبثّ الفكر الصوفي، والإسهام في ازدهار الحركة الثقافية والعلمية.

التعليم في الزوايا

الزاوية أو الخانقاه أو الرباط تطلق على البناء أو مجموعة الأبنية التي تخدم أغراضا دينيّة صوفيّة، وقد قيل في تعريفها: إنّها (مدرسة دينية ودار مجانية)، فهي مكان لانقطاع المتصوّفين فيها للعبادة ومجاهدة النفس[13]، يقيمها في الغالب أقطاب الصوفية وصلحاؤهم، لتكون مقرّا لهم ولأبنائهم ومريديهم، ومدرسة يتلقّون فيها علوم الدين ويقرؤون القرآن، كما تفتح الزاوية أبوابها لغير هؤلاء لإيواء طلاّب العلم والفقراء والغرباء، رغبة في استقطابهم. كما قد يقيمها الأمراء والسلاطين، لكسب التأييد الشعبي، وترسيخ نظام حكمهم وضمان الدعم السياسي والثقافي من المتصوّفة الذين يزداد انتشارهم يوما بعد يوم، ومحاصرة الفكر المخالف. يذكر ابن تيمية: "وأظن مبدأ الإنشاء ذلك في دولة السلاجقة، فأوّل ما بنيت المدارس والرباطات للمساكين، ووقفت عليها وقوف تجري على أهليها في وزارة نظام الملك. وأما قبل ذلك فقد ذكر المدارس والربط لكن ما أظنه كان موقوفا عليها لأهلها، وإنّما كانت مساكن مختصة"[14].

تعدّ الزاوية أهم مؤسسات التصوّف، وأقوى وسائل الدعوة إلى المذهب الصوفي، لأنّها تنشر التعليم الديني المذهبي. فإلى جانب تعليم المريدين وتكوينهم، تعمل على تشريبهم المذهب الصوفي وتلقينهم قواعده ومبادئه وأوراده، وتشركهم في حلقات الذكر والتسبيح. فالزوايا هي المجال الحيوي لتكوين المتصوّفين وتربيتهم، بمنهاج فكري وعقائدي، لهذا كانت كل طائفة تنشئ زوايا خاصة بها، كما كان بعض الصالحين ينشئ زوايا لأغراض دينية أو مذهبية أو خيرية. ولكنها لم تكن تخلو من تلقين الطريقة ودروس الموعظة. كما أصبح لديها مقروءات وموادّ دراسيّة وشيوخ الدرس، واستقطبت طلبة العلم، وفدوا إليها من أرجاء متعدّدة، حفزهم ما وفّرته لهم هذه المؤسّسات من مأوى وتغذية وكساء وعناية؛ ولكنّها عموما، كان دورها التعليمي أقلّ من دور المساجد والمدارس، ورغم ذلك، لم تخل الزاوية أبدا، من نشاط فكري تعليمي، كما أنّها لم تكن تخلو من خزائن الكتب.

وهذا الأمر اعترض عليه بعض الفقهاء، كالإمام ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس الذي انتقد إحداث المؤسّسات الصوفية في المجتمع الإسلامي الذي كان يتمحور في العادة حول مؤسّسة المسجد، وكان من رأيه أنّ الصوفية ابتدعوا بناء الأربطة فابتعدوا عن المساجد، وهو بنيان أهل الإسلام، وهم بذلك جعلوا للمساجد نظيراً يُقلِّل جمعها، وأَنَّهُمْ حرموا أنفسهم من فضل المشي إلى المساجد، لأَنَّهُمْ يسكنون داخل الأربطة[15].

وبغض النظر عن ذلك، فقد استقطبت هذه الزوايا كثيرا من العلماء والفقهاء، الذين كانوا يتّخذون من بعضها مكانا لاجتماعهم ومناقشاتهم العلمية، وذلك يرتبط أساسا بمكانة شيخ الزاوية بين العلماء والفقهاء، وقدرته على إفادة الوافدين عليه منهم[16].

