فيضان الصرف الصحي في المفرق بسبب اللجوء السوري.. عنوان يجافي الحقيقة

فيضان الصرف الصحي في المفرق بسبب اللجوء السوري.. عنوان يجافي الحقيقة

أثار تقرير صحفي نشرته صحيفة يومية على موقعها الإلكتروني في الرابع عشر من الشهر الحالي، انتقادات رواد منصات التواصل الاجتماعي عندما حمل عنوان "فيضان مياه الصرف الصحي في المفرق بسبب اللجوء السوري"، ما اعتبروه مجافاة للحقيقة ونوعاً من خطاب الكراهية.

ومن التعليقات التي أرفقت صورة من الخبر على منصات التواصل الاجتماعي "بعد أن تسبب اللاجئون السوريون بانتشار مرض السرطان في لبنان، يتسببون الآن بفيضان مياه الصرف الصحي في الأردن..."، ومن التعليقات أيضا "تم بالفعل إيقاف هذا الخبر المصاغ بطريقة غير مهنية وغير إنسانية،  لا زلت أريد الإيمان بأن الصحيفة التي رأس تحريرها صحافيون كبار لا يزال فيها من يستطيع إيقاف مثل هذا".

واستقي العنوان من تصريح أدلى به مدير سلطة مياه المفرق لمندوب الصحيفة في المحافظة، وقال فيه ""أن فيضانات مياه الصرف الصحي داخل شوارع المحافظة سببها الضغط الكبير الذي تواجهه الشبكة بسبب الكثافة السكانية العالية التي سببها اللجوء السوري".

وعادت ذات الصحيفة في موقها الالكتروني ونسختها الورقية، في ممارسة إيجابية، إلى تصويب العنوان ليصبح "فيضان المجاري في المفرق بسبب الضغط السكاني وسوء الاستخدام"، بعد مطالبات بتحري الدقة والحيادية والنزاهة في نقل الأخبار بعيداً عن التحريض والكراهية، على أن متن الخبر احتفظ بتصريحات مدير سلطة مياه المفرق.

ووفق تقديرات رسمية، فإن مجموع اللاجئين السوريين في محافظة المفرق يبلغ نحو 300 الف لاجئ سوري، منهم 75 ألفا في مخيم الزعتري الذي يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم.

وقال رئيس تحرير صحيفة الرأي طارق المومني في حديثه مع "أكيد" أن "التقرير وصل من مندوب الصحيفة في المفرق والذي اختار أن يجعل جزءاً من تصريحات الأشخاص المعنيين في هذا الشأن عنوانا للتقرير، وأبقى محرر الموقع الإلكتروني عليه دون أي تغيير".

ويضيف المومني "وصلتني عدة اتصالات حول هذا التقرير ومباشرة طلبت حذفه من الموقع وإعادة نشره صباح اليوم في الصحيفة الورقية بعنوان وصيغة جديدتين، حيث أبقينا على السبب المذكور هو الكثافة السكانية واللاجئين السوريين جزء منها لكنهم لا يعتبرون السبب الوحيد، بوجود تقصير في الخدمات من قبل الجهات الرسمية".

كما نشر في ذات الصحيفة اليوم 15 تشرين الأول رسم كاريكاتيري يتضمن حوارا بين شخصين، الأول يسأل "ولا نقطة مطر، ليش؟" في استفسار عن غياب هطول الأمطار، ليجيب الأخر "اللاجئين السوريين"، وذلك للإشارة بأسلوب تهكمي على إلقاء اللوم بكثير من الأمور على اللجوء السوري دون البحث والتقصي حول الأسباب الحقيقية واستيضاح الحيثيات.

وطور مرصد "أكيد" مجموعة من المبادئ المهنية الاساسية في تغطية أي قضية، منها أن تقوم التغطية على الحقائق الصلبة، وهذا ما يفتقر إليه قسم كبير جدا من تغطيات اللاجئين السوريين، فهي تقوم بشكل أساسي على الشكوى من أعباء اللاجئين، وتحميلهم مسؤولية تردي الخدمات في مختلف القطاعات، لكنها لا تدعم ذلك بحقائق.

كما يجب أن تكون التغطية منصفة، في وقت تتواصل فيه الشكوى من أعباء اللاجئين وتربطهم بما يكاد يكون في معظمه مظاهر لتردي الخدمات في البلاد، والضغط على الموارد الشحيحة، فهي تغفل الإشارة إلى أي أثر إيجابي لهم في محيطهم الجديد.

كما قدم "أكيد" عددا من التقارير بخصوص خطاب الكراهية الموجه نحو اللاجئين السوريين، نذكر منها: خطاب الكراهية يعلو صوته: أخبار العمالة السورية في تغطيات إعلامية ‘ الانتهاكات المهنية أدوات لإنتاج -خطاب كراهية-.. تغطية اللاجئين السوريين نموذجا ، عام 2015 تحت المجهر.. الإرهاب وخطاب الكراهية وأزمة اللاجئين.

أضف تعليقك