الشاعران البوريني وأبو الهيجاء يستحضران «ناجي العلي» وفلسطين والعراق

الشاعران البوريني وأبو الهيجاء يستحضران «ناجي العلي» وفلسطين والعراق
الرابط المختصر

اختتمت مساء أول أمس، في نادي أسرة القلم، فعاليات مهرجان أيام الزرقاء الشعرية الثاني، الذي ينظمها النادي، بأمسية شعرية للشاعرين: حسن البوريني والزميل عمر أبو الهيجاء، وأدار مفرداتها القاص أحمد حليوة وسط حضور كبير من المثقفين والمهتمين من أبناء مدينة الزرقاء.

 

القراءة الأولى استهلها صاحب ديوان «خلفته الريح» الشاعر حسن البوريني، حيث قرأ مجموعة من القصائد هي: «يُراودني الهوى .. بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، هُنــــا أنت، عيناكِ،وحدي.. وأحدي: يا عـراق، قصيدة شتوية، وإلى طِفلٍ أضاعَ الطفلَ في غزّة»، شاعر استطاع بقصائده التي تحمل العديد من المضامين الهامة وتواكب الحالة الإنسانية في المشهد العربي الذي تسوده الكثير من الحروب والويلات، شاعر انتظر للمغلوب على أمرهم في غزة هاشم وأطفالها الضائعين والمشردين بسبب آلة القمع الصهيونية، وطوّف بنا في جراحات العراق وما آلت الأمور في بلد الرافدين من حروب وقتال وسفك للدماء.

 

يقول في قصيدته التي عاين فيها توجعات غزة: «تَمضي بِنا الهَيهَاتُ/ للأرضِ البعيدةِ والضياعْ/ ويضيءُ لـيـلَ العابرينَ مَلالـةً/ فانوسُـكَ المَوقودُ مِنْ زيتِ الوَداعةِ الوِداعْ/ وتحجُّ مِنكَ الحالماتُ/ إلى كَوامِنِ كعبةٍ/ كانتْ مطافاً طَيباً/ فغدا رفيفُ البيّنِ فيها سادناً / والموتُ مِعراجُ الجِياعْ / يا مَنْ نَراكَ على المَدى قنديلا/ هَــا قَد فَقدنا النُّورَ مِن أبصَارِنا/ وعلى بَصِيرةِ حالنِا المَطعونِ / أحزَمنا الفتيلا/ وحَملنا في سِفرِ القَصيدةِ/ صُورةً للقُدسِ تَبكي/ ثُمَّ أعلينا الرّحِيلا/ فهِبْ علينا مِن سَواقِي القَولِ/ غَرفَةَ عَاطِشٍ/ فلقَد أضعنا الذّكرَ والتنزيلا».

 

وتابع الشاعر البوريني فقرأ قصيدة في مديح الرسول صل الله عليه وسلم وهي بعنوان: «يراودني الهُـــدى»، يقول فيها:»بِشِعبٍ سارَ حادي الكُفرِ فـيهِ/ وداعي الجَـــهلَ عوَّدَ ناطقيهِ/ ومكّةَ إذَ يحطُّ بها ظـلامٌ/ وشِـركٌ يَدّعِي ما يَدّعِيه

 

وجَمْعٌ ذادَ عـن أحياضِ جَهلٍ/ كـأنَّ الجَهلَ شيءٌ مِـن بَنيهِ/ يتيمٌ قد كَـفاهُ اللهُ عوناً/ بدارِ الكُفرِ أوهـى جـاحِديهِ/ فلا ضِرعاً سقاهُ الحُبَّ طفلاً/ ولا أمّاً تناغي لثغَ فـيهِ/ فأسـقتهُ الحليبَ على ودادٍ / حَلِيمةُ تبتغي فَضلاً تَعِــيهِ».

 

من جهته قرأ الشاعر عمر أبو الهيجاء مختارات من دواوينه الشعرية الصادرة منذ العام 1989 وحتى الآن وختم قراءته الشعرية من ديوانه الشعرية الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية هذا العام ويحمل عنوان «وأقبل التراب»، حيث منه قصيدة «المَعبر» ومن عناوين التي قرأها أبو الهيجاء»أصابع فوق الزند، ريش القلب، ذاكرة الرغبة، صورة الموت، امرأة، قلب طليق.. وغير من القصائد القصيرة».

 

من قصيدته «أصابع فوق الزند» والتي أهداها لناجي العلي والتي كتبت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وتقرأ لأول مرة، يقول فيها: «أيُّ المراكب سوف تفضي للبلاد/ وأيُّ جرح سوف يوصلنا إلى الحقل السفر/ سفرٌ سفرْ/ وتظل أنت رصاصة الوجه التي تعنى منافذها/ سفرٌ/ وتظل أنت مرافىء العشق الشجر/ أيُّ المراكب يا عليُّ سوف تحملنا مدن الضجر/ أيُّ الهموم أصابع فوق الزند/ تمضي إليك/ وأنت يتعبك العمر/ أيُّ الأماسي تعصف بالرياح/ يا حنظلة/ يا روعة الحلم المؤطر بالسهر/ يا أيها الوهج المطر»

 

وتابع قراءته الشعرية فمن قصيدة «المعبر» نقتطف منها: «عند المعبر/ شممنا البلاد/ تعمدنا بريق المساء/ يمر حولنا الجنود/ تأخذهم الرهبة من طلقات العيون/ جنود متمترسون خلف بنادقهم/  منتفضون يطويهم رعب/ وأسئلة اللاجدوى في الوجود/ عند المعبر رأيت البلاد/ وفي أقصى خاصرة التلال/ ثمة صراخ دافين/ ثمة أجداد لنا / نائمون في فراش الأرض/ وخيط دم يسيل عن القبور/ عند المعبر/ هناك على بعد أغنيتين/  قلت أريحا..أريحا/ تدلى الجسد في نهر التأمل/ راح من حرقة المنفى/ ينثر الكلام في فسحة الحلم/ معتمرا كوفية التراب/ ويصلي في كعبة الروح»