الزوايا ثلاثة أنواع:

الزاوية البسيطة: هي عبارة عن مجموعة من الأبنية المتلازمة، منها مبيت للطلبة، وهي غرف حول صحن كبير، ومنها غرف للدراسة، ومكتبة، ومسجد، ثمّ المرافق اللازمة؛ وتكون الأراضي حولها حبسا عليها في الغالب تعيش منها؛

النوع الثاني هو الزاوية التي تقام حول ضريح أحد المرابطين، أو وليّ من الأشراف تعلوه قبّة؛

النوع الثالث هو الزاوية التي يقيم فيها الشيخ، يعيش بين مريديه الذين يتلقّون تعاليمه وطريقته الصوفية، وعرف هذا النوع باسم الزاوية الطُرُقيّة، لأنّها تقوم أساسا على طريقة صوفيّة معيّنة[17].

فالزوايا لم تبن أساسا لأغراض التعليم، بل أنشئت لنشر الطريقة وإيواء وخدمة المنتسبين إليها، وعلى الرغم من أنّ العلم الذي كان يلقى في الزوايا على العموم كان أقل درجة وأهمية من العلم الذي كان يلقى في المدارس أو المساجد، فإنّ الزوايا لم تكن تخلو، من نشاط فكري تعليمي، كما أنها لم تكن تخلو من خزائن الكتب. رغم أن أحد الرحالة أحصاها إلى جانب المدارس كمؤسّسات علمية، إذ لاحظ أنّ بمدينة فاس أربع مدارس وخانقاه واحدة، واعتبر ذلك من دلائل ضعف الحركة العلمية.[18]

وكان دور الزوايا التعليمي يزداد أهمية في المناطق التي تخلو من مؤسسات التعليم. لهذا، نجد في كتب التراجم والحوليات والفهارس وغيرها من المصادر إشارات كثيرة مهمّة حول الأدوار التعليمية والفكرية للزوايا في المغرب والمشرق[19]، فقد تخرّج من الزوايا عدد من العلماء الأفذاذ. لذلك، ينبغي القولُ إنَّ التصوّف استطاع "بالفعل أن يلعب دوراً كبيراً في تكوين الفِكر التَّربوي الإسلامي، وكذلك في توجيه بعض مظاهر الحياة التَّربوية في العُصور الإسلامية"[20]، وأن يثري الحياة الثقافية والعلمية جنبا إلى جنب مع المساجد والمدارس وغيرها.

لهذه المؤسّسات الصوفية وظيفتان:

الوظيفة العقائدية والفكرية والتربوية: ولهذا تعتبر هذه المؤسّسات من أهم وأقوى وسائل نشر المذهب الصوفي، بنشر التعليم الديني المذهبي؛

التكوين العلمي والمعرفي: للروّاد الذين يتلقّون دروسا في العلوم الدينية واللغوية، وتتيح للروّاد فرصة التفرّغ للدراسة، بما توفّره لهم من وسائل الإقامة والعيش.

فهذه المؤسسات لمّا أدركت السلطات الحاكمة أهميتها الثقافية الاجتماعية، وقيمة توظيفها السياسي، احتوتها واحتضنتها ودعّمتها، وساعدت على انتشارها، فأخذت تعرف تغيّرات مهمة في هيكلها ووظائفها وأنشطتها، فعدت من جملة مواضع التعليم، التي تنتظم بها حلقات الذكر وقراءة الأوراد، ثمّ مجالس العلم والدرس. وأحيانا كان الواقف نفسه يشترط على نزلاء الخانقاه حضور الدروس، حتّى يستحقوا المعاليم المرتّبة لهم، مثل خانقاه شيخو التي أنشأها سيف الدين شيخو. رتّب لها دروسا عدة منها، أربعة دروس لطوائف الفقهاء الأربعة. ودروسا للحديث النبوي، ودروسا لإقراء القرآن بالروايات السبع، وجعل لكل درس مدرّسا وعنده جماعة من الطلبة وشرط عليهم حضور الدروس[21].

كان هناك نوعان من التعليم داخل الخانقاه:

التعليم الذي يرتب للصوفي للاشتغال به داخل الخانقاه، ويكون الصوفي ملزما بحضور الدروس، ويؤاخذ إذا تخلّف عنها طبقا لما اشترطه الواقف.

