سجل مرض الليشمانيا أو ما يُعرف لدى العامة بـ"حبة حلب"، تزايداً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية في بعض المناطق السورية في ظل تردي الأوضاع الصحية والإنسانية وضعف القدرات العلاجية، حمله بعض السوريين إلى بلدان اللجوء.
الطفل محمد محناية لاجىء سوري لم يتجاوز العاشرة من عمره، جاء من منطقة الغاب في ريف حماة إلى الأردن مصاباً بهذا المرض بسبب بعوضة، وتكسو أنفه وحواف فمه بثور حمراء غير مؤلمة ولكنها مزعجة المظهر.
وتتحدث أم محمود سراقبي من اللاجئ ريف إدلب، عن معاناة طفلتها التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها مع هذا المرض الذي أصاب أنفها وخدها الأيمن، مشيرة إلى تلقيها العلاج لمدة سنة، لتتحسن حالتها بعد ذلك، إلا أنها عادت لتسوء، وتسبب لها تشوهاً في كافة أنحاء وجهها.
الدكتور عبد المعطي الدالاتي، يوضح أن اللاشمانيا عبارة عن آفة تظهر بسبب لسعة نوع من الذباب للجسم، لافتا إلى أن الحبة الناجمة عن ذلك، تبدأ صغيرة ثم تتمدد فتصبح عقدية متقرحة، ولكنها غير مؤلمة. ويوضح الدالاتي إلى أن الإصابة باللاشمانيا تُكسب المصاب بها وخاصة الأطفال، مناعة دائمة مدى الحياة .
منذ بداية اللجوء السوري إلى المملكة، اتخذت الحكومة كافة الإجراءات الوقائية ووضع اللاجئين السوريين تحت نظام الرصد الوبائي، بهدف السيطرة على الأمراض التي ظهرت بينهم، لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى السوريين ومنع انتشار تلك الأمراض ومنها اللاشمانيا. ويشير رئيس قسم الأمراض الطفيلية والمشتركة في وزارة الصحة الدكتور بسام شدفان، إلى أن الوزارة عالجت خلال الفترة الأخيرة حوالي 100 حالة لاشمانيا بين اللاجئين السوريين، موضحا بأن 50 % منها كانت بحكم المعافاة، فيما لا تزال الحالات الأخرى تحت العلاج.
وحول طرق علاج اللاشمانيا الذي لا يعد مرضا معدياً، يقول شدفان إن العلاج يتم بالأدوية من خلال حبوب "البنتو ستام" أو الكي بالتبريد (النيتروجين السائل) والذي يعمل على تجميد المادة البروتينية داخل الطفيليات، إضافة إلى استخدام بعض المضادات الحيوية لعلاج الإلتهاب الثانوي الذي يمكن أن يصيب منطقة الإصابة.
ويقدّر عدد المصابين باللاشمانيا في العالم بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية بنحو 12 مليون شخص ، فيما يسجل نحو مليوني إصابة جديدة كل عام.