مشاركون في ندوة لراديو البلد يتوقعون استهداف داعش لبعثات دبلوماسية ومواقع أردنية
النعيمات: 30 ألف من الطوارق يؤمنون الطريق لداعش من الصومال إلى ليبيا
أبو هنية: أكثر من 2400 عدد الأردنيين في صفوف تنظيم داعش وجبهة النصرة
ذياب: لا يمكن أن ينجح نظام لا يمارس الديمقراطية بمحاربة التطرف واجهاضه
أبو علبة: زعزعة المشروع الوطني الديمقراطي أحد أسباب تنامي التطرف
كشف مدير وحدة الاستجابة الإعلامية بالمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات أحمد النعيمات بأن المؤشرات الاستراتيجية تدلل على أن مستقبل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" المكاني هو في ليبيا بارتباطه بحركة الشباب المجاهدين مدعوم بالطريق التي توفره الطوارق.
"هنالك 30 األف من الطوارق يؤمنون الطريق المباشر لداعش يصل من الصومال إلى ليبيا" يقول النعيمات.
ويقرأ النعيمات خلال ندوة نظمها راديو البلد بالتعاون مع ساقية الدراويش الأربعاء حول "مواجهة التطرف بين البعد الأمني والفكري" في تغير الخارطة الإقليمية وموازين القوى وتغير الموقف التركي؛ تكثيف لعمليات تنظيم داعش.
"عندما يقترب الحل السياسي في سورية سنرى أن هذا التنظيم سينفس عن وجوده إما بعمليات منفردة أو شبه منفردة، فالتنظيم أصبح يستخدم بما يسمى بأسلوب "سمكة الصحراء" (أي عندما يضغط التنظيم يضرب في مكان آخر)" يقول النعيمات.
ويوضح النعيمات بكون التنظيم لن يتوانى عن استهداف أي منشأة في الأردن "بأن الجميع كفار في نظره"، مستدركاً ذلك بقوله أن التنظيم لم يستطيع حتى اللحظة سوى الضرب عن طريق "الذئاب المنفردة".
"داعش لو بامكانه أن يفجر أي مكان مدني سيفجره، والتنظيم لن يكون انتقائياً في أهدافه وسينفس عن نفسه في كل مكان" يقول النعيمات.
كما وتوقع الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن يتدرج التنظيم في ضرباته بعد إعلانه رسمياً عن تبينه لعملية الرقبان، وبعد أن غير من استراتيجيته تجاه الأردن وتركيا.
"التنظيم سيتدرّج، في البداية كأن يتعامل مع الأردن ضمن المجال الحيوي ولم يعلن عن إمارة في الأردن واقتصر عملياته في البداية على ما يسمى "الذئاب المنفردة"، وبعد تغيير استراتيجية داعش بتبني عملية الرقبان، سيكون هنالك استهداف بتدرج لضرب نقاط عسكرية وأمنية واستهداف البعثات الدبلوماسية والأجانب" يقول أبو هنية.
أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب يؤكد أن الأردن بات في دائرة الاستهداف بالإرهاب.
"هذه معركة مفتوحة، وهذا التنظيم بدأ الآن بوضع الأردن في دائرة الاستهداف، باحثاً عن أماكن يراها مؤثرة عن مكان آخر" يقول ذياب.
وتؤكد أمين عام حزب حشد عبلة أبو علبة بدورها أن "ما حدث إنذار شديد اللهجة، وعلينا تحصين البلد داخلياً".
استراتيجة الحكومة في محاربة التطرف
ووجه المشاركون عدة انتقادات لاستراتيجية محاربة التطرف التي كشف عنها بعد عامين من إعدادها في ظل حكومة عبدالله النسور سابقا.
أبو هنية أشار إلى أن الانتقادات التي طالت الاستراتيجية كانت محلية ودولية حيث أشار تقرير للخارجية الأمريكية التقرير إلى بعض نقاط الخلل فيها بغياب الكوادر والمخصصات المالية عدا عن غياب أي تنسيق بين الدوائر المختلفة، وهو ما يعني أنها بقيت "مجرد إنشاء على الورق".
