لاجئ على مسافة .. الو
حمل عبد الرحمن (9 اعوام) في رحلة اللجوء الممتدة بين قرية الجيزة الدرعاوية والأراضي الاردنية قصاصة من الورق كتب عليها رقم تلفون والدته التي سبقت العائلة في رحلة اللجوء حاملة على عاتقها مهمة إيجاد منزل.
كتب على ذات القصاصة رقم تلفون والده الذي ما زال في القرية متأهباً للجوء.
الطفل الذي لجأ مع شقيقين يصغرانه طاف المنطقة العسكرية الاردنية في الذنيبة الحدودية، المقابلة لقرية حيط السورية باحثاً عن اتصال هاتفي يلم شمل من لجأ من العائلة.
على رأس قصاصة الورق يختفي الطفل تحت كلمات خطها متقمصا دور الرجال، كتب " الألم جزء من الحياة، من لم يتألم لم يعرف معنى الحياة بعد...".
قلق عبد الرحمن بدد للحظة عندما اتصل صحفي تواجد في الجولة التي نظمتها القوات المسلحة الأردنية لوسائل الإعلام الى المنطقة الحدودية، برقم التلفون المُدون.
بلهفة، صرخ الطفل عندما جاء صوت انثوي من الجانب الاخر " امي انا عبود، انا عبود"، غير ان القلق عاد سريعاً، عندما اكتشف ان الرقم خطأ.
رقم تلفون الوالدة، كان حائراً في جزء منه بين( 7) و (4)، بعد ان ثبت ان خيار( 7) خطأ، اعيد الاتصال بالرقم (4) فكان الحظ عاثراً ايضاً، الرقم مغلق حالياً.
تكرر الاتصال مراراً والنتيجة ذاتها،عندما هبط الليل، اختفى عبد الرحمن بين جموع اللاجئين الذي جمعوا لنقلهم الى مخيم الزعتري، على أمل ان يتحقق لم الشمل مصادفة هناك.
هو كما المئات الذين يصلون يومياً، تنقلهم سيارات الجيش السوري الحر، لتنزلهم في المنطقة الحدودية ليتولى الجيش الاردني مواصلة المهمة.
في الوادي السحيق يتجمع اللاجئون ويبدأن رحلة صعود المرتفع المتعرج، فيما تقوم سيارات الجيش الاردني بنقل الأطفال، النساء، المرضى وكبار السن.
لا تنفي قيادة حرس الحدود اﻷردنية حجم العبء المتزايد على كوادرها مع تزايد تدفق أعداد اللاجئين السوريين ، الذين تجاوز عدد القادمين منهم عبر الشيك الحدودي حتى صباح الخامس عشر من أيلول الجاري ، 71 ألف لاجيء ، بينهم 1931 عسكري و1450 مصاب.
قائد حرس الحدود العميد الركن حسين الزيود، قال " يصلون من خلال 15 نقطة حدودية غير رسمية"، وبحسبه فأن 40 في المئة من اللاجئين من الاطفال، مقابل 32 في المئة من النساء و28 في المئة من الرجال.
جدد الزيود تأكيده بان حماية الحدود اﻷردنية مع سوريا التي تمتد على مايزيد على 370 كيلومترا ، باتت هاجسا لدى حرس الحدود، لاسميا مع تكرر الاختراقات التي وصفها بالبسيطة حتى اللحظة.