أبو رمان: الشأن الثقافي مرتبط بمختلف مجالات الحياة

أبو رمان: الشأن الثقافي مرتبط بمختلف مجالات الحياة

التقى وزير الثقافة ووزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان رئيس واعضاء الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة في جلسة حوارية حول قضايا الشباب والثقافة، وذلك في مقر الجمعية الكائن في خلدا، يوم السبت الماضي، مؤكدا على أهمية هذه العملية التشاركية في ترسيخ دور مهم للثقافة، وضرورة إيلاء قضايا الواقع اليومي للمواطن دورا وبعدا وإبرازها في الهوية الثقافية أيضا، والسعي إلى التوسع في دور الوزارة وتطويرها من التقليدية إلى ممارسة أكبر ممتدة إلى الفئات الأخرى الشعبوية.

 

 

وقال ابو رمان إن مرحلة العمل القادمة خلال العام 2019 تتضمن التفكير في إيجاد أعمال درامية مرتبطة بالواقع المحلي، وترسخ الهوية الوطنية وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، والتوسع في مركز تدريب الفنون التابع للوزارة لقبول أعداد تتجاوز الذين يتم قبولهم سنويا، وزيادة الاهتمام بمحافظات المملكة لتعليم الفنون المختلفة، والعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين الأردنيين على اختلاف أيديولوجياتهم وأفكارهم، مراعاة لمختلف التيارات السياسية والفكرية التي ينتمون لها، وصولا الى ميثاق ثقافي وطني تتوافق عليه التيارات يحدد القواسم المشتركة العامة بينها.

 

 

وأكد الدكتور أبو رمان ضرورة معالجة حالة التشظي التي تسود في العمل الوطني؛ فعلى الجانب الثقافي هناك 675 هيئة ثقافية على مستوى المملكة، والفاعل منها قليل، وعلى المستوى الشبابي هناك 192 مركزا شبابيا مجهزة بقاعات ومسارح تستوعب أكبر وأهم الفعاليات والأنشطة، لذلك فاننا نعمل معا بتكامل من خلال اعادة الترتيب والدمج والجمع لمواجهة هذه التشظي وفق خطوات عملية ومدروسة.

 

 

وبين ان الشأن الثقافي مرتبط بمختلف مجالات الحياة ومنها الشأن السياسي، والشأن الاجتماعي، وفي الماضي كان هناك عدم ادراك حقيقي للهم الثقافي، والقضية الثقافية برمتها، لذلك فان اللقاءات التي جرت مع الهيئات الثقافية والمثقفين تم رصد شعور ان الوزارة مهمشة في الاهتمام، وينظر عليها على انها وزارة ثانوية، وهذا أمر مزعج للنخبة المثقفة، ومزعج لنا كمواطنين، كما ان المسألة ليست مسألة متعلقة بالموازنة التي هي الأقل بين الوزارات الأخرى، ولكنها مرتبطة ايضا بمساحة الشأن الثقافي التي هي ايضا مسألة محدودة.

 

 

وأشار وزير الثقافة إلى انه نتيجة عوامل عدة، حدث في السابق عزلة ما بين المثقف وبين الدولة، أحدثت نوعا من القطيعة وجعلت المثقفين كطبقة منعزلة، وكأنها هذه الطبقة خارج سياق العمل العام، وخارج إطار العمل الثقافي بشكل عام، ولم تكن هذه النخبة المثقفة فاعلة كما يجب ولم تؤد الدور المهم، والمطلوب منها في العمل العام. وقال: نجم عن هذه الحالة قصور في جانب التنظير للدولة، والتنظير للهوية الوطنية، والتنظير للثقافة الوطنية، ونتج عن ذلك مشكلة في الفنون المختلفة ومنها الدراما والمسرح الوطني، والتي هي بمثابة القوة الناعمة للدولة، بحيث اصبحت تشكل نقطة ضعف، كما طرأ انكماش، وتراجع في الشأن الثقافي وأصبح المثقفون غير مؤثرين وغير فاعلين، منشغلين باعمالهم المختلفة في شكل مجموعات تقوم بعمل مهني مستقل، وليس عملا وطنيا عاما مرتبطا بالشأن الثقافي.

 

 

بدوره، قال رئيس الجمعية، الوزير الأسبق سمير الحباشنة: إن الجمعية التي تأسست في عام 2013، تضم في عضويتها نخبة من المفكرين والسياسيين، وتساهم في مناقشة القضايا الفكرية والعلمية والثقافية وتعمل على تطوير أفكار ومواقف جديدة تدفع بالمجتمع الأردني إلى الانطلاق على طريق النهوض والحداثة والتقدم، وتلتزم الجمعية بالمبادئ الأساسية للفكر العلمي وحرية الرأي والتعددية والتنوع، ومن خلال مؤتمراتها وحلقاتها الحوارية ومنشوراتها تعمل على تنوير الرأي العام وترشيد صنع القرار، كما تعمل الجمعية على توسيع دائرة الوعي بالأحداث والمواقف والآراء في المنطقة المحيطة بالأردن بكل ما في هذه المنطقة من عوامل متضادة وقوى متصارعة، فتستقبل الجمعية متحدثين مرموقين من الأقطار المجاورة للتحاور معهم.

أضف تعليقك