"هذه الاستراتيجية لم يشترك في صناعتها مؤسسات المجتمع المدني وهي الأهم في محاربة الإرهاب وتبقى الاستراتيجية لا تختلف عن استراتيجات الدول العربية الأخرى" يقول أبو هنية.
ويتوافق النعيمات بأن إعداد الاستراتيجية كان لابد من إشراك مؤسسات المجتمع المدني والأحزب بها.
وانتقد نعيمات إخفاق بعض نقاط الاستراتيجية في تكثيف الرسائل الإعلامية نظراً لكونها موجهة للأعمار فوق 25 سنة، ما يعني استبعاد الشباب منها.
فيما يشير إلى أحد النقاط الإيجابية بها بإنشاء مديرية لمكافحة التطرف والعنف في وزارة الداخلية بخطوة أولية لتطبيق الاستراتيجية.
ويضيف بأن نقل المديرية إلى وزارة الثقافة يشكل خطوة مهمة لجعلها جزء من الثقافة المجتمعية المرتبطة بالإصلاح السياسي.
وكان مجلس الوزراء قرر نقل المهام الإدارية والفنيّة لمديرية مكافحة التطرف والعنف الموجودة في وزارة الداخلية إلى وزارة الثقافة مع إبقاء الجزء الأمني في وزارة الداخلية.
أبو علبة أكدت أن ما حدث من حوادث وتفجيرات مؤسفة يدلل على عدم جدية الاستراتيجية لمحاربة الإرهاب، لغياب شرطين بها.
"هذه الاستراتيجية كان يجب أن يشارك في وضعها المؤسسات المجتمع المدني والأحزب والمؤسسات التربوية والحقوقية وهو ما لم يحصل، ثانياً أن هذه الاستراتيجية لم يفرج عنها سوى بعد عامين ما يدلل على أن تناول الموضوع من الجهات الرسمية ليس جدياً ولو كان كذلك لارتبط بخطط عملية مباشرة في محاربته على المستويات كافة" تقول أبو علبة.
أسباب وعوامل التطرف
وحول عوامل تنامي ظاهرة التطرف في الأردن، يؤكد أبو هنية أن المشكلة في حالة إنكار وجود الإرهاب.
"دائماً أتساءل في الدول العربية (أعطوني سبب وحيد لا يدفع للإرهاب وليس العكس) .. فهنالك عنف بنيوي متمثل بمشاكل سياسية اقتصادية اجتماعية عميقة، وبالتالي يتم تعزيز المنظومة العسكرية والأمنية دون معالجة الأمر" يقول أبو هنية.
ويوضح أبو هنية أن الأردن من أكثر الدول العربية المصدرة للإرهابين والمنظرين له.
"محمد سالم الرحال أنشأ حركة الجهاد، وعبدالله عزام أنشأ ظاهرة الجهادية المعاصرة، والمنظرين الأساسين في الحالة الجهادية هما أبو قتادة والمقدسي، أما أبرز قائد عسكري في تاريخ الجهادية المعولمة فهو أبو مصعب الزرقاوي، وهم شخصيات أردنية، أي أن هنالك حالة تنشأ في الأردن، وهؤلاء لهم أتباع وأنصار" يقول أبو هنية.
ويبلغ عدد المشاركين الأردنيين في صفوف تنظيم داعش وجبهة النصرة أكثر من 2400 أردني، وفقاً لأبو هنية.
ويرجع ذياب سبب اعتبار الأردن أكبر دولة مصدرة للإرهابيين لاستعمالها الدين والجماعات الإسلامية واحتضانها واستخدامها في محاربة التيارات اليسارية والقومية.
"لذلك الأردن لم يشهد عملاً إرهابياً إلا بشكل حديث، وإنما باقي الدول كانت في دائرة الاستهداف" يقول ذياب.
يضيف ذياب أن الحديث عن التطرف يجب أن ينطلق من أنه ظاهرة عالمية، والانشداد بالحديث عن الانعكاسات لهذه الظاهرة لن يمكن من معالجة الظاهرة دون دراسة أسبابها وعواملها.
