متى سيصل الباص؟

متى سيصل الباص؟
الرابط المختصر

يواجه سكان حي صالحية العابد الواقع ضمن أحياء منطقة النصر في شرق عمان، مشكلة التردي في مواصلات النقل العام، الأمر الذي يؤثر بالضرروة على إنتاجيتهم، و على ممارستهم لحقوقهم الطبيعية، مثل التنقل و التعليم و الحصول على الخدمات الصحية المناسبة، بالإضافة لإعاقة ذلك لمشاركتهم في التنمية الإجتماعية و السياسية.

 

تتحدث إحدى المقيمات في الحي، رمز طلاس حول ما يسببه لها تردي المواصلات" المواصلات غير كافية لعدد سكان المنطقة، حيث يوجد حافلة كبيرة لجميع المنطقة ، و هي غير كافية بسبب إتساع المسار المحدد لها، وعدد السكان الكبير، الأمر الذي ينتج عنه مشكلة التأخر، ننتظر الحافة ساعة كاملة لتأتي ثم نصف ساعة اخرى لتمتلئ قبل مغادرتها لمجمع رغدان، ثم بعد كل ذلك تبدأ الرحلة الطويلة، التي قد تدوم لخمس و أربعين دقيقة قبل الوصول لمنطقة صالحية العابد بالرغم من أن المسافة الزمنية التي تحتاجها السيارات الخاصة للوصول إلى المنطقة، هي ربع ساعة فقط !".

 

بينما تجد أمل علي مشاكل أخرى ناجمة عن المواصلات " الحافلة تحمل أعداد كبيرة من الركاب ليس لهم مقاعد، الأمر الذي يجعل ممراتها، أماكن مناسبة للتحرش و مضايقة الذكور للإناث ".

 

و لا يقف تأثير صعوبة المواصلات عند حد المعاناة اليومية، فتلك الصعوبات اليومية، لها صدى على سير حياة سكان المنطقة بشكل كامل، فكما يقول حسين العليوي " اضطررت لشراء سيارة بالتقسيط، على الرغم من دخلي الشهري القليل، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع دخل أسرتي الشهري فلا يغطي جميع مصاريفها الأساسية، لكن لا يمكنني الاستمرار بوظيفتي بدون سيارة خاصة، حيث الارتباط بمواصلات المنطقة يجعلني كثير التأخير و المعاناة ".

بينما نجد شريحة أخرى من الناس مثل حنان صافي تناشد الناس أن يغادروا المنطقة " غادروا تلك المنطقة، فإنها صحراء و منفية و الخدمات فيها معدومة".

 

وبحسب ما ذكرته بلدية منطقة النصر في سجلاتها فإن مساحة الحي تبلغ (5)كم 2، يشمل ذلك جزء من الإسكان و التطوير الحضري، و منطقة المغيرات، و العديد من الأجزاء الممتدة جديدا و المأهولة بالسكان، بالإضافة لمعامل الطوب و المناطق غير المستغلة.

 

و مع تطبيق قانون اللامركزية الجديد في آب الماضي الذي يهدف كما جاء فيه إلى "إيجاد مجالس في المحافظات تعنى بتوفير المناخ الملائم لتشجيع الاستثمار، والمحافظة على ممتلكات الدولة وتطويرها في المحافظات، والعمل على توفير أفضل الخدمات للمواطنين، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الصحة العامة والبيئة والتنسيق في حالات الطوارئ"، مع وجود هذا القانون، أصبح هناك من هو أكثر قربا من احتياجات المواطنين، و من هو ملزم بتحديد تلك الاحتياجات ونقلها من خلال ما يسمى ب"دليل الاحتيجات" للجهات المسؤولة عن المشاريع التنموية المختلفة.

و على ذات الصعيد، صرّحت عضو مجلس اللامركزية في منطقة النصر سهام شديفات أن " مشاريع هذا العام كانت جاهزة قبل إنعقاد مجالس اللامركزية، لذلك لم يكن للمجلس دورا إلا في الموافقة على تلك المشاريع، مشيرة إلى أن التركيز الأكبر كان على تنمية قطاع التعليم، بينما قطاع المواصلات لم يشار إليه في الدليل، إلا من ناحية تحسين البنية التحتية و مواقف الباصات".

 

و تضيف شديفات "المجلس الآن يعد دليل الاحتيجات الخاص بالعام 2018" و تؤكد على أن الدليل سيهتم بتحسين وضع المواصلات في المنطقة" ملفتة إلى أن " إعداد الدليل يكون بالتشارك مع المواطنين سكان المنطقة، و تتم مقابلتهم بشكل مباشر و النزول إلى الميدان من أجلس تلمس احتياجاتهم الحقيقية".

 

و تؤكد أن " المجلس سيكون على تواصل مع كافة الجهات المسؤولة، من أجل تحسين وضع المواصلات في الحي، بما فيها هيئة النقل العام في أمانة عمّان".

من جانبه يؤكد مدير هيئة النقل العام عبد الرحيم وريكات أن " خلال أشهر سيتم ردف مناطق مختلفة من عمان ب 100 ألف حافلة جديدة، بما في ذلك صالحية العابد، مؤكدا على تعاونه مع مجالس اللامركزية المختلفة من أجل تحسين الأوضاع في كافة أطراف محافظة العاصمة ".

سكان ذلك الحي الآن في حالة ترقب مسكون بشيء من الأمل، على الرغم من الملل الذي في داخلهم بسبب انتظارهم الطويل لحل يوقف معاناتهم، لكن مع وجود اللامركزية و خطط هيئة النقل العام الجديدة، تهيأت نفوسهم لحدوث حلول مختلفة تنهي المشكلة التي يعيشونها يوميا، فهل ستنتهي؟

 

أضف تعليقك