الجعبري تنتفض تحت سماء تشرين

الجعبري تنتفض تحت سماء تشرين
الرابط المختصر

بدعوة من مجموعة نقش الثقافية وقّعت القاصة والصحافية رانية الجعبري مجموعتها القصصية الثانية "يحدث تحت سماء تشرين" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وسط حضور لافت اتّسم بالطابع الشبابي بالاضافة الى مجموعة من النقّاد والمثقفين، في الساعة السابعة من مساء أمس، في المركز الثقافي العربي.

وقد تحدثت الجعبري عن مجموعتها قائلة " إن الكلمة التي يسخر منها شعبنا العربي ويزهد فيها، واللحن الذي نتخذه للرقص في حفلات الزواج العابرة أو في المراقص والملاهي الليلية وحسب، واللوحات الفنية التي لا نعرف عمق أثرها في الحضارة، إنما هي التي شقت طريق الثورة ومهدتها في ذهن الشعوب، التي أصبحت ترفض الظلم بتحريض من الآداب والفنون التي يراها مجتمعنا مجرد فاكهة يتناولها البرجوازيون في أوقات فراغهم، وهي في واقعها قوت الفقراء والمظلومين الفكري ليتمكنوا من النهوض واستعادة سلطاتهم التي سلبها الظلم منهم". وتضيف "لذا فإن كل إشارة للانتفاض ورفض الظلم أُمسك قلمي وهو متلبس بالتحريض عليها في أي قصة هنا، إنما هي مقصودة ولا أتبرأ منها، لأنني ببساطة لم أُخلق لأخوض المعارك السياسية أو العسكرية بل لأخوض معركة الوعي، والوعي هو جدار الحماية الأول لصون أي ثورة أو أي حراك سياسي ناجح".

وقد قرأت الجعبري، بعضاً من قصصها في حفل التوقيع الذي أداره الشاعر رامي ياسين، منها قصة قبضة أمنية:

"كان يشعر بيديه التي تمسك الشباب الناشطين وتعتقلهم، وكأنها تحارب ذلك الإحساس الذي ولد قبل ساعات في أعماقه، كان صمته يصرخ بكفه التي لا تجيد إلا إلقاء القبض، وللحظة؛ وهو يلق القبض على أحد المعتصمين، جمد أمام هول ما اكتشفه، ففي هذه اللحظة مرت بخاطره صورته وهو يحضن زوجته، تأمل ذراعيه بمقت، إنهما تعاملان زوجته بذات القسوة، وكأنهما تسعيان نحوها بناء على أوامر أمنية".

أما الشاعر والروائي أحمد أبو سليم، في كلمته عن مجموعة الجعبري قال: اشتغلت رانية على بناء الشخصيات بتأني وحرفية عالية، مضيفة العمق الانساني في سلوك وعلاقات شخصياتها. كما تميزت لغة رانية بالانسيابية والسلاسة والسهولة في السرد، مبتعدة بها عن لغة الصحافة التي مارستها ما يزيد عن ثماني سنوات.

وأضاف أبو سليم: أما الثيمة التي جمعت قصص الجعبري فهي الانتظار، حيث تنتظر شخصياتها تحقيق أحلامهم في وطن يتسع للجميع ضمن مناخ اجتماعي وسياسي يستوعب هذا الحلم.

وفي معرض تقديمه للقاصة الجعبري، قال الشاعر رامي ياسين: رانية طفلة الحلم الذي تريده كما هو بدون نقصان، أما الزيادة فيه ليس كرما من القدر او هبة الطبيعة المستمرة، انه تلاعب خطوط الواقع وتحالفاته الذي طالما تتآمر على حلمنا ان نسيناه يوما، أو تعبنا من همّه لساعات، او تأففنا من عدم جدواه للحظة..

هي صبيّة الساعات الطويلة في خلق الجديد، وما الجديد في هذه الدنيا الرثة، لكنه النضال نحو ما نريد، نحو عالم يتّسع لبؤبؤ أعيننا..هي امراة رات صورة أخرى عن الحاضر: توقّعنا في الماضي عنه، صحافة حرة، بلاد بلا حدود، لا حواجز، لا أسلاك شائكة، طيارات ورقية، عودة اللاجئين الى وطنهم، موسيقى أجمل، أغاني تعبّر عن الفقراء، لا فقراء.. وهي التي تقول دوما: الأشياء الجميلة سوف تأتي.

يذكر أن مجموعة "يحدث تحت سماء تشرين" هي المجموعة الثانية للجعبري، اذ صدر لها في العام 2010 عن دار ورد مجموعتها القصصية الاولى بعنوان "حكاوي بنت".

 

أضف تعليقك