إشهار "يا ولد" لاحمد طملية
احتفل في مكتبة عبد الحميد شومان العامة امس الاربعاء بإشهار وتوقيع المجموعة القصصية للكاتب أحمد طملية المسماة "يا ولد" والصادر عن دار "أزمنة" حيث قدم الناقد السينمائي عدنان مدانات قراءة نقدية في المجموعة .
وقال مدانات بورقته المعنونة " أحمد طمليه المبتلى بالأدب" ان الكتاب احتوى على واحد وثمانين نصا قصيرا، لكل نص مادته الخاصة وفكرته وجوّه، لكن ما يميز معظم نصوصه أنها تصف شيئا لتحكي شيئا آخر، تصف ظاهرا لتكشف عمقا، لا يحكي فكرته مباشرة للقارئ، بل يجعله يكتشفها بنفسه، وهو ما يصفه النقاد بالقراءة ما بين السطور، أو في هذه الحالة قراءة ما وراء النص.
واشار مدانات الى نص "يا ولد" الذي استهلت به المجموعة وفيه يحكي ظاهريا عن ولد في العاشرة من عمره يغضب عندما يقول له أحد ما "يا ولد" سواء أكانت والدته أم معلمه في المدرسة أو أي انسان آخر. في الظاهر يصف النص هذا الغضب، أما العمق المخفي ما بين السطور فيكشف أهمية أن يدافع الإنسان، حتى ولو كان طفلا، عن كرامته وعن قيمته كإنسان.
وأعتبر مدانات الكتابة الساخرة، نوعين؛ يروي الاول حكايات، فيما الثاني يحوّل الكتابة الساخرة إلى نص ادبي لا يجعل من الحكاية المجردة هدفا وحيدا، أو رئيسيا له، ليعبر عن ما وراء الحكاية، وإلى هذا النوع تنتمي نصوص أحمد طمليه، لافتا الى أن الكتابة الساخرة أيضا نوعان؛ يهدف الاول إلى الإضحاك، فيما يسخر الثاني لكي يؤلم على طريقة المضحك المبكي، فيسخر من السلبيات لكي يكشف ويفضح ويدين قساوة الواقع ومأساة الانسان في المجتمع.
وقدم الكاتب طمليه، شهادة شخصية وابداعية ركز فيها على طفولته حيث نشأته في أسرة مكونة من أحد عشر فرداً، وطفولة ضبابية، لا تعيش في إطار معناها وتسلسلها الطبيعي، بل هي طفولة تراوح مكانها بين الصمت والتأمل، حيث كان يميل إلى محاورة نفسه على محاورة أقرانه، وهذا ما سمح لخياله أن يشطح بالكثير من الرؤى والأفكار.
وقال طمليه انه خط كتابه بحس طفولي، ليس بمعناها العمري، "بل لنقل إنها البراءة، وربما لهذا السبب لم أصنف ما كتبت كمجموعة قصصية، أو خواطر، أو أي شيء آخر، فقد دفعته أوراقاً إلى الناشر، وهي دار أزمنة للنشر والتوزيع، والتي اختارت لها اسم ابداعات عربية "نصوص".
وفي ختام الحفل دار نقاش بين الكاتب والحضور أجاب خلاله طمليه عن الأسئلة.