التعليم الحرّ، حين يجد الصوفي في نفسه القابلية، لأن يتعلّم علما آخر، غير الذي خصّص له، فعلى شيخ طائفته أن يقوم بشرح ذلك له، والعمل على إفادته فيما يطلب الدراسة فيه من العلوم[22].

لقد حرص شيوخ التربية الصوفية في الزاوية على تطوير أدائهم في صورة تلقين مجسّد لشخصيتهم الصوفية القائمة على التسليم والبركة، وهما القناة الخفية لما يمكن اعتباره الكمال في الوظيفة التعليمية التي يفيض عطاؤها على المريد المتعلّم الآخذ من علم شيخه[23].

شيخ الزاوية هو معلّم أوّل، هو صاحب علم وسرّ، علم الطريقة والسلوك، وقدوة في العمل ومقصد المريد، يحمل في شخصه النموذج الصالح لحياة الناس؛ وكراماته ومناقبه دليل على رغبته في الصلاح والإصلاح، هكذا تصبح الوظيفة التعليمية مزدوجة الأداء: تفقيه الناس في أمور الدين وتقديم الأصلح عبر الصلاح[24].

شيخ الزاوية هو معلّم أوّل، هو صاحب علم وسرّ، علم الطريقة والسلوك، يحمل في شخصه النموذج الصالح لحياة الناس  

بخلاف المدارس والمساجد تميز معمار الزوايا بالبساطة والبعد عن الزخرفة ومظاهر الفخامة، ليعكس زهد المتصوّفين، ونبذهم ما يدعو إلى الخيلاء أو الفخر في أيّ مظهر من مظاهر الحياة، تمسّكا منهم بالخمول والزهد الذي هو شعارهم.

وقد راهنت السلطة الحاكمة على التصوّف والزوايا لترسيخ حكمها ومحاصرة خصومها، لأنّ التصوّف يمتلك قابلية كبرى للتوظيف السياسي، للأسباب التالية:

يمتلك قدرة على استقطاب وتأطير المهمّشين؛

ويرسخ التقليد؛

يُعنَى بعلوم القلب؛

ويربّي على الخمول والزهد؛

وينشر ثقافة التسامح.

هذه الدعامات ترسّخ الخنوع والاستكانة في المريدين، وتزهّدهم في السلطة والثروة ومباهج الحياة، يتلهّون عن كلّ ذلك بأورادهم وأذكارهم.

استقطاب وتأطير الهامش

إنّ التصوّف يتموقع في مكان مهم لتدبير لعبة المركز والأطراف.

المهمشون، في الأطراف، حيث ينتشر الجهل والفقر والتهميش والجريمة، وهو المجال الواسع الذي تتحرّك فيه الزوايا والمتصوّفة.

في عهد الدولة السلجوقية كان الهامش يتألّف من الشطّار والعيارين منهم باعة الطرق والعراة وأهل السجون والأوباش والرعاة والطرارين وأهل السوق[25]. ويمثل قوة خطيرة. تتقاسم التحكّم فيه عدّة حركات وتنظيمات، كالحركة الباطنية (الخُرَّميّة، القرامطة، الحشّاشون، والإسماعيلية)، وهي حركات سياسية تنشط تحت غطاء ديني، وكانت تمثل تهديدا قويا وصريحا للسلطة. نفّذَتْ اغتيالات كثيرة، وحاولت الانقلاب على السلطة، وشكّلت تهديدا واضحا وصريحا للنظام. إنّ هذه الحركات الإسلامية السياسية لم تعمل على إدماج المهمّشين اجتماعيا، بل زادت من عزلتهم وأشعرتهم بغربتهم عن مجتمعهم، وهو ما شجّعهم على سلوك طريق العنف والتدمير وتنفيذ الاغتيالات.

