القاص هشام البستاني لــ عمّان نت: نحن في الجنوب علينا أن نكتب دون خوف
بعد حصول مجموعته القصصية "أرى المعنى" الصادرة عن دار الآداب عام 2012 على جائزة جامعة آركنسو للأدب العربي وترجمته لعام 2014 مؤخراً، مناصفةً مع ديوان مختارات شعريّة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، يظل القاص والكاتب الأردني هشام البستاني حائراً بين فرح استقبال خبر الفوز بالجائزة من جانب، وحزن من جانب آخر، بسبب عدم إلتفات المؤسسات الثقافية العربية لكتابته التي تنبثق أساساً من أعماق مجتمعاتنا والآمها.
ويعلق البستاني لــ عمّان نت بخصوص اعتبارات المؤسسات الثقافية العربية في التقدير قائلاً:"طبعاً في عالمنا العربي هناك اعتبارات أخرى للتقدير والجوائز من أهمها الشللية والعصبوية والفساد والقرب من السلطة التي لا تناسب كتابة حرّة نقديّة اشكالية ترمي إلى الاشتباك وإثارة الاشكاليات، في النهاية: أنا فخور بانقطاع نَسَبي عن مثل هذا الوضع البائس.
ويلتفت البستاني في نظرةٍ أشمل في فهم الأدب والفعل الإبداعي "نحن هنا في الجنوب، موقع الإنفجارات التاريخية الكبرى والمآسي ومختبر الدمار، علينا أن نكتب ولا نخاف، ثمة لغة مضمرة يُنتجها الواقع الموضوعي، فلننحت بها أدبنا الجديد الذي أجزم أنه متفوّق وقادر على سبر أغوار هذا الوجود.
وعن رأيه في كون الجائزة صادرة عن مؤسسة أكاديمية يؤكد البستاني: "أن كون الجائزة تعطى من قبل مؤسسة أكاديمية، يؤكّد أنَّ ذلك "يفتح آفاقاً أوسع أمام تقييم الفن، لا الإنجرار إلى ما يطلبه الجمهور أو ما يريد أن يبيعه الناشر.
نظرة البستاني للقصة القصيرة من خلال جنسيّ الشعر والرواية، لخصها في كون القصة القصيرة شقيقة الشعر في الرمزية، والتكثيف، وتعدد الدلالات، ونحت اللغة، وتفجير الحدث، ولا يجمعها – أي القصة القصيرة- بالرواية سوى "الخط الحكائي" الذي يتوفّر أيضاً في كثير من القصائد.
يذكر أن جائزة جامعة آركنسو تعد أحد أهم جائزتين تُمنحان للأعمال الأدبية العربية المترجمة مع جائزة بانيبال، وتشترط هذه الجائزة تقدم نصين لها: الأصل العربي، والترجمة الانجليزية، وتقيّم لجنة فنيّة إمكانيات النص العربي، ومن ثم تقيّم الترجمة لهذا العمل من حيث إبداعيّتها وفنيّاتها وتمكّنها من نقل النص الأصلي الى لغة أخرى هي اللغة الانجليزية، إضافةً إلى تعهد الجهة المانحة للجائزة بنشر الترجمة الانجليزية ضمن دار نشر معتبرة وهامة هي منشورات جامعة سيراكوز.
والبستاني يعد من أكثر الخارجين على النمط الكلاسيكي في كتابة القصة القصيرة تطرفاً، إذّ يغامر بين فترة وأخرى مع مجموعة موسيقيين وراقصي أداء في مزج السرد بالفنون الأخرى، ولعل أبرز تلك التجارب ما أطلق عليه "كاز الأمم" الذي يمزج فيه بين موسيقى الهيب هوب والسرد.