بذكرى وفاته.. 16 فيلما خلّد عبد الحليم حافظ على الشاشة العربية
فتى مصر الأول والمعبر عن شبابها وصوت الرومانسية والحب منذ خمسينيات القرن الماضي، هو أيضا صوت الثورة والمقاومة والقومية العربية، عبد الحليم حافظ المغني الذي أصبح رمزا وتحول لأسطورة في أقل من 25 عاما قضاها بين فنه ومرضه، حتى وفاته في 30 مارس/آذار 1977 عن عمر يناهز 47 عاما.
رحل "العندليب الأسمر" وحيدًا بلا زوجة أو أبناء، لكنه وقت الرحيل كان الملهم والابن والأخ وفتى الأحلام للملايين من المصريين، وفي ذكرى وفاته نتذكر أفلامه الـ 16 التي خلدت صورته على الشاشة السينما العربية.
البداية المبكرة
في البداية لم يقف أمام الكاميرا مباشرة لكن صوته كان ضمن أغنيات أفلام "بعد الوداع، بائعة الخبز" أما إطلالته الأولى فكانت في فيلم "أيامنا الحلوة" مع عمر الشريف وأحمد رمزي وفاتن حمامة.
يقع الشبان الثلاثة في غرام الفتاة الوحيدة المريضة ويتبارون في لفت انتباهها لكنها تختار أحمد (الشريف) ومع اكتشافها لمرضها القاتل يقف الشابان علي (حليم) ورمزي مع صديقهم في سعيه لإنقاذ حبيبته هدى (فاتن حمامة).
فيلمه الأول يتسم بالحيوية وخفة الدم وروح الشباب دون أن يفقد مسحته الرومانسية، لكنه وضع الأساس لما ستكون عليه أفلامه فيما بعد.
لم يكرر البطولة الجماعية لكنه احتفظ بالرومانسية، ففي عام 1955 إلى جانب فيلم الانطلاقة ظهر كبطل أول بثلاثة أفلام أخرى أمام ثلاث نجمات: شادية في "لحن الوفاء" وإيمان في "أيام وليالي" وآمال فريد في "ليالي الحب".
شادية شاركته البطولة في ثلاثة أفلام (الصحافة المصرية) |
وقد رسخت الأفلام الثلاثة الشخصية السينمائية لعبد الحليم في أفلامه وهي شخصية الشاب الوسيم النبيل صاحب المشاعر المرهفة الذكي والمتفوق في مجاله سواء كان مطربًا في الفيلم أو كان الغناء مجرد هواية.
في الأفلام الثلاثة -ومع اختلاف المستوى المادي والاجتماعي للشخصيات- إلا أنهم يملكون قيما وأخلاقيات لا يتنازلون عنها، حيث تتسم في شخصياتها بخفة ومسحة كوميدية رغم الاعتماد على الميلودراما الصاخبة في مراحل معينة من هذه الأفلام، لتتماشى مع الشجن في الأغنيات التي يتضمنها الفيلم، والعوائق التي تقف أمام العلاقات العاطفية كمبرر لأغنيات اللوعة والشوق.
اهتمام بالتفاصيل
عام 1956 شارك الراحلة شادية للمرة الثانية حيث قدما معًا فيلم "دليلة" من إنتاجه وبالألوان الطبيعية ليكون من أوائل الأفلام في مصر الذي يعرض بهذه التقنية.
كما شارك فاتن حمامة بطولة "موعد غرام" وماجدة "بنات اليوم" أي أنه تعامل مع أكبر نجمات السينما، وكذلك الوجوه الصاعدة أمثال إيمان وآمال فريد في أول عامين لهما بمجال السينما.
دعم الوجوه الشابة
حافظ حليم في الأفلام التسعة التالية على نفس الشكل والنجاح، لكنه حرص على دخول وجوه جديدة طوال الوقت وكذلك التعاون مع النجمات الكبار لكنه لم يكرر التعاون مع أي منهن سوى شادية في ثلاثة أفلام آخرها "معبودة الجماهير" عام 1967، ومن قبل مع نادية لطفي في "الخطايا" عام 1962، وآخر أفلامه "أبي فوق الشجرة" عام 1969.
وعام 1957 شاركته بطولة "الوسادة الخالية" الوجه الصاعد لبنى عبد العزيز، كما فعل في فيلم "البنات والصيف" عام 1960 حيث اختار أن تكون الوجه الصاعد زيزي البدراوي حبيبته وسعاد حسني أخته، كما اكتشف ودعم منى بدر في فيلم "فتى أحلامي" عام 1957.
وبخلاف كل هذا العدد من التجديد وكشف نجوم شباب وتقديمهم، قدم مع الممثلة اللبنانية صباح عام 1958 "شارع الحب". وبعد عام شارك مريم فخر الدين في "حكاية حب". واشترك مع زبيدة ثروت في "يوم من عمري" عام 1961.
المصدر : الجزيرة