إنّ التهميش يرسّخ العزلة الاجتماعية في مجال العلاقات الخاصة، ويشكّل تهديدا للفرد، لهوّيته، لكينونته، لذا يبحث المهمّشون عمّا يعيد إليهم الاعتبار والتقدير، وهذا ما تستثمره مؤسّسة التصوّف، التي أريد منها أن تحلّ محلّ التنظيمات السياسية، ومن ثمّ تضمّ المهمّشين وتمنحهم هويّة ومكانة واعتبارا.

كتب كارل- أ. كيلر عن هامشية المتصوّف: "هناك ظروف مختلفة قد تحمل رجلاً أو امرأةً مّا على خوض المغامرة وسلك طريق روحية غير مألوفة، لكنّ القاسم المشترك بين كلّ التجارب التي خاضت غمار هذه المغامرة الروحية هو أنّ أصحابها يجدون أنفسهم في النهاية على هامش مجتمعهم. يمضون أيامهم ولياليهم على نحو مختلف تماماً قياساً إلى محيطهم الاجتماعي، لهم أهداف أخرى، وتقودهم مبادئ أخلاقية أخرى"[26].

إنّ العامة الدهماء، يشكّلون خطرا وقنبلة موقوتة، قابلة للانفجار في كل لحظة، والزوايا تلعب دورا كبيرا في تأطيرهم، وضبطهم ومراقبتهم والحدّ من خطرهم، وإبطال فتيلة قنبلة الثورة الاجتماعية.

ترسيخ التقليد

اللافت لنظر الباحث في التاريخ الإسلامي هو أنّ أرياف البلاد الإسلامية وقُرَاها كانت لا تخلو من زوايا تنشر الفكر الصوفي الطرقي والثقافة الدينية في إطارها التقليدي المحافظ. والثقافة كلّها كانت متوشّحة بالدين التقليدي، الممتزج بالتصوّف.

فقد ارتبط أكثر التصوّف في العصور المتأخرة بالطُرقيّة، التي اختلطت بالفلسفات الدخيلة حتّى غيّرت معالم الدين، واتسع تأثيرها فأصبح يشمل كل فئات المجتمع وخاصة منهم العلماء، حتّى أنّنا نكاد نجد في جميع كتب التراجم والفهارس والسير إشارات لدراسات الفقهاء والعلماء على شيوخ التصوّف أو في الزوايا، كما نجد ذكر الطرق الصوفية التي ينتمي إليها المترجم له من العلماء. فكان للتصوّف أثره في ثقافتهم وسلوكهم، وآرائهم في تحديد مفاهيم العلم والعقل والقلب والتربية وآداب التعليم، وكثير من الموضوعات التي تدخل في مجال التربية والتعليم.

وللصوفية كتب في الطريقة والمذهب، ولكل طريقة أوراد خاصة بها، وتفاسير وشروح للمدوّنات اللغوية والفقهية على مذهب الصوفية، ككتب خاصة بالتعليم الصوفي.

وفي عصور التراجع الاجتماعي والسياسي، كانت الحركة الطرقية تشهد انتشارا، وكان لبعضها دور لا ينكر في الحفاظ على الثقافة ونشرها، والإسهام في الإصلاح الاجتماعي وحماية المجتمع مما يهدده من قيم وعادات دخيلة[27]. إلاّ أنّ انتشار التصوّف وتغلغله في المجتمع ومؤسّساته العلمية والدينية، أدّى إلى انتشار التقليد، وهيمنة الفكر الصوفي على الحياة الثقافية، كما اختلطت في كثير من الأحيان فتاوى الفقهاء بآراء المتصوّفين[28]. أضحت الطرقية تنافس الفقه، وقامت مواجهات عنيفة بين الفقهاء والمتصوّفة، أهدرت الدماء وطاقات الأمّة فيما لا يعود عليها بالنفع[29].

والتصوّف في حد ذاته اقتفاء لأثر شيخ واقتداء به، ودعوة إلى تقليده والتزام نهجه في الفتوى والآداب والسلوك. ويعتمد التعليم فيه أساسا على التسليم الكامل للشيوخ بما يقولون أو يفعلون، حيث لا تجوز مساءلتهم أو مناقشتهم فيه. قال ابن الجوزي في هذا الأمر معلّقا على قول الصوفية (من قال لأستاذه لِمَ؟ لَمْ يَفْلَح)، قال: "هذه دعاة الصوفية، يقولون الشيخ يسلم له حاله، وما لنا أحد يسلم له حاله"[30].