ويستدرك قوله بأن أسباب التطرف في الأردن تكمن بالحرمان اقتصادي والإخفاق السياسي وغياب الحريات العامة، بالاضافة إلى وجود مع عامل خارجي يسعى لتأجيج الفتن داخل المجتمع.
فيما تؤكد أبو علبة أن التطرف ناتج عن غياب العدالة والمساواة في القوانين أو تطبيقها، وهي ليست انتقائية بقدر ما يجب أن تكن نهج حياة.
وتضيف أن محاولة زعزعة المشروع الوطني الديمقراطي هو أحد أسباب تنامي التطرف.
"حيثما يغيب المشروع الوطني الديمقراطي تحل محله مشاريع أخرى استبدادية، وفي المشهد السياسي تحل سياسات داعش" تقول أبو علبة.
المطلوب لمعالجة التطرف
وحول آليات معالجة التطرف يؤكد ذياب "لا يزال المسؤولين الأردنيين محكومين برؤية أمنية والنجاح بالنسبة لهم بالاعتقال وهذا لن ينجح في محاربة التطرف، فلا يوجد دولة بها استبداد لا يوجد بها تطرف" يقول ذياب.
ويضيف ذياب بأنه لا يمكن أن ينجح نظام لا يمارس الديمقراطية بمحاربة التطرف واجهاضه.
"كيف يتم مطالبة المتطرفين بالتسامح وقبول الرأي الاخر، في وقت الدولة عاجزة عن تقديم هذه الرؤية في التسامح" يقول ذياب.
فيما تطالب أبو علبة بضرورة إيجاد وتطبيق شروع إصلاحي شامل للجوانب الاقتصادية السياسية والاجتماعي لمحاربة التطرف.
وحول مطالبة البعض بمعالجة فصل الدين عن الدولة كخيار لمحاربة التطرف، أكدت أبو علبة أن الأصل أن لا يتدخل الدين في القرار السياسي وليس "فصل الدين عن الدولة" وإنما بفصل الدين عن أدوات الحكم.
"نحن ليس لدينا ترف في الحديث عن أيدلوجيات العلمانية بقدر ما لدينا مشكلة في استخدام الدين لأغراض سياسية" تقول أبو علبة.
فيما يؤكد أبو هنية أن المطلوب هو عملية الإصلاح والتقدم بها وإلا سيواجه الأردن مخاطر وتحديات كبرى، ودون ايجاد حل سياسي فتوقع عمليات عديدة هو أمر وارد.
وفي استقراء للبيئة الإعلامية في الأردن في معالجة التطرف، يؤكد النعيمات أن أحد توصيات المركز استندت على أن الرسائل الإعلام لم تكن موجهة للفئة الصحيحة، "فالخطاب في محاربة الإرهاب لا يجب أن يكون نخبوي وإنما بسيط".
يشار إلى أن الكشف عن الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التطرف كشف عنها بعد قُرابةِ عامين من استشهاد الطيار الكساسبة حرقاً على يد التنظيم، وتفجير انتحاريين أردنيين مبايعون للتنظيم أنفسهم في أهداف عسكرية ومدنية في العراق وسورية.
كما ونشرت الاستراتيجية عَقب مداهمات أربد بنحو أربعة أشهر، قتل فيها سبعة من أفراد خلية إربد، واستشهاد الرائد راشد الزيود، تبعها استهداف لمكتب مخابرات البقعة راح ضحيته 5 من العاملين في المكتب.
وبعد نشر الاستراتيجية بحنو عشرة أيام استهدف تنظيم الدولة نقطة عسكرية متقدمة للجيش الأردني على الحدود السورية الأردنية في منطقة الرقبان في سيارة مفخخة، وذلك في تطور، يعد الأول من نوعه على الساحة الأردنية بعد تفجيرات فنادق عمان.
هذا ونظم راديو البلد منذ عام 2010 وحتى الآن ما يزيد عن 70 ندوة ومناظرة في محافظات المملكة.