هل تشمل "مناطق ترامب الآمنة" الجنوب السوري؟

هل تشمل "مناطق ترامب الآمنة" الجنوب السوري؟
الرابط المختصر

90 يوما هي المدة التي تحددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 يناير/كانون الثاني لوزارتي الخارجية والدفاع في حكومته لوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين داخل سوريا والدول المجاورة، الأمر الذي أعاد الجدل مجددا حول هذه المناطق وشكلها، وآلية تنفيذها والتخوف من تقسيم سوريا.

ولم يكن سيناريو"المناطق الآمنة" طرحا جديدا، اذ أثير هذا السناريو عام 2015 بعد إعلان تركيا سعيها لإنشاء منطقة عازلة بعمق 89 كيلو مترا و طول 90 كيلو مترا داخل الأراضي السورية.

ليعود ترامب ويطلب من وزارئه "توفير تلك المناطق الآمنة في سوريا والمناطق المحيطة للنازحين السوريين لحين تسوية أوضاعهم مثل العودة إلى بلادهم، أو إعادة توطينهم في بلدٍ ثالث محتمل".

تخوفات من تقسيم سوريا

رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف العميد أسعد الزعبي،  يتخوف في حديث "لعربي 21" من "توزيع سوريا على دول الجوار"، يقول " يجب معرفه الخلفية التي دفعت ترامب لذلك، ويجب أن يكون هنالك ايضاحات حول: ما هي مساحات هذه المناطق واماكن وجودها وطرق الحماية، وعلى الأقل هناك تخوف واحد من أن يكون ترسيخ تقسيم داخلي او ربما توزيع سورية الى دول الجوار، وهذا اكثر خطورة".

ويعطي القانون الدولي الحق لبعض الدول بإنشاء مناطق آمنة وعازلة  في حدود دول أخرى تشهد نزاعات بهدف حماية المدنيين، وينص الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة على إعطاء أطراف دولية معينة القوة القانونية والعسكرية، للتدخل باستعمال القوة المسلحة بهدف حماية السلم والأمن الدولي.

وتهدف المنطقة الآمنة الى حماية مجموعة لا تستطيع حماية نفسها، ويتم فرضها بمقتضى قرار من مجلس الأمن، و يحظر تحليق أي طائرات عسكرية فوق هذا المكان، لعدم تعرض السكان في هذا المكان للخطر.

استاذ القانون الدولي د.أنيس القاسم، يرى في تصريحات ترامب حول انشاء مناطق آمنة في سوريا نوع من "العنجهية الأمريكية"؛ كون أمريكا "لم توضح ما هي هذه المناطق وما هي صلاحيات الرئيس الأمريكي بفرض مناطق آمنة بدولة عضو في الأمم المتحدة".

وحسب القاسم "يختلف مفهوم المناطق الآمنة عن العازلة، اذ يتطلب ما أعلن عنه ترامب قرار أمم متحدة، بيد أن المناطق العازلة تتم بين دولتين تتفقان على ايجاد منطقة منزوعة السلاح لا تتواجد فيها قوات مسلحة".

التواجد الروسي

ويرى القاسم أن "الولايات المتحدة ستصطدم بالتواجد الروسي والإيراني في حال ما قررت فرض المناطق الآمنة بسوريا على طريقة رعاة البقر من خلال ارسال طائراتها وفرض حظر طيران على مناطق محددة في سوريا".

ووجدت تصريحات ترامب صدى لدى الروس اذ أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي أن الولايات المتحدة لم تنسق معها أية خطط لإقامة «مناطق آمنة» في سوريا، داعية الرئيس الجديد دونالد ترامب، إلى دراسة العواقب المحتملة لهذا القرار.

استاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك أحمد نوفل، يرى أن تصريحات عديدة يطلقها ترامب "ليس بالضرورة أن تنفذ"، ويتساءل "هل ستوافق روسيا على هذا الأمر؟".

يقول "لعربي21" إن "أمريكا لا تملك أوراق للضغط على الأطراف المختلفة في سوريا، واللاعب الرئيسي ومفتاح الحل هي روسيا ولمسنا ذلك في لقاء الاستانا الأخير حيث جمعت كل الأطراف السورية معا، وأكد الجميع على وحدة التراب السوري، ووجود مثل هذه المناطق هو بداية انقسام أجزاء عن الوطن سوري".

الجنوب السوري مرشح لاقامة مناطق آمنة

بدوره يرجح الناطق باسم جيش الثورة بالجبهة الجنوبية السورية ابو بكر الحسن، أن تدخل مناطق الجنوب السوري المحاذية للأردن في هذه المناطق الآمنة وخصوصا تلك التي تسيطرة عليها قوات درع الفرات والمنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر (الجبهة الجنوبية)؛ مفسرا ذلك بكونها "تحت سيطرة الجبهة الجنوبية التي تتلقى دعم مباشر من اصدقاء سوريا ومن بينهم الإدارة الأمريكية".

ويرى في التوجه الأمريكي لإنشاء هذه المناطق "مؤشرا على أن الحرب ستطول في سورية،اذ تريد أمريكا أن تقي نفسها من ارتدادات هذه الحرب" .

 ويعتقد أن اقامة مثل هذه المناطق في الجنوب السوري "سيخفف الضغط على المملكة الأردنية التي قد تعيد اللاجئين الى تلك المناطق خصوصا أن اغلبهم من أبناء الجنوب السوري".

ويستضيف الأردن حسب نتائج التعداد السكاني الذي اجري العام الماضي ما يقارب 1.200 مليون سوري. منهم  655 ألف لاجئ مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع نهاية العام 2016 كما يؤكد المتحدث الرسمي باسم المنظمة في عمان محمد الحواري.

بينما يتجمع على الساتر الترابي بين الأردن وسوريا في منطقتي الحدلات والرقبان 102 ألف لاجئ يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

الا أن نوفل، يعتقد بأن الأردن باتت معنية أكثر بأمن حدودها الشمالية في ظل وجود تخوفات من تراجع بعض الفصائل المتشددة من الداخل السوري الى الحدود الأردنية بعد أن تكبدت هذه الفصائل خسائر، الأمر الذي سيدفع الأردن للموافقة مثل هذه المناطق الآمنة على الحدود ".

ويتابع نوفل "القضية بالنسبة للأردن أمنية، مما دفع المملكة للتنسيق مع موسكو، وبرز الجانب الأمني من خلال مشاركة  مدير المخابرات الأردني في زيارة الملك الأخيرة لروسيا".

ويستبعد نوقل قدرة الولايات المتحدة على اقامة هذه المناطق؛ "بعد أن خرج زمام الأمور من يدها في المنطقة ولم تعد تستطيع الضغط على حلفائها".

وكانت الأردن اكدت في عام 2015 على لسان الناطق بإسمها وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني على "ضرورة أن يكون هنالك غطاء أممي لإنشاء منطقة آمنة جنوب سوريا" مضيفا أن "الأردن يرّحب بأي قرار من شأنه أن يساعد الشعب السوري على إنهاء أزمته".

 

أضف تعليقك