ويحرص المتصوّفة في نهجهم التربوي على خلق استعداد كامل وقويّ في نفس المريد السالك لتلقّي الطريقة، عبر إخضاع المريد لمشيئة الشيخ إخضاعا تاما لكسر شهواته وغروره، وهو ما يسمى بالرياضة التي قد تكون قاسية أحيانا فوق طاقة المريد وتحمّله.

العناية بعلوم القلب

إنّ النظرة الصوفية تربط العلم بالمعرفة الإلهية، كما تعتبر العلم وسيلة للعمل؛ أي لتطهير القلب وترويض النفس، فالمعرفة أفضل من العلم، والعلم يحصل بأحد طريقين: طريق الاستدلال وتسمّى الاستبصار، وطريق الاكتساب بحيلة الدليل وتسمّى إلهاما، والشيخ هو الدليل، ولا يمكن الوصول إلى المعرفة بالاستغناء عن الشيخ. وتلقين علوم القلب لا ينشئ عقلا مفكّرا وناقدا ومتسائلا.

كما أن المعرفة لا تؤخذ من الكلام، لأنّ الكلام يكاد يكون حجابا، (فبالذوق والعقل يدرك لباب المعرفة، والعقل عين القلب)[31]، وإذا استقرت المعرفة بالنفس علم الإنسان حقيقة المصير المنتظر في اليوم الآخر، فاستعدّ له بامتثال الأوامر واجتناب النواهي[32]، فالعلم النافع بحسب رأي المتصوّفة هو (علم القلب والتوحيد من باب الكشف والمعارف وليس هو تفلقة اللسان ومطالعة الكتب)[33].

إنّ علوم القلب، التي هي عماد التصوّف، لا يُنكَر فضلها في تربية الناس وتهذيب وجدانهم وتثبيت الأخلاق الفاضلة في نفوسهم، لكن يشترط العلماء أن تكون بعد التسلح المتين بالتكوين العميق في علوم الدين، من قرآن وحديث وفقه وتفسير ولغة.

كما أنّ مفاهيم الحُبّ، والخوف، والرضا، والمجاهدة، والتوكّل، والرجاء، والاستقامة، والإيمان، والتواضع، والكرامات، والورع، والزهد، والخمول، والخلوة وغيرها من المفاهيم النفسية التي يعمل شيوخ التربية على تلقينها السالكين وغرسها في نفوسهم، قد تنحرف بسهولة في حال غياب التكوين الإسلامي المتين الذي يكون بمثابة وقاية من كل الشطحات، وتدخل بالتالي في حال صدام مع تعاليم الإسلام. لذلك، يحرص في الغالب أقطاب التصوّف وأئمته على تقييده بالكتاب والسنّة، أو هكذا يصرّحون في مواجهة الخصوم أو "المبتدعين". قال الجُنيد: "مذهبنا هذا مقيَّد بالكتاب والسُّنَّة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يُقتدى به في مذهبنا وطريقتنا"[34]، وخير من عبّر عن ذلك قول القائل: (من تفقّه ولم يتصوّف تفسّق، ومن تصوّف ولم يتفقّه تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقّق)، فالتصوّف تربية سلوكية، ومعرفة الفقه تضمن صحة التصرّفات، ولزوم الشريعة يقود إلى الحقيقة، هذا ما أجمع عليه كثير من أقطاب التصوّف ورجاله.

التربية على الخمول والزهد

الصوفية تنزع إلى الزهد وصرف النظر عن مباهج الحياة؛ فالجنيد وإبراهيم بن أدهم والفضيل، كانوا سادة الزهّاد العُبّاد المنتسبين إلى التصوّف.

