فيلم وثائقي "شكراَ صوما" في اليوم العالمي للعمال المنزليين
تركت سوما، 57 عاما، مثلها مثل الملايين الآخرين، منزلها وأصدقاءها وأطفالها الصغار لتعمل كعاملة منزلية وتساهم في دخل أسرتها. بعد حوالي ثلاثين عاما، سافرت إلى مسقط رأسها في سريلانكا مع نور صيداني، 24 عاما، المرأة اللبنانية التي ساهمت في تربيتها. عملت منظمة العمل الدولية على توثيق رحلتها الجسدية والعاطفية في فيلم وثائقي بعنوان "شكرا سوما" والذي سيتم عرضه لأول مرة في عمان يوم الأحد 16 حزيران احتفالا باليوم العالمي لعمال المنازل.
خلال الرحلة إلى قرية سوما الصغيرة بالقرب من كاندي في سريلانكا توطدت العلاقة بين سوما ونور.
"أنا أعرف سوما منذ أن ولدت – واعتقدت أنني أعرفها تماما، إلا أن هذه الرحلة سنحت لي فرصة مشاهدة قصة حياتها بأكملها، وبالتالي أصبحت أراها بطريقة مختلفة. أننا ممتنة جدا لكل ما منحته سوما لي ولأسرتي" تقول نور صيداني.
"لقد تغيرت نور قليلا أيضا منذ أن قدمنا هنا (إلى سيرلانكا). فقد تعرفت علي أكثر، وربما تشعر الآن بما أشعر به أنا"، تقول سوما، واسمها الكامل سومانالاثا هاريسباتوالي جيدارا.
يهدف الفيلم إلى تشجيع التفكير والحوار حول العمل المنزلي، حيث عرض في الجامعات للنقاش، بالإضافة إلى عرضه على فئات من المجتمع المحلي في الدول العربية. أنتج مشروع منظمة العمل الدولية الإقليمي للهجرة العادلة في الشرق الأوسط (فيروي) الفيلم بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، مع وزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID) ضمن برنامج منظمة العمل الدولية العمل بالحرية.
"من خلال هذا الفيلم، نقدم قضية العمل المنزلي من وجهة نظر جديدة إلى الجماهير في الأردن،" تقول الآنسة سيمون غايغر، رئيسة برنامج الوكالة السويسرية حول الهجرة والتنمية، الذي ساهم في تمويل الفيلم الوثائقي من خلال مشروع فيروي. "على الرغم من عدم اعتبار العمل المنزلي "عمل حقيقي"، يساهم العمل المنزلي بشكل كبير في الاقتصاد والمجتمع، كما يظهر من مساهمات سوما في المنزل الذي تعمل به".
يذكر أن هناك أكثر من 47,000 عامل منزلي مهاجر نظامي في الأردن، في حين يعمل الكثيرين في وضع غير نظامي تبعا لنظام الكفالة النافذ. أما على نطاق المنطقة، فهناك أكثر من 3.16 مليون عامل منزلي، غالبيتهم من العمال المهاجرين.
يقول باتريك دارو، منسق مكتب منظمة العمل الدولية في عمان، "نسعى إلى حث الشباب الأردني على التأمل في معاملة عمال المنازل المهاجرين من خلال هذا الفيلم وتشجيعهم على التفكير بالدور الذي يلعبه هؤلاء العمال في أسرهم ومجتمعهم – الآن وفي المستقبل".
على الرغم من الجهود التي تبذل في تقوية الهياكل القانونية والتنظيمية في الأردن، تساهم الأعراف الاجتماعية في استمرار الممارسات المسيئة والاستغلالية مثل حجز أجور العمال وجوازات سفرهم، عدم منحهم يوم راحة أسبوعي، أو تجاهل الحد الأقصى لساعات العمل في اليوم الواحد.
جمع عرض الفيلم في سينما الرينبو في عمان – والمتاح للجميع – فريقا تفاعليا من المتحدثين يضم الدكتور هايل الزبن (مدير مديرية عمال المنازل)، والآنسة لوسيا أبوهاس (عاملة منزلية) وهديل المغربي (عضو شبكة منزلي العادل للشباب في الأردن).