رشاد أبو شاور يصدر رواية «ترويض النسر»
صدر للروائي رشاد أبو شاور رواية بعنوان «ترويض النسر»، عن دار الشروق للنشر والتوزيع، في عمان ورام الله، قام بتصميم لوحة الغلاف الفنان الفلسطيني جواد ابراهيم.
ابو شاور يقول عن الرواية إنه حملها وتنقل بها من دمشق إلى تونس إلى عمّان، وهجس بها سنوات، وعكف على كتابتها طيلة العام الماضي 2018.. «وها هي تتوفر للقرّاء العرب بعد معاناة وتأمل طال».
بطل الرواية منصور، مهندس صاحب مبادئ، وشقيقه حمزة كاتب وحزبي معتقل بسبب معتقداته وإصراره على كشف وفضح الفاسدين والخونة، الشقيق الاصغر خالد طالب جامعي سافر للدراسة في الخارج، والام تنتظر خروج حمزة من السجن وعودة خالد بعد التخرج من الجامعة، حسب ما جاء على لسان البطل.
منصور الولد الكبير في العائلة متعاطفة مع حالة الام التي ارهقها غياب ابنائها عنها «اتعبناك يا امي اتعبك حمزة وهو لا يخرج من السجن إلا ليعاد إليه فلا تنام عيناك من فرط القلق والحزن عليه.
هل ينام البحر وهو يتدثر بعتمة الليل الساجية؟
اياخذ غفوة ليرتاح من ازعاجات البشر؟
سمعتك ترددين: لو أن سمك البحر ينام لنمت كيف تنام عيناي وحمزة بين ايد الظالمين؟».
تطرح الرواية سؤال: هل يمكن ان يروض النسر؟ منصور يحاول ترويضه عندما وجد النسر الجريح أخذه للمنزل ويبدأ يعتني به ويعالج جروحه فهل ينجح منصور، يقول منصور للنسر «اعرفك بنفسي: انا منصور، احمل اسما يوحي بالنصر، ولا احسبني بطلا، ثم على من سأنتصر. كل ما امله ان ابقى مهندسا شريفا مخلصا في عملي، وان اعيش حياة شريفة. أنت الآن مقيد وهذا لمصلحتك لا تستغرب فقد وجدتك وأنت بحالة مزرية، وكان من الممكن ان تقع في ايد غير رحيمة. احمد ربك يا أخي.
نهش النسر بمنقاره الحاد قطعة لحم ثم اخذ يمزقها بقوة على الصينية، وازدرد بعضها ومط عنقه المعوج كأنه يسهل ابتلاعها.
-هكذا تعجبني: كل، فالبيت بيتك، وأنا لن اقصر معك، فأنت ضيفي، وسأطلق سراحك بعد ان تتحسن صحتك.
ضحك منصور وهرش راسه:
-هذه لم تعجبني: سأطلق سراحك فأنت لست سجينا، ولست مختطفا كما لو أنك معارض. اقصد كأخي حمزة الذي لا نعرف في اي سجن هو، وما هي تهمته المحددة، والذي لم يجروا له محكمة فيها قضاة ومحامون يترافعون انت للأسف مريض، ولأنك نسر فلا بد من تقييدك، يعني كما يفعل الطبيب المعالج الذي يخدر المريض ليجري له عملية جراحية، ثم بعد العملية قد يربطه بالسرير حتى لا يؤذي نفسه، ومن بعد يا صحبي ستشفى وتحلق عاليا في سماء الله الفسيحة».
يدور ايضا حوار بين منصور مع سناء خطيبته التي أتت له من اجل ان تقنعه بالموافقه على فتح شارع بطريقة غير مشروعه مقابل مبلغ من المال يرفض منصور هذا العرض ويخرج سناء من حياته يوجه كلامه لها «اخي في السجن من اجل المبادئ، وكان بمقدوره ان يكون رئيسا لتحرير صحيفة كبيرة في البلد، او حتى وزيرا للإعلام، ووالدي وامي علّماني ان الشرف هو اهم ما يمتلكه الإنسان، وان القناعة كنز لا يفنى، والأمانة تحمي بني ادام من الزلل والطمع، وأخي الصغير خالد يتهيأ لدراسة الطب ليعالج فقراء قريتنا والقرى المجاورة، نحن عائلة شريفة يا سناء، وأنت صرت بنظري مثل عبدالهادي ورامبو اللذين حاولا اغوائي وتخويفي واستدراجي للانحراف خدمة لمآرب اسيادهم لقد سقط الحب في الامتحان يا سناء انت لا تلزمين لي في حياتي».
ويذكر ان رشاد ابو شاور قاص وروائي فلسطيني. انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية واستلم عدة مناصب في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. عمل نائباً لرئيس تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت. عضو في جمعية القصة والرواية. وصدر له العديد من الاعمال القصصية والروائية ، منها :»أيام الحب والموت»، «ذكرى الأيام الماضية»، «الأشجار لا تنمو على الدفاتر»، «بيت أخضر ذو سقف قرميدي»، «البكاء على صدر الحبيب»، «العشاق»، طالرب لم يسترح في اليوم السابع»، «شبابيك زينب»، «سأرى بعينيك يا حبيبي». منح وسام المنظمة العالمية للصحافيين تقديرا لدوره أثناء معركة بيروت. منح جائزة القصة القصيرة (محمود سيف الدين الإيراني) عام 1996. منح جائزة القدس من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب 2016.