"فنون" و"صوت الجيل": تساؤلات حول إعادة صدورهما
في حزيران/ يونيو عام 1966، صدر العدد الأول من مجلة "أفكار" في الأردن مع إنشاء دائرة الثقافة والفنون التي تحوّلت إلى وزارة عام 1977، وتتابعت إصداراتها من المجلات والدوريات التي توقّف بعضها مثل "صوت الجيل" التي تأسّست مطلع التسعينيات وتعثّرت بعد سنوات، و"فنون" التي أنشئت عام 1987 ولقيت المصير نفسه منذ أعوام عدّة.
مع إعلان الوزارة منذ أيام عودة المجلتين للصدور ضمن خطة وطنية لتطوير سياسات النشر الثقافي التي بدأت بتنفيذها، تحضر تساؤلات ملحّة عن جدوى هذه المطبوعات التي لا تختلف حالها عن نظيراتها في عدد من البلدان العربية، حيث ظلّت تطبع لعقود دون أن أية خطة توزيع، ولم تُنشر رقمياً إلا منذ فترة قصيرة حيث يوجد جزء من أعدادها بنسخة "بي دي إف" على موقع الوزارة الإلكتروني.
مستوى ما تنشره هذه المجلات ظلّ متذبذباً باختلاف هيئات التحرير المتعاقبة عليها
كما أن مستوى ما تنشره هذه المجلات ظلّ متذبذباً باختلاف هيئات التحرير المتعاقبة عليها، ودون رؤية واضحة لطبيعة ما تنشره من مقالات ودراسات، حيث جمعت مواد أكاديمية متخصّصة تناقش قضايا نظرية دون أن تشتبك مع الواقع، وأخرى تحمل قراءات انطباعية عابرة في معظم مجالات الثقافة، إلى جانب مواد ذات مستوى جيد.
لماذا تعود "صوت الجيل" و"فنون" للصدور، سؤال حاول وزير الثقافة باسم الطويسي الإجابة عنه في اجتماع مع هيئات تحرير جميع مطبوعات الوزارة، بالإشارة إلى أن الهدف من التوسع في المجلات هو "إثراء المحتوى الثقافي الوطني الأردني، والبدء بخطة إصدارات رقمية لها".
الصورة
لم يغفل الوزير أن المجلات الثقافية العربية تشهد أزمة واسعة وبعض ملامح هذه الأزمة في الأردن بدأ بعد توقف معظم المجلات الثقافية التي كانت تصدرها مؤسسات أردنية، مما يحمّل الوزارة مسؤولية كبيرة في ملء هذا الفراغ بتوفير منابر مرموقة للكتاب والمبدعين الأردنيين لإيصال إنتاجهم الأدبي والفكري إلى الجمهور.
مصادر من داخل الوزارة أوضحت لـ"العربي الجديد"، أن "فكرة إعادة إحياء المجلتين جاءت لخلق منصة جديدة للنشر وإغناء المحتوى الثقافي الأردني، وفي الوقت ذاته لإحياء الحركة النقدية وذاكرة الإبداع؛ حيث لا يمكن أن تتطور الحركة الفنية دون حاضنة نقدية".
يأتي الاهتمام بمجلة "فنون"، بحسب المصادر ذاتها، من "إحساس بضعف الفنون وخفوتها، وغياب المنصات التي تعنى بأدب الشباب، وموضوع النشر يأتي ضمن حزمة موازية تتصل بالعناية بالفنون، ومنها مدن الفنون الإبداعية التي من شأنها الارتقاء بالحركة الفنية بكل أبعادها والاهتمام بالأجيال، وتحديداً بعد المسابقة التي طرحتها وزارة الثقافة بعنوان "موهبتي من بيتي" التي أبرزت مئات المواهب وتحتاج للاهتمام والرعاية".
وأضافت أنه "في ظل فلسفة الوزارة بالانتقال من النخب إلى الثقافة المجتمعية، ثمة سعي للالتفات إلى إعادة النظر بالمحتوى والسياسة التحريرية، والانتشار والتوزيع والانفتاح على سائر الفئات الاجتماعية بتنوعها وتعدد اهتماماتها. وبالنظر لاتجاهات النشر وتراجع النشر الورقي في ظل اتساع الفضاءات الإلكترونية، فإن الوزارة تسعى للإفادة من التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي للانتقال للنشر الإلكتروني الذي يتيح انتشاراً واتساعاً وفرصة للتفاعل مع المجتمع".