مسلسل فوضى وتجاوزات باصات الأحياء في الزرقاء.. والعرض مستمر
تحميل زائد، وقيادة متهورة، وعدم التزام بالخطوط والوصول إلى نهاياتها، ولا إنسانية في التعامل مع الركاب من قبل "الكنترولية" والسائقين. تلك بعض من صور معاناة الركاب المستمرة مع باصات الأحياء في الزرقاء، إلا من رحم ربي منها.
أم محمد، التي تقيم في حي نصار غربي الزرقاء، تختزل هذا المسلسل عبر سرد موقف تعرضت له أخيرا أثناء كانت تستقل أحد الباصات في طريقها من السوق إلى الحي، وهو يكاد يتطابق في معظم تفاصيله مع تجارب تتكرر يوميا مع كثير من الأهالي.
وقالت إن الباص توقف في منتصف الطريق، حيث طلب السائق من الركاب النزول والاستقلال في باص آخر يعمل على نفس الخط، بعدما أبلغهم أنه لن يتابع مسيره إلى الحي، كونه مضطر إلى العودة للمجمع من أجل نقل حمولة أخرى والذي يشبه عملية "المناولة" المتبعة في شحن البضائع.
وأضافت أم محمد التي كانت تتحدث هاتفيا مع برنامج "هنا الزرقاء" التي يبثه "راديو البلد" و"إذاعة بلدية الزرقاء" أنها عندما رفضت الانصياع، خصوصا وأن معها أغراضا كثيرة ابتاعتها من السوق، رد الكنترول بأسلوب وصفته بأنه "وقح" وقال لها متحديا "خليكي.. برجعك معي على البلد".
وعلقت بامتعاض على رد الكنترول "ما شاء الله على هذا الأدب في التعامل".
وشكت المرأة في اتصالها مع حلقة البرنامج التي خصصت لمناقشة تجاوزات باصات الأحياء في المحافظة، من قلة الباصات العاملة على الخط الذي يخدم حيها، مما يؤدي إلى تعطيل مصالح الأهالي ومفاقمة معاناتهم خلال التنقل من وإلى الحي.
وقالت باستغراب "نسمع أن هناك 18 باصا تعمل على خط ضاحية الأميرة هيا- حي نصار، لكننا لا نرى هذا العدد، ولا نعرف أين تذهب الباصات؟".
أحمد لولح، لفت بدوره إلى مشكلة التحميل الزائد، وتحديدا في باصات خط الجبل الشمالي- إسكان الأمير طلال، مؤكدا أن بعض تلك الباصات يحمل 35 راكبا، في حين أن قدرته الاستيعابية هي 22 راكبا.
ووصف لولح هذا الأمر بأنه "يتسبب لنا بمعاناة غير طبيعية"، في إشارة إلى التزاحم والتدافع الخانق الذي يحصل داخل الباص نتيجة هذه المخالفة، ويكون أكثر من يتأذى منه الكبار في السن والنساء.
كما أشار إلى "الأزمة اليومية" التي يشهدها خط باصات البتراوي في منطقة الزرقاء الجديدة، حيث تحتشد طوابير الركاب في المجمع نتيجة قلة أعداد الباصات، متحدثا أيضا عن مشكلة التدخين، والتي لا تقتصر على ركاب الباص، بل وتشمل ايضا الكنترول والسائق.
وعلى هامش حلقة البرنامج، استقبلت صفحة "هنا الزرقاء" على الفيسبوك فيضا من شكاوى وتعليقات الأهالي فيما يخص مشكلة باصات الأحياء.
حيث كتبت (Arwa Ardah) تقول: "بس سؤال خاص لهنا الزرقاء مع الاحترام طبعا هل الأجرة ارتفعت أم باصات البتراوي رفعوها من عندهم وحتى لو ارتفعت لما نزلت الأجرة نزلت على مرحلتين ليش ارتفعت مره وحده..
..وبعدين ما لحقنا ـصلا نثبت الـجرة على ٢٠ ‘لا ارتفع بالرغم من (ـنه في) باصات عمان لم ألاحظ ارتفاع بأجرتهم وإلا إحنا الزرقاء غير لأننا لم نسمع بقرار الارتفاع نرجو أن يتوضح لنا الأمر ولكم الشكر".
بدوره، كتب (Hasan Hasan) عبارة "قعد هل الصبيه يا أخ"، متندرا بذلك على أسلوب ابتزاز "شهامة" الركاب الذكور من قبل الكنترولية، وإجبارهم على إجلاس النساء في مقاعدهم، لا لشئ سوى التكسب من التحميل الزائد.
في حين بدا الامتعاض والاستياء في كلمات "أم يمان المعادلة" التي كتبت تقول "وين الناس تشوف باصات الغويريه حسبي الله عليهم ،،،على فكره بتسابقو عالموت ،،،يلي بحب يشوف الموت بعيونه ييجي يركب باصات الغويريه".