الصوفية تنزع إلى الزهد وصرف النظر عن مباهج الحياة  

المتصوّفون يمتدحون الخمول، ويعدّونه من مضامين الإخلاص، بل لا يتحقّق في الغالب إلاّ به، لأجل ذلك يردّد الصوفية قول ابن عطاء في الحكمة الحادية عشرة: (ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتمّ نتاجه)، يشرح ابن عجيبة هذه الحكمة بقوله: "الدفن هو التغطية، والستر والخمول سقوط المنزلة عند الناس، ونتائج الشجرة ثمرتها، استعير هنا للحكم والعلوم التي يجتنيها العبد من المعرفة بالله، وذلك عند موت نفسه وحياة روحه"[35].

وكثير من الصوفية يدعون إلى اعتزال الناس، زهدا في المخالطة الاجتماعية وما يترتّب عليها من علاقات ومناسبات، على الرغم من أنّ كثيرا من الصوفية كانوا اجتماعيين يخالطون الناس بكثافة، مع تمسّكهم بالتقشّف والزهد في مباهج الحياة.

الزُّهْدُ محمودٌ والغلوّ فيه مذموم ولا نجد نِزاعاً كبيراً في أنَّ الْصُّوْفِيَّة المُنْضَبِطَة بالكتاب والسُّنَّة هي صوفِيَّة صادقة تربّي على الزُّهد المُشتمل على تَصفية النَّفس برياضة تتمشى مع تعاليم الدِّين[36].

وشتّان ما بين الزهد والعزلة، فالزهد ورع وقناعة، بينما العزلة مرض وانحراف نفسي. والزهد سلوك فردي يتأسّس على التقشف والاكتفاء في الحياة بالبساطة وشظف العيش والنسك، دون أن يحمل الزاهد المتنسّك نظرة عدائية لمباهج الحياة، ولا أن يعادي المقبلين عليها، المستمتعين بالنعم التي بسطها الله لعباده من مأكل وملبس ومسكن، فالنَّظرة العدائية لمباهج الحياة في نظر غلاة الْصُّوْفِيَّة أفقدَت الطَّريقة ميزان الاعتدال بين التَّربية من أجل الدُّنيا والآخرة[37].

النظرة المتشددة الرافضة لمباهج الحياة منعت كثيرا من الطوائف الصوفية من نشدان الجمال والاستمتاع به، ونفّرت الناس من المحاسن، وحرّمت عليهم ما أحل الله لهم من ملذّات، بل وحاربت كلّ عمل يسعى لتحقيق الجمالية والإبداع في المبنى أو الملبس أو المأكل، وربّت المريدين على لبس الخرقة وسكنى الخرائب، وكوّنت لديهم استجابات سلبية رافضة لكل مظاهر الجمال في الحياة اليومية.

تتأسّس هذه الفنون الجميلة على المعاني والقيم الدينية، وتحرص على ربط الفنّ بالعقيدة، هذا الفنّ الذي يعتبر الخط وفنون الكتابة أساسه الأوّل، وتضمّنت النصوص المنقوشة على الجدران آيات قرآنية وعبارات الدعاء والأبيات الشعرية التي تخاطب الوجدان وترقّق المشاعر بغية التأثير في السلوك والارتقاء بالروح والجسد في تناغم وتكامل، وهذا أحد مبادئ التربية الإسلامية المهمّة[38]، التي وظّفت العلوم والفنون لتحقيق الكمال الإنساني.

نشر ثقافة التسامح

إنّ الصوفية يرون التسامح قيمة من أعلى القيم الإنسانية والدينية، وهم ينطلقون في ذلك من قناعات عقدية روحيّة ترفع قيمة التسامح عندهم من كونه مجرّد خلق إلى كونه عقيدة وإيمانا ومعرفة[39].

الإسلام دين المحبّة والتسامح الذي يشمل الخلق جميعا، أو كما عبّر عن ذلك الرسول حين قال: (ربّنا وربّ كلّ شيء أنا شهيد أنّ العباد كلّهم إخوة)[40].

ونرى أنّ هذه القيمة التي يكتسيها التسامح عندهم هي التي سمحت لهم باختراق الآخر، وتبليغ رسالة الإسلام إليه في أكثر البقاع التي لم يدخلها المسلمون بسيوفهم، ولكنّ الصوفية دخلوها بتسامحهم، واستطاعوا أن يؤثّروا فيها تأثيرا كبيرا.

