هل يكون لنواب "التحالف" بصمة في تشكيل الحكومة؟
هل سيشاور رئيس الوزراء هاني الملقي النواب الجدد في تشكيل الحكومة قبل انعقاد البرلمان؟؟ تساؤولات يطرحها محللون وبرلمانيون ترقبا للوعود الملكية في الأوراق النقاشية بأن تتكون الحكومات المقبلة برلمانية أو ان يشارك النواب في اختيار أعضاءها .
ترجو الناطقة باسم كتلة نواب التحالف الوطني ديمة طهبوب أن يقوم الملقي بمشاوراته مع الكتل البرلمانية "انسجاما مع التوجيهات الملكية للاصلاح".
طموحات واسعة
ويطمح نواب كتلة التحالف الوطني للإصلاح برئاسة النائب عبد الله للمشاركة في رسم السياسية القادمة للحكومة ، بعدما حصد الإسلاميون وحلفاؤهم 15 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 21 أيلول/ سبتمبر الحالي (10 مقاعد لأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وخمسة للمتحالفين معهم).
ويخطط الإسلاميون لإستقطاب أكبر عدد ممكن من النواب لخوض معركة رئاسة المجلس، ومحاولة تشكيل الحكومة أو التأثير في برنامجها، كما كشف العكايلة في مؤتمر صحفي عقد في مقر حزب جبهة العمل الإسلاي قبل ايام.
وتأتي محاولات الاسلاميين وحلفائهم في وقت أثبتت تجارب الكتل النيابية السابقة التي شكلت داخل مجلس النواب الأردني فشلها في القدرة على البقاء، أو خلق جماعة ضاغطة على الحكومة.
هل ستنجح التجربة؟
وحول مدى إمكانية نجاح كتلة التحالف الوطني للإصلاح في هذه التجربة؛ قال المحلل والكاتب السياسي بسام بدارين، إن كتلة التحالف ستكون "صلبة ومتماسكة وبرامجية، وسيكون لها بصمة في العمل التشريعي والرقابي؛ في مواجهة كتلتي الثقل العشائري ورأس المال في مجلس النواب".
وأضاف أن "أهمية الكتلة من الناحية العملية؛ تكمن في التزام أعضائها بحضور الجلسات، وممارسة التشريع والرقابة، وأنها ستتميز بالإنتاجية في العمل، على عكس الكتل التي شهدها المجلس السابق".
وبخصوص سعي كتلة التحالف لتشكيل الحكومة؛ رأى بدارين أن "هذا الطرح ليس سوى مناورة ولعبة برلمانية سياسية، إذ يدرك التيار الإسلامي أن الموضوع سابق لأوانه، ويحمل مجازفة"، مستدركا بالقول إن "أي رئيس حكومة قادم؛ يجب أن يتوقف عند هذه الكتلة التي سيكون لها تأثير تحت القبة".
وتوقع بدارين أن "تشكل الدولة كتلة أكبر وأوسع من النواب داخل المجلس، بحيث تبتلع تأثير جماعة الإخوان المسلمين"، مضيفا أن "هذه الكتلة المضادة ربما لن تنجح بسبب الأداء السلبي للنواب الذين اختيروا على أساس عشائري في الاهتمام بموضوع الخدمات، وغياب البرامج لديهم، ولتمويلها من رأس المال، وطغيان المشاكل الشخصية عليها"، على حد قوله.
فرقعات شكلية
بينما يستغرب السياسي والبرلماني الأسبق، ممدوح العبادي، طرح كتلة التحالف الوطني للإصلاح إمكانية تشكيل الحكومة في ظل حصولهم على 15 مقعدا في البرلمان من أصل 130، واصفا ذلك بأنها "خطوات دونكيشوتية وإعلامية، وفرقعات شكلية، أو خيال واسع".
متوقعا "يفشل التحالف في استقطاب عدد كبير من النواب، أو أن تفوز الكتلة برئاسة مجلس النواب"، وبحسب تقديراته فإنه "لن يتجاوز عدد أفراد الكتلة في حال ضمت نوابا، الـ18 نائبا، ولكن سيكون لهم تأثير داخل المجلس بسبب تنظيمهم".
رئيس كتلة التحالف الوطني للاصلاح عبد الله العكايلة يؤكد أن هذه "الكتلة تختلف عن الكتل في المجلس السابقة؛ كونها لم تتشكل ككثبان رملية بعد الانتخابات من نواب منفردين، بل جاءت كوالدة طبيعية لإطار مسبق وتحالف، ولدت ككتلة ولم تولد كأفراد، وهذه الميزة التي ام تستطيع اي كتلة نيابية الوصول اليها".
يحاول الإسلاميون توسيع كتلتهم لتتجاوز حاجز الـ 60 نائبا، واضعين امام أعينهم سياسية احتواء الجميع بغض النظر عن معتقداتهم أو الطريقة التي وصولوا بها الى البرلمان كما يقول رئيس الكتلة العكايلة، طريقة براغماتية لإستقطاب نواب خارج برنامج الاسلاميين و حلفائهم ، لكن هذا التوجه قد يصطدم بقوى الشدى العكسي المضادة خصوصا في الدوائر الأمنية الأردنية.