الفيلم الأسباني فيريديانا في شومان
يعتبر فيلم "فيريديانا" لمخرجه السيريالي الشهير لوي بونويل من بين أهم قامات السينما الكلاسيكية وأكثر إشكالية من حيث الموضوع والفكرة والجماليات المطروحة فهو حائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان (كان) العام 1961.
صور الفيلم الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان بعد غد الثلاثاء في اسبانيا بعد عودة المخرج لبلده بعد ان امضى عقدين من الزمان في المكسيك حيث اخرج عددا من الافلام لفتت انظار النقاد في العديد من دول العالم ولكنه في "فيريديانا" يتابع حكاية فتاة حسناء تنذر نفسها لدخول سلك الرهبنة وهي تتمسك بمفاهيم غاية في التزمت، وفي الدير، وقبل اجراءات ترسمها راهبة، تأتيها دعوة لزيارة قريبها الوحيد الباقي على قيد الحياة والذي يعيش في قصر فخم مع مزارع وراعية للمنزل وابنتها الصغيرة.
وفي قصر قريبها هذا تصطدم بنمط مختلف من الحياة يتناقض مع تفكيرها، مما يضطرها العودة الى الدير لكنها قبل ان تصل الى الدير يأتي بعض المسؤولين ليبلغوها بانتحار قريبها وأنها اصبحت وريثته فتعود للقصر ولكن فجأة يظهر ابن غير شرعي لقريبها يطالب بنصيبه في الميراث، وانسجاما مع مفاهيمها تقرر فيريديانا ان تدعو الفقراء والمشردين الذين يعيشون حول القصر لدخوله والتمتع بالأكل والنوم فيه ما يسبب لها العديد من الاشكالات، وبعد هذه التجربة تصحو فيريديانا من الوهم الذي كانت تعيش فيه وبمشهد بالغ الدلالة نجدها في نهاية الفيلم تجلس الى طاولة مع ابن قريبها تلعب الورق.
الفيلم نوع من الكوميديا السوداء وفيه دعوة إلى وعي الواقع وعدم الوقوع في شرك المفاهيم التي تعتقد بإمكانية حل المشاكل الاجتماعية والتناقضات الاجتماعية والسياسية والثقافية بواسطة المشاعر الطيبة وحدها ولهذا فانه دعوته هذه اثارت الكثير من الصخب والجدل والغضب في وجه مخرج الفيلم."بترا"