فالتصوّف الذي يحيل اسمه إلى الصفاء الروحي، كان له دوما الأثر البالغ في تمتين الروابط الروحية بين مكوّنات المجتمع المسلم من فقهاء وفلاسفة وحِرَفيّين وتجّار وأدباء وغيرهم، تحت لواء المحبّة والصفاء.

التصوّف يظهر مبنياً في جوهره على فكرة العفو والتسامح والتعايش ومحبّة الآخر، ونبذ العنف والكراهية والتطرّف والإرهاب. وتتولّد منه أنواع كثيرة من التسامح كالتسامح الديني والعَقَدي، والطائفي، وحتّى اللغوي، والعرقي والاثني، والتسامح اللوني، والجنسي، والطبقي والاجتماعي، والسياسي والحزبي والنقابي أيضاً.

فالسلوك الصوفي الذي يسير بالمريد عبر مقامات التربية، يتوخّى تحقيق المحبّة كإحدى أهم غايات التربية في الفرد، فتغدو المحبّة خلقا تعبّديا أصيلا صادقا. وترسيخ المحبّة، وإشاعة التسامح ومحاربة التعصّب بأنواعه، هي من المهامّ الأساسيّة التي حدّدها الشيوخ للتربية الصوفيّة.

التصوّف ضالّة السلطة

التصوّف علم إسلامي أصيل، يُعنى بالتزكية والتربية والإحسان، فهو ثقافة دينية موازية، تتيح تديّنا آمنا ملائما لكلّ شرائح وطوائف المجتمع، فكما أنّ الفقه يُعنى بإقامة الشعائر التعبّدية الظاهرة على وجهها الصحيح، فإنّ التصوّف يشتغل على إصلاح باطن العابد، ويحثّه على التخلّق بأخلاق الصلاح والاستقامة، والإقبال على الله بإخلاص وتجرّد بعيدا عن كلّ مطامع الدنيا وأغراضها.

فالتصوّف حظي بالقبول الاجتماعي في كلّ العصور، تستسيغه وتتقبّله كلّ الشرائح الاجتماعية، وصورة الصوفي كانت دوما تلقى التقدير والاحترام، من طرف العامة، وهذا مدخل قوة تأثيره فيها، كما يتقبّله الحكّام أيضا، لأنّ الطرق الصوفية تنأى بنفسها عن الاشتباك في القضايا السياسية والمجتمعية التي تتيح لها الاشتغال بقضايا الشارع العربي، والتي تظلّ حكرا على السلطة.

وفي عصرنا الحالي، انتبهت له كثير من الدول، فوجدت فيه ضالّتها، لأنّ التصوّف يسهم في تأطير الهامش، ويتيح للأنظمة مراقبة هذا التأطير والتحكّم فيه، ويضمن لها تأييدا وتعهّدا على الخنوع والرضوخ والاستكانة.

[1] الفقيه، إحسان: التوظيف السياسي للتصوّف، الجفري أنموذجا، www.alquds.co.uk/?p=887068

[2] ابن خلدون: عبد الرحمن: مقدمة ابن خلدون ص 329

[3] إبراهيم داود الداود www.saaid.net/feraq/sufyah/29.htm

[4] ابن عربي، محيي الدين: كتاب اصطلاح الصوفية؛ حيدر آباد الدكن 1948.

[5] الأصبهاني، أبو نعيم، أحمد بن عبد الله: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، طبعة القاهرة، ص 22

[6] ابن خلدون، المقدمة، ص 516

[7] الغزالي: أبو حامد: المنقذ من الضلال، دار الأندلس 1967، ص 100

[8] حميدات، ميلود: التربية الصوفية عند الغزالي، جامعة الأغواط، الجزائر، حوليات مجلة تراث، عدد 10 سنة 2010، ص 100

[9] حميدات، المرجع نفسه، ص 101

[10] حميدات، المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

[11] حميدات، المرجع نفسه، ص 102

[12] علي، سعيد إسماعيل: أصول التربية الإسلامية؛ دار الفكر العربي، القاهرة، 1993، ص 253

