منظمة أميركية: 2700 عامل مهاجر يجابهون عملا جبريا في مصنع أردني

منظمة أميركية: 2700 عامل مهاجر يجابهون عملا جبريا في مصنع أردني

قال معهد العمل العالمي لحقوق الإنسان إن 2700 عامل مهاجر يواجهون ظروف عمل قاسية تصل حد "الاتجار بالبشر" في مجموعة مصانع "معجزة العصر" في مدينة الحسن بالأردن.

يعود معظم العاملين الآسيويين من دول الصين وبنغلاديش وبورما وسريلانكا وفيتنام ومينامار، ويواجهون ظروف عمل قاسية تصل حد العمل الجبري، بدءا من ساعات عمل طويلة، ومرورا بمساكن غير صالحة للمعيشة ومصادرة وثائقهم.

ونشر المعهد الأميركي على موقعه الإلكتروني رسالة وجهها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، تعُلمها بوقوع انتهاكات بحق العمال تبدأ من حجز جوازات السفر، وإجبارهم على عمل يومي يصل إلى 16 ساعة في اليوم الواحد بمجموع تراكمي يصل إلى 110 ساعة في الأسبوع.

بحسب المعهد، فـ"العمال المحاصرون يعانون من ساعات عمل تزيد عن عشرين ساعة يوميا بمجموع يصل إلى 110 ساعات في الأسبوع الواحد، فضلا عن قيام إدارة المصانع بمصادرة جوازات سفرهم وترغمهم على توقيع ورقة يقرون فيها عن رغبتهم بتسليم الجوازات لحظة بدء العمل.

يصف التقرير مساكن العمال بالـ"بدائية"؛ من حيث أسِرة مزدوجة بطابقين تنتشر فيها حشرات (هي موثقة بصورة)، فضلا عن أن 25% فقط من العمال يستطيعون الحصول على الماء الساخن خلال فصل الشتاء، فيما تخلو مساكنهم من سخانات مياه، ولا يتمكن أي منهم الحصول على الرعاية الطبية، إضافة إلى نوعية الملابس غير المناسبة لظروف عملهم.

"عمان نت" حاولت أخذ رد من عدة سفارات آسيوية ورد ذكر رعاياها في سياق الرسالة، ورفض جميعهم التعليق، باستثناء سفارة بنغلادش التي وعدت عبر مستشارتها العمالية لبنى ياسين بمتابعة ما أوردته الرسالة، غير أنها أكدت أنهم يتابعون أوضاع وشكاوى عمالهم من الجنسية البنغالية في عدة مصانع شمال الأردن.

وزارة العمل وعبر مدير العمالة الوافدة، إبراهيم السعودي، علق لـ"عمان نت" بالقول إنهم سبق وأن أرسلوا فرق تفتيش للمصنع المذكور سابقا إلا أن "الوزارة ستطلع على تفاصيل الرسالة وتتابع تفاصيل الانتهاكات التي استعرضتها".

قام مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان مطلع العام 2014 بإخطار "الجهات القضائية" حول وجود مؤشرات قوية على جريمة الاتجار بالبشر هناك، خلصت نتيجة زيارة أحد المكلفين بإعداد تقرير وصفي حول الوضع هناك إلى أن "السكن لا يصلح للعيش اللائق بالبشر وأنه بحاجة للصيانة وإعادة التأهيل"، فضلا عن مخالفته لـ" تعليمات وقوانين وزارة الصحة".

تقول رئيسة المركز ليندا كلش لـ"عمان نت" إنه "لا يزال هناك تقصيرا في التفتيش على المصانع وعلى السكن الخاص بالعمال، وذلك رغم وجود مكاتب للعمل داخل المدن الصناعية، ومن خلال متابعتنا فلا يزال أصحاب العمل يحتجزون جوازات السفر، ولكن عن طريق دفع العمال للتوقيع على أنهم يحفظون جوازات سفرهم لدى صاحب العمل".

"لاتزال الإدارات الوسطى في المصانع تتحكم بالعمال وتنتهك حقوقهم، وتجبرهم على العمل لساعات طويلة"، تقول كلش.

مصنع "معجزة العصر" إضافة إلى عشرات المصانع في مدينة الحسن الصناعية، يتمتعون بسلسلة إعفاءات ضريبية عند تصديرها إلى السوق الأميركي بموجب اتفاقيات بين الأردن والولايات المتحدة للتجارة الحرة.

ويطالب المعهد الأمريكي بضرورة "وقف الامتيازات التي تحصل عليها المصانع" كونها تتفق وجريمة  "الاتجار بالبشر".

إدارة مصنع "معجزة العصر" أبدت امتعاضها مما ورد في رسالة المعهد، ومن المنتظر أن ترد برسالة رسمية إليه عبر مستشارها القانوني، توضح فيها الواقع كما تراه من جانبها، واعتبرت ما ورد في سياق الرسالة ما هو إلا "محض افتراء".

أحد مدراء المصنع، أردني الجنسية، أوضح لنقيب العاملين في الغزل والنسيج فتح الله العمراني بأنه "لا يوجد حجز لجوازات سفر العمال، فضلا عن ساعات عملهم تنسجم وقانون العمل الأردني".

غير أن العمراني يوضح من جانبه كرئيس للنقابة أن ثمة "مبالغات" تضمنتها الرسالة، قائلا: "يوجد مندوبون يزورون المصنع وغيره بشكل دائم من قبل شركات العلامات التجارية، للاطلاع على أوضاع العمال لمنع أي خروقات قد تقع بحقهم، حفاظا على سمعتها".

ويتابع العمراني بأنهم شكلوّا سابقا لجنة منتخبة من شأنها ملاحقة قضايا العاملين في المصانع، في مسعى نحو توعية العمال بحقوقهم عبر إدماجهم بورشات عمل حقوقية توعوية، فـ"نحن ننظم عدة زيارات ميدانية  بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية".

وكان قرابة 1300 عاملة في مصنع "معجزة العصر" نفذن إضرابا عن العمل مطلع العام 2014 مطالبات بتحسين ظروف عملهن وسكنهن والطعام، وبحسب "تمكين" فإن المصنع تلقى إنذارا عدليا لكنه  "لم يستجب للإنذار" وفق بيان مركز تمكين آنذاك. هذا ويعمل في المصنع قرابة 3070 عاملا منهم 770 عاملا أردنيا.

المصنع المذكور، هو المسؤول عن صناعة ملابس العلامة التجارية الأمركية الشهيرة "رالف لورين" والتي تعتمد بصورة أساسية على إنتاج ملابسها من تلك المصانع، بموجب اتفاقية التجارة الحرة الأردنية الأميركية.

سلسلة مصانع العصر "السنشري" مسؤولة أيضا عن إنتاج بعض العلامات التجارية الأميركية مثل: Ralph Lauren, Kohl’s, JCPenney, Arizona and Eddie Bauer ، مع اتفاقيات تضمن خلالها المصانع بتوفير عمل لائق لعمالها. ويرفق المعهد صفحة للجمهور لكي يراسلوا الخارجية الأميركية وإدارة العلامة التجارية لوقف الانتهاكات الحاصلة بحق العمال في المصنع المذكور عبر موقعه الالكتروني.

كان الأردن قد أصدر رسمياً قانون "منع الاتجار بالبشر" في عام 2009 بعد انضمامه إلى اتفاقية باليرمو (نسبة إلى المدينة الإيطالية) لمكافحة الجريمة عبر الوطنية والانضمام إلى البرتوكول الاختياري المتعلق بمنع وقمع ومعاقبة جريمة الاتجار بالبشر.

أضف تعليقك