جرش والفرح المؤجل

الرابط المختصر

حتى عند الفرح لا نعرف كيف نختلف (نحن هيك)، نفشل في كل مرة في هذا البلد في إدارة أزماتنا الداخلية، نعيش على حافة الهاوية ونريد أن نرقص، نعيش على صفيح ساحن ونريد هواء عليلا. لدرجة انشغل الكثيرين في توزيع الهويات الوطنية من جديد كما جرت عليه العادة عند كل محك يمس أحد مكونات وركائز النسيج المجتمعي، لا نعرف كيف ندير قرص النار سوى رميه على الآخرين في كل خلاف كبيراً أو صغيرا كان، ليس فقط الحكومة من تدور المناصب وتعيد خلق الأزمات وتنفيسها، نحن أيضاً مبدعين في تدوير الأزمات والخلافات حولها بكل بساطة البعض أعطى لنفسه الحق في امتلاك هوية وطنية يلونها وفق الظرف الموجود وفهمكم كفاية.....

ببساطة نجحت الحكومة اليوم في شد الحبال فيما بيننا كأطياف في هذا البلد بالأصل نحن هامشيون بالنسبة لها، على سبيل المثال لا الحصر دفعت الحكومة بقوتها الى إنجاح يوم اضراب شامل أوقف الحركة الاقتصادية في جميع ارجاء الأردن في بدايات الغزو الصهيوني، لتأتي اليوم وتقول لنا غنوا وانبسطوا في المهرجان القادم بشرط عدم هز الوسط وعدم ابداء المبالغة في الفرح وأكدت على أن طابع الجو المليء برائحة الدم والقتل والإبادة يجب أن يركز على أغاني وطنية من منتصب القامة أمشي الى شدو الهمة وغيرها ربما ستبرد علينا حرارة الصفيح الساخن ولا مانع من تلطيف الجو قليلا ببعض الفعاليات الثقافية المرافقة للحالة الوطنية ، وهذا من حق الحكومة ونجحت بذلك ويسجل لها إدارة اللعب بالمشاعر والعواطف واستغلال ذلك لصالح مسك العصا من المنتصف للأحداث التي تجري على اطراف هذا الوطن المثقل كاهل ابناءه بالفقر والديون والبطالة واليأس والعجز وبالرغم من ذلك من حق هؤلاء ايضاً إيجاد متسع من الوقت لبعض الفرح .

المحزن أن يتحدث البعض بالانفتاح والعقل النقدي وفي نفس الوقت يستل سهامه ويبدأ بالرمي في الاتجاه المعاكس.

 بسيطة، من يريد حضور المهرجان فليذهب ويشارك وهذا لن ولم يقلل من وطينته وتضامنه مع ما يجري من إبادة في غزة. على الأقل يكون قد كسب بعض الوقت من الفرح وربما كسب ثقة حكومة وبدا وكأنه لين ومطواع في التعامل مع الأحداث مهما كانت كبيرة وجسيمة.

وايضاً بسيطة، من يريد أن يقاطع المهرجان ضنناً منه أن لا وقت للفرح والفرفشة والناس يموتون بالمئات يومياً وأن لا نفس لنا بالفرح والدم يسيل، وأننا كما شبعنا شعارات تنديد واستنكار أيضاً شبعنا أغاني وطنية لا تقدم ولا تؤخر كسرة خبز ولا شربة ماء ليس لمن يستشهدوا هناك بل حتى لمن يموتون هنا فقراً وعوزاً وربما كان من أصحاب هذه الأغاني من وقف أو خدم بطريقة وأخرى مع الآخر في ساحات نزال ليست ببعيدة عن هنا. وأصحاب هذا الرأي معهم حق أيضاً.

يبقى أن نقول بإمكانك أن تطرح رأيك مقاطع أو مشارك في المهرجان وأدافع معك عن رأيك بكل قوة. على أن نبقى على مسافة واحدة من بعضنا من الاحترام والتقدير والحفاظ على ما تبقى لدينا من مبادئ.

نحن جميعاً نعيش على حافة الهاوية ويختلف شكل الرقصة وشدة الرياح ومن أين تأتي.

 

أضف تعليقك