[13] القابسي، نجاح: المعاهد والمؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي. مجلة الثقافة العربية (ليبيا) عدد5 (1982)، ص 71

[14] ابن تيمية، أحمد: مجموع الفتاوى الكبرى: جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم. طبعة مكتبة المعارف بالرباط، جزء 35، ص 41

[15] ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي: تلبيس إبليس، تحقيق أحمد بن عثمان المزيج، الرياض، دار الوطن 2002، ص 1047

[16] عبد العال، حسن إبراهيم: فن التعليم عند بدر الدين ابن جماعة. الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج. 1985. ص 69

[17] القابسي، نجاح: المرجع السابق نفسه ص 71

[18] العمري: أحمد بن يحيى: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (فصلة من تحقيق مصطفى أبو ضيف). مطبعة النجاح الجديدة (1988) ص 107

[19] انظر كتاب المحاضرات لليوسي، ومقال عبد العزيز بن عبد الله حول الزاوية المغربية بملحق جريدة الأنباء الثقافي (الرباط) 20 مايو 1985

[20] علي، سعيد إسماعيل: اتجاهات الفكر التربوي الإسلامي، القاهرة، نادي الفكر العربي (1991 م) ص 238

[21] عبد العال، مرجع سابق الذكر، ص 66

[22] عبد العال. نفسه، ص 68

[23] المازوني، محمد: وظائف الزاوية المغربية، مجلة فكر ونقد (الرباط)، عدد 94، يناير 2008، السنة 10، ص 60

[24] المازوني، المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

[25] الطبري، ابن جرير: تاريخ الرسل والملوك، القاهرة، الطبعة الحسينية، 1336. جزء 10 ص 181.

[26] www.middle-east-online.com/?id=154408

[27] الشوشاوي. أبو علي الحسين بن علي بن طلحة الرجراجي: الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة، حققه إدريس عزوزي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، 1989، ص 25

[28] تامر، البشير: جوانب من تاريخ التربية في المغرب، بالاشتراك مع الطيبي والنجاتي، مجلة تاريخ المغرب، الرباط، عدد 4 (1984) ص 47

[29] تامر، البشير: المرجع نفسه، ص 47

[30] ابن الجوزي، عبد الرحمن: تلبيس إبليس، بيروت، دار القلم، 1403، ص 240

[31] ذكره اللجائي في كتاب شمس القلوب. انظر مقال عبد العزيز الدباغ، مجلة دعوة الحق، الرباط، العدد 366 (أبريل 2002)

[32] الدباغ، عبد العزيز: من مخطوطات خزانة القرويين: مجلة دعوة الحق (الرباط) العدد 366، أبريل 2002، ص 74

[33] الحموي، علوان: الأمر الدارس في الأحكام المتعلّقة بالمدارس (دراسة وتدقيق: الزبير مهداد، بيروت، دار الكتب العلمية، 2016

[34] ابن كثير: البداية والنهاية، طبعة دار عالم الكتب 2003 الجزء 14 ص 768

[35] ابن عجيبة، أحمد بن محمد الحسني: إيقاظ الهمم في شرح الحكم، مراجعة محمد أحمد حسب الله، القاهرة، دار المعارف، سلسلة ذخائر العرب 56 ص 51

[36] www.geocities.ws/ta3leqa1/mushkilat.html

[37] المرجع نفسه

[38] مصطفى عبد الرحيم محمد سعيد: أساسيات جماليات تصميم الأشرطة الكتابية في العمارة الإسلامية: مجلة آفاق الثقافة والتراث عدد 20 /21 (ذو الحجة 1418) ص 145- 147

[39] أبو لحية، نور الدين: التسامح عند الصوفية دوافعه ومظاهره: rawassi.org/index.php/2012-10-13-12-41-13/23-2012-11-06-15-38-03

[40] أحمد بن حنبل أبوعبد الله الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، القاهرة: مؤسسة قرطبة: جزء4 ص 369

أضف تعليقك