منتدون يؤكدون أهمية دور ومسؤولية التيارات الشعبية في معالجة أزمات العالم العربي

منتدون يؤكدون أهمية دور ومسؤولية التيارات الشعبية في معالجة أزمات العالم العربي
الرابط المختصر

أكد المشاركون في الندوة التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط تحت عنوان "قوة ونفوذ التيارات الشعبية العربية 2007 – 2017 الواقع والتحولات" على أهمية الدور المنوط بالتيارات الشعبية العربية وترسيخ حالة من التوافق على أساس القواسم المشتركة وإعلاء الشأن الوطني مع تنحية الاختلافات السياسية  والفكرية، للخروج مما يواجهه العالم العربي من حالة استنزاف وأزمات تقوده نحو التفكك، في ظل ضعف التيارات السياسية الضاغطة والمؤثرة على القرار السياسي في الدول العربية.

واعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري الذي أدار الندوة التي عقدت بمشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية، أن الربيع العربي مثّل مشروعاً وطنياً لإعادة الأمة إلى طريق الإصلاح، وحالة وطنية قادها شباب عربي في دولهم لمحاربة الفساد والاستبداد والفقر والبطالة، ولتحقيق الإصلاح والديمقراطية بحيث انطلقت هذه الثورات بشكل عفوي، فيما عملت عدة جهات على "خطف" هذه الثورات وإفشالها.

وحذّر المصري من غياب دولة المؤسسات في العالم العربي ولجوء الحكومات لتقوية السلطة على حساب الدولة، كما حذر المصري من خطورة قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس معتبراً أنه يأتي في نظاق مشروع استراتيجي صهيوني انطلق قبل مائة عام ويواصل تحقيق نجاحات في ظل حالة الضعف العربي.

فيما أكّد المفكر المصري فهمي هويدي في ورقة قدمها خلال الندوة على ضرورة العمل على استعادة الوعي العربي واستنهاض الأمة لتصويب ما يجري من حالة تفكك واستنزاف في العالم العربي وتوجهه إلى ما وصفه  بحالة من التحلل في ظل غياب قيادة للعالم العربي وسيطرة للمال العربي على القرار في المنطقة بحيث لم تعد الدول العربية الرئيسة صاحبة القرار، مع تزايد تدخل الأمم المتحدة والقوى الدولية في شئون المنطقة.

وأشار هويدي إلى غياب الأولويات الجماعية في العالم العربي بحيث بات لكل دولة حساباتها القُطْرية الخاصة بعيداً عن مستقبل الأمة وأولوياتها وتراجع الهويات القومية والإسلامية الجَمْعية، مع غياب واضح لدولة المؤسسات في العالم العربي لصالح سيطرة دولة الأفراد في حالة أقرب لنظام قَبَلي على حد وصفه، وغياب قوى سياسية تشارك في صنع القرار أو تؤثر فيه، معتبراً أن دول العام شهدت عدة تحولات لكنها كانت محمية بوجود مؤسسات قوية تقود المجتمع والدولة.

وحول القضية الفلسطينية استغرب هويدي اعتماد النظام الرسمي العربي للمفاوضات أساساً لحل القضية الفلسطينية رغم انعدام ما يُتفاوض عليه وأمام عنجهية العدوّ الإسرائيلي، فيما باتت دول عربية تدعو صراحة لإقامة العلاقات مع إسرائيل والاعتراف الرسمي بها مع طلب التطبيع معها، خاصة مع اختلاف تعريف العدوّ، ومناداة البعض باعتبار إيران العدو الاستراتيجي للعالم العربي بدلاً من إسرائيل ومشروعها التدميري للأمة والمنطقة العربية، وأشار إلى أننا نشهد سعياً عربياً حثيثاً لتعديل المناهج بشكل يضعف الهوية العربية والإسلامية ويحذف ما يعادي إسرائيل، ويهز الثوابت والقيم العربية والإسلامية.

ورأى هويدي أن حالة التفكك العربي شجّعت الإدارة الأمريكية لطرح مشروع صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً الأمل ما زال معقوداً في الشعوب العربية مشيراً إلى حالة التحرك الشعبي الفلسطيني، في ظل غياب ما وصفه بحالة غضب عربي ضد المشاريع الاستعمارية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وتناول هويدي مراحل بدء الربيع العربي مؤكداً أنه بدأ سلمياً كحالة رفض شعبي للاستبداد والفساد وللمطالبة بالحرية والعدالة، فيما حورب الحراك الشعبي وعُمل على إفشاله من قبل أنظمة مستبدة، حتى تحوّل إلى صراعات مسلحة، وساعد في خلق حالة من "الاشتباك الإعلامي"، ما جعل الفضاء العربي ساحة للتناقضات والخلافات والاستنزافات.