ما بعد "داعش" في الموصل

ما بعد "داعش" في الموصل
الرابط المختصر

بعد إعلان العراق تحقيق "انتصار" قواته و"تحرير" مدينة الموصل من يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، والتي سيطر عليها منذ حزيران 2014، جاءت قراءات كتاب الرأي بطرح تساؤلات حول مصير التنظيم، ومستقبل المدينة التي أنهكتها سنوات ثلاث من القتال.

 

 

الكاتب حسين الرواشدة، يؤكد أن إعلان الانتصار على داعش لا يعني أبدا إشهار وفاته، فإعلان نعيها أو تحديد موعد “دفنها” ما زال بعيدا، وربما مستبعدا.

 

 

ويوضح الرواشدة أن "هزيمة داعش كانت مفهومة في سياق نهاية “الوظيفة” التي انتدبت إليها، ولم يكن مصادفة أبدا أن تتزامن هذه الهزيمة، سواء في الموصل أو لاحقاً في الرقة ودير الزور، وربما الميادين، مع استحقاقات “التسوية الإقليمية النهائية”.

 

 

فـ"نهاية داعش كدولة، وربما كتنظيم، أصبحت على مرمى العصى، لكن داعش ليست مقطوعة الجذور ولا النسب، فهي امتداد لتاريخ عميق وطويل من حركات التطرف".

 

 

ويطرح الكاتب ثلاث مسائل تضمن استمرار خطر داعش كفكرة، الأولى ما فعلته على صعيد “المرونة” الايدولوجية في استخدام المرأة والأطفال وفي “استغلال” النصوص الدينية لتبرير التوحش المطلق.. أما المسألة الثانية فهي ان داعش نجحت في استخدام أحدث ما توصل إليه الغرب من تكنولوجيا في مجال الاتصال، وبذلك نقلت حروبها الى الفضاء الالكتروني.

 

 

وتبقى المسألة الثالثة وهي “اللامركزية” التي اعتمدتها في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وهي سمة مكنتها من تشكيل قوى نائمة وغير معروفة يمكن ان تتحرك بحرية وبدون “أوامر”.

 

 

أما سؤال (ما بعد داعش)، فيبقى بحسب الرواشدة، “معلقاً” بلا إجابات، ليس فقط لأن مصير داعش مازال ملتبساً وانما لأن مصير عالمنا العربي وخاصة العراق وسوريا مازال غامضا.

 

 

ويلفت الكاتب عريب الرنتاوي، إلى السؤال الذي يراود كثيرا من المراقبين والمحللين وهو: أين اختفى عناصر داعش وقياداتها بعد أن قيل أن أعداد الأجانب منهم راوحت ما بين 50 – 150 ألف مقاتل أجنبي، وفدوا إلى سوريا والعراق من حوالي 80 – 100 دولة؟

 

 

فـ"هل كانت هناك مبالغات في تقدير أعدادهم من قبل، وكيف تكون مبالغات فيما كل دولة من “بلدان المنشأ” أصدرت تقارير بأعداد مواطنيها الملتحقين بالتنظيم الإرهابي، إن لم يكن بدرجة كاملة من الدقة، فبنسبة متواضعة من الخطأ والصواب".

 

ويضيف الرنتاوي "إن كانت مصائر غالبية كوادر التنظيم ومقاتليه، هي دكاكين الحلاقة، فمعنى ذلك أننا سنواجه طوفاناً من الخلايا النائمة والذئاب الفردية التي ستعيث فساداً في الدولة المنكوبة وجوارها القريب والبعيد".

 

 

وإجابة عن ذات السؤال حول مصير مقاتلي التنظيم، يقول الكاتب محمد داودية، إن قسما من مقاتلي داعش العراقيين، تمكنوا من الذوبان وسط الأهالي النازحين.

 

 

"أما لماذا لا نرى معتقلين او جرحى أو قتلى من داعش؟ فالإجابات يملكها القادة السياسيون والعسكريون العراقيون، الذين لم يفصحوا بعد عن عدد الإصابات الجسيمة التي وقعت في صفوف الإرهابيين وفي صفوف المدنيين وفي صفوف العسكريين".

 

 

ورغم تأكيد الكاتب فهد الخيطان على حق العراقيين بالاحتفال بالانتصار على "داعش"، إلا أنه يشير إلى ما تنتظره الموصل من أوقات صعبة، "فالمدينة شبه مدمرة بالكامل، ومئات الآلاف من سكانها يعيشون في المخيمات، وسط ظروف إنسانية صعبة. وأبعد من ذلك هناك ما يشي بوجود خلافات حول مستقبلها السياسي".

 

 

ويضيف الخيطان "لقد تخلصت الموصل من الإرهابيين، لكن العراق ما يزال يعاني من شرورهم. عديد المناطق، خصوصا الغربية والوسطى يتواجد فيها تنظيم داعش ويتحرك بسهولة، وهو وإن استسلم في الموصل، فسيعمد لفتح جبهات جديدة وتعويض خسائره الجسيمة في مواقع أخرى".

 

 

فـ"على العراقيين أن يختاروا؛ فإما أن يكون تحرير الموصل نقطة تحول في مسار بلادهم، أو لحظة عابرة يعود بعدها لنفس الدوامة".

 

 

ويطرح الكاتب ماهر أبو طير، سؤالا حول إعادة الإعمار في كل من العراق وسورية، بافتراض توقف الحرب وهزيمة الإرهاب في البلدين.

 

 

ويشير أبو طير إلى أن "كل تعهدات المجتمع الدولي، بدعم إعادة الإعمار، في العراق، أو سوريا لاحقا، لا تغير من الواقع شيئا، فهي تعهدات مهما بلغت، تبقى محدودة، وتحتاج الدولتان الى مئات المليارات، لاستعادة نمط الحياة القديم، وليس لتأسيس نمط جديد".

 

 

و"لا أحد في العالم العربي، يصدق ان بإمكاننا ان نتحول الى دول اساسية في العالم، وبما ان الامر كذلك، فإن مهمتنا الاولى، ان نعترف بأن التدمير الذي حصل في العراق وسوريا، ترك اثرا خطيرا، على البنية الاجتماعية- الاقتصادية، ولعل المشهد المذهل، الذي سنراه، يرتبط بالحقيقة التي تقول، إن مابعد الحرب، أصعب من ذات الحرب"، يضيف أبو طير.