احتفل في مكتبة عبد الحميد شومان يوم امس، بإشهار رواية (الرجيف) للكاتب حكمت النوايسة الصادرة حديثا عن دار الاسراء، التي تسرد وقائع وتحولات في اكثر من بيئة عربية مغمسة بأطياف من الموروث الاجتماعي والثقافي والسياسي في اكثر من حقبة زمنية.
وقدم الدكتور خلدون امنيعم في حفل اشهار الرواية ورقة نقدية بعنوان "الخروج من الجسد"، عاين فيها ما تتضمنه الرواية من اسلوبية جديدة مبتكرة في طرح رؤى وافكار بليغة ووصفها بانها عمل غير مسبوق ومختلف في المشهد الروائي الاردني، لافتا الى انها نص بديع تمتلك فضاء رمزيا خاصا آت من مرويات الحكايات المشرعة على حراك افراد وجماعات.
واوضح الناقد امنيعم ان الكاتب النوايسة في انزياحه عن عالم الشعر الى دنيا الرواية جاء لتمرير رؤى فكرية وجمالية في خضم من الاحداث التي عاصرتها المنطقة، لافتا الى ان الرواية تعج بتلك الحكايات الموزعة بفطنة السرد على مساحات ممتدة في الزمان، وهي تؤسس لخطاب مغاير مزنر بكرنفال الاصوات يؤسس لافق حضاري.
واعتبر الناقد ان رواية (الرجيف)، بمثابة استعادة لسلطة المقدس دون الاشارة الى مرجعيات دينية، كما انها تمنح القارئ مساحات ثقافية لاستنباط الكثير من الاشارات والدلالات. وقال الدكتور حكمت النوايسة في شهادة له عن الدوافع التي قادته الى كتابة الرواية، انها تكمن في الظروف التي عاشتها المنطقة العربية في السنوات الاخيرة، وما افرزته من تحديات وتحولات جسام على اكثر من صعيد، كاشفا عن طريقته في استحضار الاحداث في التذكر الحر من سيل حكايات ومرويات البعض مما زال يسكنه التاريخ .
واضاف النوايسة ان معاناة الانسان العربي تكمن في فهمه القاصر لما ينطوي عليه من ارادة كامنة، وهو ما افسح المجال له لان يعبر عن تلك التفاصيل بنص روائي ينهض على عمليات البحث في اغوار التاريخ، متوقفا في محطات ظلت شاهدة على جبروت وعصف ما اكتوت به الامة من آلام وانكسارات.
يشار الى ان الكاتب حكمت النوايسة المولود العام 1964، صاحب العديد من الاصدارات المتنوعة في الشعر والسرد القصصي والروائي والموروث الشعبي والنقد والمسرحية من بين عناوينها: عزف على أوتار خارجية، الصعود إلى مؤتة، شجر الأربعين، أغنية ضدّ الحرب، بائع الأقنعة، والكتابة ووعيها: دراسة في أدب إلياس فركوح السردي.