فعاليات الأول من أيار: يا عمّال الأردن تفرّقوا !

فعاليات الأول من أيار: يا عمّال الأردن تفرّقوا !
الرابط المختصر

يبدو جليّاً أن الدعوة التي أطلقها مؤسس الفكر الشيوعي كارل ماركس قبل أكثر من 165 عاماً بتوحّد العمّال كونهم الطبقة الأساسية في المجتمع، لازالت لا تلاقي أي صدىً بين العمال أو حتى القوى اليسارية في الأردن، على الرغم من التجارب العملية المتعددة لهم بالتعامل مع الشارع العمّالي.

 

يوم الأول من أيار الذي تم إفراده مع نهاية القرن التاسع عشر للاحتفال بالعمّال، والذي من المفترض أن تدعو فيه القوى العمالية للتوحد لتحقيق المطالب العمّالية وتحسين ظروف العمل، أصبح على الساحة الأردنية مثالاُ للانقسامات السياسية خاصة بين أطياف اليسار والجهات الممثلة للعمّال.

 

ثلاثة فعاليات مختلفة المكان وجهة التنظيم تحمل ذات العنوان والهدف من المنوي إقامتها يوم الجمعة إحياءً لعيد العمّال، جمعتهم الأهداف وفرّقتهم الأطر السياسية وآلية العمل.

 

اتحاد النقابات المستقلّة الذي يكافح كي يفرض ذاته في ظل رفض النقابات العمالية والمهنية المرخّصة قبل الرفض الحكومي، دعا لمسيرة يوم الجمعة تنطلق من أمام مجمع النقابات المهنية باتجاه رئاسة الوزراء، والتي تدعو لحرية العمل النقابي في القطاعين العام والخاص ورفع الحد الأدنى للأجور وإصلاح شامل لقانون العمل.

 

رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة عزام الصمادي قال لـ"عمان نت" أن هدف المسيرة الأساسي هو "التأكيد على حرية التنظيم النقابي لكل القوى والقطاعات العاملة"، وهي رسالة موجهّة للحكومة الأمر الذي يرتبط رمزياً مع سير المسيرة الى دار رئاسة الوزراء.

 

ويرفض الصمادي أن يكون هنالك أي طابع حزبي في الفعالية الموّجهة للعمّال وحقوقهم، مما جعل النقابات المستقلة ترفض المشاركة سوية بفعالية ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية.

 

ولا يخفى على المتابع للفعاليات الثلاثة مشاركة حزب الوحدة الشعبية في فعالية النقابات وغياب نشاط أفراد الحزب في التنسيق لفعالية ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، ما يعني أن هنالك شرخاً جديداً في الائتلاف طال حتّى عيد العمّال.

 

فعالية ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية أصبحت أمراً شبيهاً بالتقليد السنوي منذ أربعة سنوات ويهدف إلى إعادة الحضور لأيار ومطالبه وللخطاب الطبقي على الطاولة السياسية للأردن، وهو أمرٌ لم تنجح فيه الأحزاب منذ بداية هذا التقليد حتّى اليوم.

 

وتتمل الفعالية بمسيرة للائتلاف تنطلق عصراً من أمام ساحة المسجد الحسيني باتجاه ساحة النخيل.

 

ويعتبر الائتلاف حسب عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي عمر عواد أنه لا بد من إحداث تغيير حقيقي في بنية الدولة الطبقية وانحيازها إلى عامة الناس في سياساتها الاجتماعية والاقتصادية لحل ظواهر الفقر والبطالة العنف المجتمعي.

 

كما يؤكد عوّاد أن الائتلاف منفتح على كافة القوى في الشارع، وفتح حوارات متعددة مع الأطر الشعبية الأخرى لتوحيد الفعالية في يوم العمّال، لكن لم يوفّق الائتلاف بذلك.

 

قوتان شبابيتان تتصارعان على مسمى "اتحاد الشباب الديمقراطي الأردني"، كلتاهما طرحت فكرة مستحدثة للأول من أيار، حيث عملت القوة التي توصف بالاهتمام بشكل أكبر بالهوية الوطنية الأردنية على نقل الفعاليات إلى المحافظات ودعت إلى فعالية "عيد العمال في ذيبان...يوم للمعطّلين عن العمل".

 

ويعتزم المشاركون "التضامن مع خيمة المتعطلين عن العمل في ذيبان، والتركيز على مطالب لواء ذيبان بالإضافة الى المطالب الوطنية العامة" وفقاً للناشط مهدي السعافين.

 

وحسب السعافين فإنهم لم يقوموا بالتنسيق مع القوى الأخرى، آخذين على عاتقهم الذهاب إلى المناطق المهمشة والخروج من الفعاليات الشكلية إلى التفاعل مع شرائح المجتمع في المناطق النائية.

 

أما القوة الأخرى المتحدثة باسم اتحاد الشباب الديمقراطي الأردني والأكثر قرباً من الاتحاد العالمي، فقد عدّلت على المطلب الذي رفعته حركة الثماني ساعات التي كانت السبب الأساسي في تخفيض ساعات العمل الى 8 وقيام النقابات العمالية.

 

الشعار الجديد الذي سيرفعه الاتحاد في مسيرة ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية هو 6 ساعات من العمل 8 ساعات للنوم و10 ساعات للتعليم والثقافة والترفيه، الأمر الذي يحتاج إلى الكثير والكثير من الجهد لتوحيد القوى العمالية التي يجب أن تطالب بهذا المطلب بداية.

 

الأمر الذي يكثر رصده وانتقاده في مسيرات وفعاليات عيد العمال سنوياً، هي غياب العمّال أصلاً عن هذه الفعاليات، حيث تتحول إلى فعاليات نخبوية وشعاراتية لا تمت لواقع العمّال بصلة.

أضف تعليقك