وشكا فادي أبو عبيد من سائقي باصات حي رمزي واصفا إياهم بأنهم "بتصابقو مثل المصاريع أو بعلو قلبك لما توصل ع المجمع ياريت تحولوهم لشركات أفضل".
وأكد (Ammar Jaser Abukhadra) في تعقيبه على تعليق لقارئة تدعى "طوق الياسمين" أنه "مافي أمان ولا أخلاق عند البعض ..تعالو شوفو كمان باصات شومر بتقراي الفاتحه على روحك ..".
وكتب ((Alaa Herz في ذات السياق قائلا "شارع حي النزهه صواريخ الباصات مش عارف على شو مستعجلين"، وايضا قالت (ام معاذ صب لبن) "كلهم لازم يشتركو بسباق رالي....بنتشهد بس ننزل من الباص ..لا حول ولا قوة الا بالله".
واعتبر (Unknowingly Gatsby) أن "أول خطوة لتحسين النقل في الزرقا ...إلغاء الكتتروليه ...ثانيا.. الغاء ملكيات الافراد لوسائل النقل العام.. واتوقع هيك بكون ثلثين المشكله انحلت".
وفي تعليق مطول، كتب (Alaa Qahwaji) يقول "لا يوجد أمان بس شو بدنا نعمل انا كل يوم بركب بباصات الهاشميه. طبعا. الركاب الزياده عالواقف اكثر من القاعدين عالكراسي والسرعه الزايده كانهم برالي واكثر من مره. اتصلت على ١٩٤ وقدمتلهم شكوى وعالفاضي براقبوهم يوم وبعدين سلامتك والله لو ايمن بيك يلبس مدني وينزل عالباصات او يوقف يستنى تكسي سايقه فايع ومركب مسجل عالاخر ومش سال عن حد بيكون احسن من برنامج عالاذاعه".
ويشير (Alaa Qahwaji) في تعليقه إلى الرائد أيمن جريس رئيس قسم سير الزرقاء، والذي كانت له مداخلة في البرنامج أقر خلالها بأنه "فعلا هناك معاناة" يلقاها الأهالي جراء تجاوزات بعض سائقي وكنترولية الباصات، مع تأكيده أن القسم لا يدخر جهدا في متابعتهم ومراقبتهم سواء بأسلوب "الرقابة المخفية أو عن طريق رقباء السير"
وقال جريس إن لديهم "قسما للمباحث المرورية يتم من خلاله التعامل مع مثل هذه التصرفات"، مبينا أن قسم السير ترده "الكثير من الشكاوى والمعلومات عن ممارسات خاطئة لباصات، حيث نقوم بمراقبتها ونجري عليها أكثر من إجراء".
وأضاف أن "إجراءاتنا تكون فورية، وأحيانا يتم حجز الباص وكذلك إحالة السائق إلى الحاكم الإداري الذي يقوم بربطه بكفالة لعدم تكرار المخالفة، وأحيانا قد يكون هناك توقيف للسائق"، متعهدا بمتابعة ملاحظات الأهالي التي وردت للبرنامج حول عدم وصول بعض الباصات لنهايات الخط وتحميلها أعدادا زائدة، وباتخاذ إجراءات بحقها.
وفي ما يتعلق بالشكاوى من سلوكيات الكنترولية، فقد أكد جريس أنه "ليس لدينا شئ في القانون اسمه كنترول"، لكنه حمل المواطنين قسطا من المسؤولية عن استمرار تجاوزات بعض هؤلاء الأشخاص، بسبب عدم تعاونهم مع قسم السير والجهات الأمنية.
وقال "للأسف عندما نضبط أي شخص (يعمل كنترول) يتبين أنه ابن صاحب الباص أو ابن السائق نفسه حسب ادعائه وأحيانا يتعاطف الركاب أنفسهم مع هذا الشخص وينكرون أنه كان يجمع الأجرة".
وأهاب جريس بالمواطنين التعاون مع قسم السير عبر الإبلاغ عن أية ملاحظات حول تجاوزات الباصات "نحن خطوطنا مفتوحة على الرقم 911 وعلى مدار الساعة".
وعلى صعيدها، أكدت مديرة وحدة الإعلام في هيئة تنظيم النقل البري عبلة الوشاح، أن الهيئة على اطلاع بشكاوى الأهالي حول المخالفات التي ترتكبها بعض الباصات، والتي وصفتها بأنها "مخالفات تشغيلية يعاقب عليها قانون السير".
وتمنت وشاح على البرنامج تزويدها "بشكل خطي" بالملاحظات التي وردت إليه "حتى يتم متابعتها مع مكتب الهيئة في الزرقاء".