تورونتو السينمائي: الأردن كوجهة سينمائية

تورونتو السينمائي: الأردن كوجهة سينمائية
الرابط المختصر

تشارك سبعة أفلام روائية طويلة، صُوّرت في الأردن في السنتين الماضيتين في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي التي تجري فعاليات الدورة الأربعون منه حتى يوم الأحد 20 من الشهر الجاري، حيث يعرض 256 فيلماً روائياً دولياً من 71 بلداً. وقد تم اختيار الأفلام السبعة من أصل ما يزيد على 5600 فيلم من جميع أنحاء العالم.

 

تعد هذه المرّة الأولى التي يصل فيها مثل هذا العدد الكبير من الأفلام التي صُوّرت في الأردن إلى هكذا مهرجان سينمائي شهير. وعلى الرّغم من حالة عدم الاستقرار التي تسود في المنطقة وتؤثر على صناعة السينما في البلدان المجاورة، كان الأردن وما زال يجذب إنتاجات سينمائية ضخمة.

 

تم ترشيح البتراء مؤخراً لتكون من بين أفضل الوجهات السينمائية في العالم بحسب مجموعة خبراء دوليين في مجال السياحة والسينما، وقد حازت المرتبة الثانية عن طريق تصويت عامّ، حيث صّور كل من "ستيفين سبيلبرغ" و"مايكل باي" مشاهد من أفلامهما في البتراء، وكذلك فعل بعض أشهر مخرجي "بوليوود".

 

وتشمل الأفلام السبعة المُختارة في مهرجان "تورونتو" ثلاثة أفلام مُرتبطة بالحرب، وهي: البريطاني "Kilo Two Bravo (Kajaki)" (كيلو 2 برافو) من إخراج "بول كايتيس" والكندي "Hyena Road" (طريق الضبع) من إخراج "بول غروس" والنمساوي "Thank you for Bombing" (شكراً على القصف) من إخراج "باربرا إيدر". تجري أحداث الأفلام الثلاثة في أفغانستان، وقد تم تصويرها في مناطق مختلفة حول المملكة.

 

أما بالنسبة للأفلام الدرامية العربية الثلاثة – "يا طير الطاير"، الفيلم المنتظر لمخرجه الفلسطيني الحائز عدة جوائز هاني أبو أسعد والفيلم الفلسطيني الدرامي "3000 ليلة" من إخراج مي مصري والفيلم الروائي الطويل الأول للتوأم الغزاوي طرزان وعرب ناصر بعنوان "متدرّج"  أو "ديغراده" - جميعها صُوّرت كُليّاً أو جزئياً في الأردن.

 

وفيما يتعلق بآخر أعمال "ريدلي سكوت" - فيلم الخيال العلمي "The Martian" (رجل المريخ)  - فقد أمضى المخرج الكبير ثمانية أيام لتصوير مشاهده في مواقع وادي رم المذهلة.

 

هذا وقد قدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام دعماً لوجستيا للأفلام السبعة – ومساعدات مالية لفيلم (3000 ليلة)- وذلك بتسهيل عملية التصوير والحصول على تصاريح التصوير وتحديد المواقع المناسبة والربط الإنتاجات الأجنبية وطواقم العمل المحلية وتيسير الإجراءات الجمركية وغيرها.

 

في سياق متصل، قال جورج داود، مدير عام الهيئة الملكية للأفلام: "لا تنجذب الإنتاجات الأجنبية إلى الأردن بفعل تنوع المواقع فيه فحسب، بل أيضا لتوفر بنية تحتية متطورة، بالإضافة إلى سهولة الاجراءات وشفافيتها ومهارة طواقم العمل الأردنية".

 

وأضاف أن البلاد تستفيد من الأثر الاقتصادي الذي يترتب على تصوير إنتاجات سينمائية في الأردن  عن طريق الأموال التي تُنفق في مختلف المجالات،  وكذلك من خلال خلق فرص عمل للمعنيين في صناعة الأفلام.

 

وأشار داود إلى أن "تصوير الأفلام يؤثر على السياحة بشكل كبير وإيجابي، حيث يتشجع ملايين المشاهدين لزيارة بلد يرونه على الشاشة؛ من هنا تأتي أهمية التعاون الوثيق بين الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وهيئة تنشيط السياحة الأردنية".

 

وتظهر الصلة بين الإنتاج السينمائي والسياحة جليّة في ما جاء على لسان الدكتور عبد الرازق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية الذي قال: "إن المشهد الأردني خلابٌ بصرياً ولطالما سعت لتصويره العديد من الأعمال السينمائية على مرّ السنين. نحن ندعم باستمرار الإنتاجات السينمائية في المملكة، لأن الأفلام - بشكلها الفنيّ -  لا تؤجج المشاعر فحسب، بل تلهم أيضاً المشاهدين وتحثهم على استكشاف العالم حولهم. نحن فخورون كوننا موقعاً يرحب بالسياح وصناع الأفلام والمعجبين على حدّ سواء".

أضف تعليقك