%85 من أخبار "دوس العلم في مجمّع النقابات" اعتمدت الرواية الإسرائيلية

%85 من أخبار "دوس العلم في مجمّع النقابات" اعتمدت الرواية الإسرائيلية

اعتمدَ 29 خبراً، أي ما نسبته 85 %، من أصل 34 خبراً، تناقلته وسائل إعلام ومواقع إخبارية محلية حول "دوس وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات العلم الإسرائيلي عند مدخل مجمّع النقابات المهنية"، الخميس الماضي، على مصادر إسرائيلية في تناوُل الحادثة وإرهاصاتها.

ونقلَت كثير من المواقع حديثها عن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى جانب تغريدات لمحلّلين إسرائيليين عبر موقع "تويتر"، ونقلاً عمّا صير لتسميته بصيغة العموم "الإعلام العبري"، وصحيفة الـ "تايمز" الإسرائيلية، بل صُدّر ذلك في عناوين مثل "الإعلام العبري: المجالي يوضح حادثة غنيمات الإثنين".

وذهبت أخبار أخرى لنقل الرواية الإسرائيلية لحادثة عنوَنتها بـ "تجاهل جمانة غنيمات لصحافي إسرائيلي"، كان قد راسلها عبر تطبيق "واتساب"؛ لأخذ تصريحات منها بخصوص حادثة مجمّع النقابات، كما أن حادثة استدعاء السفير الأردني استُقيت بشكل شبه كامل من الصحافة الإسرائيلية، فيما اختارت مواد صحافية أخرى نقل خبر مفاده طلب الأردن من إسرائيل "تحسين العلاقات"، وهو ما جاء منقولاً بالكامل عن وسائل إعلام إسرائيلية، من دون التحقّق من وزارة الخارجية حول هذه النقطة تحديداً.

الناطق الإعلامي باسم وزارة الخارجية ماجد قطارنة، يقول لـ "أكيد" إنه "لا يوجد في العُرف الدبلوماسي شيء اسمه طلب تحسين علاقات، وأن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث"، مفسراً الرواية الإسرائيلية بـ "تأويل التصريح الصادر عن الخارجية والذي كان مفاده أن الأردن يحترم معاهدة السلام مع إسرائيل".

ويكمل قطارنة أنه أهاب بالصحافيين الالتزام بما أدلى به هو كناطق رسمي، وإن كان هناك إيراد لما تحدّث عنه الإعلام العبري من باب التوازن في نقل الخبر، مردفاً أن "الاكتفاء بالرواية الإسرائيلية فحسب ممارسة خاطئة مهنياً".

قلة من الأخبار نقلت الموقف الأردني، من خلال تصريحات وزارة الخارجية الأردنية، في ردّها على تصريحات نظيرتها الإسرائيلية، لتورِد مادة، مكتوبة محلياً لصالح وسيلة إعلام عربية، طيفاً من الآراء الأردنية التي خلُصت لاستشراف "أزمة" دبلوماسية قد تحدث.

وسيلة إعلامية ذكرت على لسان "مصدر حكومي سابق" قوله إن الأردن "لم يستلم مذكرة احتجاج كما تم تداولها إعلامياً"، على إثر الحادثة التي وقعت خلال اجتماع لرئيس الوزراء د. عمر الرزاز مع ممثّلي النقابات، من دون أن يكون هناك مبرّر لتجهيل المصدر.

واكتفت المواقع الإلكترونية بتداوُل تفاصيل "مصنوعة" محلياً على صعيد واحد فقط هو: تفاعلات الحادثة داخل مجلس النواب، من قبيل احتفاء نوّاب بعينهم بهذه الخطوة وثنائهم عليها، بل ذهبت بعض هذه المواد لتجاهل الحادثة كوقائع، أو مناقشتها، لتجعل من نائب محدّدمدخلاً للخبر.

وتناقلت مواد أخرى قول نقيب أطباء الأسنان إبراهيم الطراونة إن "العلم الإسرائيلي سيُرسَم على مداخل النقابات المهنية جميعها"؛ كتعبير عن موقفهم من الاستياء الإسرائيلي من غنيمات.

وفي وقت تجاهلت فيه كثير من المواقع المحلية استطلاع تصريحات "الخارجية"، فإن مواقع عربية وعالمية أحدثت التوازن، من خلال عرض وجهتيّ النظر في القضية.

أضف تعليقك