تتحضر فرقة الجيل الجديد للرقص الشركسي للمشاركة في مهرجان جرش لهذا العام بدورته الجديدة التي بدأت فعالياتها يوم الخميس الماضي كأحد ركائز المهرجان منذ إنطلاقته، حيث لم تشهد دورة واحدة للمهرجان انقطاعاً عن مشاركة هذه الفرقة، حتى صار الجمهور على موعد معها كلما أعلن جدول الفعاليات.

تعتبر فرقة الجيل الجديد إحدى أقدم الهيئات الثقافية في الأردن التي واصلت الاستمرار منذ ما يقارب الــ 60 عاماً، حيث أسست بشكل رسميّ وصار لها مدربٌ رسميّ وحفل سنويّ عام 1954 على أن نشاطاتها كانت قبل هذا التاريخ وتحديداً في العام 1949، بحسب أمين سرها ينال ماشا.

يقول ماشا لــ عمّان نت أن الفرقة بنشاطاتها "تحاول الحفاظ على موروث الأجداد، إضافة إلى تطويره بمعنى مواكبة العصر، من خلال إدخال المسرح  والصوت دون المساس بجوهر الفلكلور، كون هدف تأسيس الفرقة جاء للحفاظ عليه".

ويضيف "أن راقصي وراقصات الفرقة ينضوون في أربعة مراحل تبدأ المرحلة الأولى للفئة العمريّة من 6-10 سنوات، أما الثانية فتكون من 10-14 والثالثة هي المرحلة التحضيرية فوق 14 سنة والفرقة الرئيسية تكون لراقصين وراقصات لديهم من الخبرة 5 سنوات.

وعن المقطوعات الموسيقية المرافقة للرقصات يوضح ماشا أنها فلكلوريّة من التراث الشركسي عمرها يقدر بمئات السنيين، يرافقها أحياناً عزف على آلة الأكورديون وآلات النفخ كالناي والفلوت، بالإضافة إلى الآلات الوترية، ونادراً ما يرافق الموسيقى كلمات.

تربط الشركس بالفلكلور والرقص منه علاقة وطيدة، على أن الرقص لا يؤدى في مناسبات الفرح وحده، إنما في الأحزان أحياناً وقبل الحروب للحث على خوضها أحياناً أخرى كما في تراثهم، حيث تحمل كل حركة فيه دلالة واضحة، لذا لم يشهد الرقص "تحولاً جذرياً" كما يؤكد ماشا، إنما وجدت نقلات نوعية في الأداء وتقنيات الاداء المسرحي المصاحب له بالإضافة إلى الإضاءة.

يشير ماشا أنهم بمواصلة العمل في هذه الفرقة إنما يحافظون من جهةٍ على نشر الفلكلور الشركسي، ومن جهة أخرى تعتبر نشاطاتهم طريقاً لإيصال رسالة حوار ومعرفة، تغني في النهاية التنوع الثقافي في الأردن على حد تعبيره.

يوم غد الثلاثاء وعلى المسرح الجنوبيّ، تمام الساعة 8:30 مساء سيكون المهرجان على موعدٍ مع الفرقة التي لم تغب عنه منذ ثلاثين عاماً، موسيقاتُ لأنزاور مشه - والذي سيكون ضيف فرقة نادي الجيل الجديد.