مرضى الشلل الدماغي.. طموح يصدم بالواقع

مرضى الشلل الدماغي.. طموح يصدم بالواقع
الرابط المختصر

لم تمنع الإصابة بالشلل الدماغي رويدة الهرش ( 27 عاماً) من إنهاء مرحلة التعليم الأساسية حتى الصف العاشر في المدرسة النموذجية للشلل الدماغي، لكن معاناتها الحقيقية بدأت بعد تخرجها من المدرسة.

تروي رويدة: " المدرسة لا تؤهل خريجيها للدمج في المدارس الحكومية أو الخاصة والتي تقوم بدورها بإعطاء المنهاج دون أي مراعاة للفوارق الفردية بين الطلبة، قمت أنا وزملائي بمخاطبة وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للمعاقين عدة مرات ولكن لم تكن هناك أية استجابة لمطالبنا".

لم تكن رويدة هي الوحيدة التي اتخذت من الصعاب والتحديات جسرا لتحقيق الطموح فـ ميرنا التي تبلغ من العمر 15 سنة تعاني من الشلل الدماغي الرباعي، وقد التحقت بالمدرسة منذ الصف الأول تقول أم ميرنا: "يجب أن يكون دمج الطالب المعاق في مرحلة مبكرة من العمر حتى يتأقلم بشكل أسرع مع محيطه، "يجب أيضا توفير البيئة المناسبة والكوادر المؤهلة حتى تتم عملية الدمج بشكلها الصحيح" وأشارت أم ميرنا إلى أن البيئة المدرسية لا تتناسب واحتياجات ذوي الإعاقة وأن مثل هذه البيئات لا تتواجد إلا في الأسواق التجارية التي تطابق الغرب في مقاييسها وأنظمتها.

وقالت: "لقد أوعز وزير التربية والتعليم الأسبق ببناء غرف إضافية مجهزة للصفين الحادي عشر والثاني عشر إلا أن هذه الموافقة قوبلت بالرفض".

من جانبها أكدت مديرة المدرسة إيمان فرح أن المدرسة النموذجية تتلقى الدعم من جمعية الشلل الدماغي والمجلس الأعلى للمعاقين بالإضافة إلى التبرعات الشخصية العينية منها والنقدية، وقالت: "تقوم وزارة التربية والتعليم بتوفير الكتب المدرسية للطلبة وتؤمّن المدرسة بالكوادر التعليمية".

وأضافت فرح: "نحن نقوم بتوفير الخدمات التعليمية للطلبة بالإضافة إلى الخدمات المساندة امتمثلة في غرف المصادر وحصص العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والتي تعطى بشكل مجدول للطلبة ويتم فيها أيضا تدريبهم على الحركات الدقيقة مثل مسك القلم أو فرشاة الأسنان" وردّت فرح على الشكاوى التي قدمها أولياء أمور بعض الطلبة على المدرسة: "تتباين مستويات الطلبة في المدرسة من الناحية الأكاديمية فمنهم المتفوق والمتوسط والضعيف وقد تخرج من المدرسة حوالي 44 طالب أكمل بعضهم دراسته الثانوية والتحق بالكليات والجامعات".

تقول "أنا لست متخصصة بالإعاقة ونحن في المدرسة عندما نقبل لطالب الضعيف فإننا نحرص بذلك على أن يحصل على أبسط حقوقه وهو حق التعليم" وتشيد فرح بالعملية التعليمية المقدمة في المدرسة: "نحن نطوّع المنهاج في المدرسة لخدمة الطالب ونقوم بإعداد خطط فردية في سبيل ذلك" وأنهت فرح: "إن وجود مدارس خاصة بالمعاقين يهيئ الطلبة لعملية الدمج وفقا لسياسات المجلس الأعلى".

كما وتحدث الدكتور فريد الخطيب مدير إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم عن الخدمات التعليمية التي تقدمها الوزارة لمدرسة الشلل الدماغي.

يقول: "تقوم وزارة التربية والتعليم بتقديم دورات تعليمية بشكل عام بالتعاون مع جهات معينة مثل المجلس الأعلى".

ورد الخطيب على شكاوى أولياء الأمور: " إن إعاقة الطالب تعيقه أحيانا عن مسك القلم بالشكل الصحيح وهذا يتطلب من معلمي المدرسة تكثيف حصص المهارات الحياتية التي يتم فيها إعطاء تمرينات معينة لطالب لتقوية عضلاته".

وأضاف: " تقتصر خدمات الوزارة على تقديم المنهاج الرسمي وعلى دعم المدرسة بالمعلمين والمناهج يجب أن يعطى بشكل كامل وإن المسؤول في حالة وجود قصور معين هو المدير والمعلم".

وحول الحديث عن الخطط المستقبلية لتحسين الخدمات المقدمة في المدرسة، قال: " الوزارة أصدرت قرارا بفتح غرف إضافية في المدرسة لتدريس المرحلة الثانوية لكن الجمعية لم تستطع ذلك".

وأشار أشرف طهبوب وهو أيضا مصاب بالشلل الدماغي إلى أن المصاب بهذه الإعاقة يعاني من صعوبة في الكلام بالإضافة إلى أضرار قد تصيب العضلات المسؤولة عن السمع والبصر وقال: " لم تكن خلال مرحلة دراستي الجامعية جهات معتمدة من قبل الحكومة ترعى مصالح ذوي الإعاقة وأن المجلس الأعلى يتبنى الآن هذا الدور الإيجابي".

وأضاف "نحن نحتاج إلى كوادر متمكنة لتأهيل وتدريب ذوي الإعاقة".

أما هيا فايز إحدى طالبات المدرسة فتقول أن الصعوبات التي واجهتها في المدرسة النموذجية خلال دراستها للمرحلة الأساسية لا تكاد تذكر وأنها لا تتعدى الحاجة إلى تسهيلات بيئية لطلبتها: "أواجه صعوبة كبيرة في الثانوية العامة في دراستي لمادة الرياضيات والمحاسبة وأواجه صعوبة أيضا في تقديم الامتحانات لأن الذين يقومون بمساعدتنا في تقديم الامتحانات ليسوا مؤهلين لذلك ولا يعطونني الفرصة الكافية لتلقينهم الإجابات ولا يدركون أنني أواجه صعوبة في النطق، تقول هيا.

وأعربت عن رغبتها في الالتحاق بالجامعة بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة.

أضف تعليقك