هل فضح ترامب معلومات المخابرات الأردنية أمام روسيا؟

هل فضح ترامب معلومات المخابرات الأردنية أمام روسيا؟
الرابط المختصر

بعد ساعات من تفجير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "فضيحة" كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "عفوياً"، عن "معلومات سرية للغاية" حول عملية إرهابية يخطط لها "داعش"، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي، أعلن البيت الأبيض أن إجراء اتصال هاتفي مع الملك الأردني عبدالله "يتصدّر جدول أعمال" ترامب ليوم الثلاثاء.

 

وبحسب معلومات صحيفة "واشنطن بوست"، التي نفاها البيت الأبيض، فإن ترامب كشف أمام لافروف والسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك "معلومات حساسة للغاية" استقتها واشنطن من أجهزة استخبارات دولة حليفة لم تعطِ إذناً بتقاسمها مع موسكو.

 

ورغم أن ترامب لم يخالف القانون مبدئياً، لكن الكشف عن مثل هذه المعلومات يمكن أن يعطي مؤشرات حول الطريقة التي تجمع فيها، وبالتالي أن يعرّض مصادر المعلومات للخطر.

 

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن إعلان البيت الأبيض عن "أهمية" الاتصال الهاتفي المرتقب بين ترامب وعبدالله، قد يؤشر إلى أن الأردن هي الدولة الحليفة المتأذية من إفشاء أسرار استخباراتها أمام المسؤولين الروس. والأردن من أبرز شركاء الولايات المتحدة و"التحالف الدولي" في المعركة ضد "داعش".

 

ويسبق هذا الاتصال جولة إقليمية يقوم بها ترامب، تشمل السعودية واسرائيل والأراضي الفلسطينية، وقد يكون الاتصال الهاتفي مرتبطاً بدور الأردن المرتقب في إعادة إنعاش المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية أو مشاركة عمان في القمة الأميركية-الإسلامية التي تستضيفها الرياض في 20 أيار/مايو.

 

وكان تقرير صحيفة "واشنطن بوست" قد نقل عن مسؤول أميركي قوله إن المعلومات التي كشفها ترامب للافروف والسفير الروسي، تتسم بـ"واحدة من أعلى درجات السرية" التي تستخدمها وكالات الاستخبارات الأميركية، وإن ترامب "كشف للسفير الروسي عن معلومات أكثر من تلك التي نتقاسمها مع حلفائنا".

 

وبحسب التقرير فإن ترامب "بدأ بوصف تفاصيل تهديد إرهابي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية ومرتبط باستخدام أجهزة كمبيوتر محمولة داخل طائرات". وخلال لقائه مع لافروف، تباهى ترامب بأنه مُطّلع على معلومات محددة جداً حول هذا التهديد. وأوضحت الصحيفة أنها قررت عدم نشر مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا المخطط الإرهابي بناءً على طلب صريح من مسؤولين أميركيين.

 

الإدارة الأميركية، نفت من جهتها صحة التقرير، وأصدر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بياناً أكد فيه أن الاجتماع ركز على مكافحة الإرهاب، فيما أكّد رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، الذي حضر الاجتماع مع المسؤولين الروس، إن "الرواية التي تم نشرها هذا المساء كاذبة".

 

وأوضح ماكماستر أن ترامب ولافروف استعرضا "التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية على بلدينا، بما يشمل التهديدات المحدقة بالطيران المدني". وأضاف "لم يتم في أي لحظة بحث وسائل الاستخبارات أو المصادر"، لكن من دون أن ينفي بشكل واضح أن الرئيس الأميركي قد كشف بالفعل عن معلومات سرية.وهو ما اعتبره الصحافي غريغ ميلر، أحد كُتّاب التقرير، أن البيت الابيض "يتلاعب بالكلمات" ويتجنب الخوض في عمق المسألة.

 

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات فيما سلطت الأضواء مجدداً على الدور الذي لعبته موسكو في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية، وفي خضمّ الزوبعة السياسية التي أحدثها ترامب بإقالته المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف. بي. آي" جيمس كومي.

 

وأثارت هذه القضية تساؤلات جديدة في أوساط جمهورية وديمقراطية، إذ علّق السناتور الجمهوري جون ماكين على هذه القضية قائلاً "إذا تبيّنت صحة هذا الامر، فإنه بالطبع مثير للقلق".

 

وقال دوغ اندرس، الناطق باسم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، "ليس لدينا أي وسيلة لمعرفة ما قيل لكن حماية أسرار أمتنا أمر اساسي". وأضاف أن راين "يأمل في تفسير كامل لما حصل من جانب الإدارة".

 

زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، طالب بدوره ترامب "بتقديم تفسير مفصل لعالم الاستخبارات وللأميركيين والكونغرس".

أضف تعليقك