في ندوة لراديو البلد: مشاركون في إربد يستبعدون انخراط الأردن بحرب برية في سورية
استبعد مشاركون في ندوة لراديو البلد يوم السبت انخراط الأردن بحرب برية في سورية في ظل التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة.
الكاتب المختص بالحركات الإسلامية مروان شحادة استبعد خلال الندوة التي أقيمت في محافظة إربد تحت عنوان "سيناريوهات انخراط الأردن بحرب برية في سورية"؛ دخول الأردن بحرب برية هناك؛ حيث برر شحادة كلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني لموقع CNN العربيّ بأن الأردن مستعدة للتعامل مع أي تطورات على الحدود.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أكد جاهزية القوات المسلحة على الحدود الشمالية مع سورية للتعاطي مع أي تداعيات إثر الانسحاب.
"الأردن منذ اليوم الأول للأزمة السورية كان واضحاً في موقفه بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة وما زال مستمر به" يقول شحادة.
واستبعد شحادة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية على المدى القريب، حيث لا يزال المجتمع الدولي يعترف بالنظام السوري، على حد قوله.
وحول دور "تنظيم داعش" في المنطقة، وتأثيره على الأردن، استبعد شحادة أي عمليات أمنية للتنظيم خارج إطار الحدود السورية في الأيام القادمة.
"التنظيم غير قادر على توجيه ضربات؛ فالبيئة الحاضنة لداعش بدأت تنقلب عليه، عدا عن وجود خلافات داخلية في صفوف التنظيم، وهو لا يشكل في المدى المنظور خطورة على الأردن لبدء انحساره في المناطق التي يسيطر عليها" يقول شحادة.
انخراط الأردن بحرب برية في سورية؛ هو ما استبعدته أيضاً الناشطة والمحامية ثروت الحلواني، مؤكدة أن دخول الأردن بحرب برية ضد سورية أمر غير وارد، معتبرة أن الانسحاب الروسي من الأراضي السورية ما هو إلا بداية لحل سياسي سلمي على الأراضي السورية.
وفي قراءة تبعات إعلان روسية لسحب قواتها العسكرية من سورية، يؤكد رئيس مجلس شورى جمعية جماعة الإخوان المسلمين قاسم الطعامنة أن ما جرى كان متفق عليه أثناء "الاتفاق النووي الإيراني"؛ حيث تم الاتفاق في الغرف المغلقة على حل قضايا المنطقة ومن ضمنها قضية التنظيمات الارهابية.
"التدخل الروسي كان مرسوماً ومتفقاً على أهدافه التي لم تخرج في مجملها عن إضعاف أطراف المعارضة وليس القضاء عليها، وتثبيت النظام السوري الذي كان في موقف حرج" يقول الطعامنة.
ويضيف الطعامنة أن النتيجة تحققت بتحقيق الهدف الرئيسي وتثبيت الهدنة باتفاق أمريكي روسي، مرجحاً استمرارها في جنيف باتفاق يفضي لمرحلة انتقالة قد تتضمن وجود الأسد ولو مؤقتاً.
وتوقع الطعامنة تكثيف الجهود للقضاء على التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "تنظيم داعش" بعد الانسحاب الروسي.
ولم يستعبد مشاركة الأردن بحرب برية للحفاظ على حدوه؛ فيما إذا كان هنالك قرار دولي.
سيناريو تقسيم سوريا والمنطقة
إعلان انسحاب روسيا من الأراضي السورية مؤخراً؛ رآه البعض بداية لمرحلة حل سياسي قد يتكرس في نجاح محادثات جنيف؛ فيما ينظر البعض الآخر بأنه مرحلة جديدة لبداية تقسيم المنطقة بالمجمل وسورية تحديداً، وهو ما قد ينعكس على الأردن بشكل أو بآخر؛ فما يحصل في الساحة السورية هو "إعادة تقسيم جديد للمنطقة لما هو مقسم" كما يؤكده الكاتب مروان شحادة.
"المشكلة لا تكمن في "تنظيم داعش" فقط؛ والمشكلة تكمن بوجود صراع استعماري دولي وإقليمي على تقسيم العالم العربي لإضعافه أكثر فأكثر" يقول شحادة.
المحامية ثروت الحلواني أوضحت بدورها أن تقسيم المنطقة وارد؛ إلا أنه إذا تم فهو يكمن في "مصلحة إسرائيل"؛ وأن تم تقسيم المنطقة سيؤثر على الأردن بشكل واضح.
فيما استبعد الدكتور قاسم طعامنة إعادة تقسيم المنطقة؛ "لا حاجة لإعادة تقسيم المنطقة، فهو خيار كان وارد قبل الربيع العربي إلا أنه ومع الربيع لا حاجة للتقسيم وفقاً للتوازنات الدولية".
تداعيات "خلية إربد"
الدكتور قاسم الطعامنة أوضح أن توقيت "خلية إربد" جاء بعد الحديث في المنطقة عن "وجود خيار حرب برية على داعش" وتوقعات بدور للأردن بها؛ فجاءت تلك العملية الاستباقية في ذلك التوقيت من أجل إحداث فوضى على الساحة الأردنية بما يحول من إقدام الأردن بانخراط بحرب برية في سورية.
بدورها أكدت المحامية ثروت الحلواني أن التنظيم أُضعف لكن الأردن ما زال مستهدف لقربه من سورية، وما حدث في إربد يستدعي أخذ الاحتياطات، "فالخلايا النائمة تخرج فجأة".
وكانت الأجهزة الأمنية داهمت أماكن في إربد بما يسمى "خلية إربد" نتج عنها استشهاد الضابط الرائد راشد الزيود، وكانت الأجهزة استبقت المداهمة بحملة اعتقالات شملت نحو 13 شخصا من الذين يشتبه بعلاقتهم مع تنظيم "داعش".
فيما عبر الحضور عن رفضهم الكامل لأي مشاركة أردنية بحرب برية في سورية.
هذا ونظم راديو البلد منذ عام 2010 وحتى الآن ما يزيد عن 60 فعالية في محافظات المملكة.