- خبير جنائي يشكك بالرواية الأمنية..

أظهر شريط فيديو التقُط سرا لجثة المواطن "صدام سليمان متعب البواب البزايعة " في محافظة معان، وجود سحجات وإصابات اعتبرها خبير جنائي بـ"غير العرضية" وإنما تتفق وان تكون ناتجة عن الأصفاد المعدنية.

في ضوء الشريط الفيديوي الذي حصلت "عمان نت" على نسخة منه (نتحفظ عن نشره نظرا لاحتوائه على صور الجثة)، قام الخبير الجنائي بتحكيم الحالة في ضوء ما أظهره التصوير،  قائلا  بأن "الكدمة المستعرضة في متوسط العضد الأيمن وكذلك الكدمات في مؤخرة الظهر والإصابة في مؤخرة العنق، والسحجات المستعرضة في مؤخرة الركبة اليسرى، والعديد من الكدمات في الكاحلين، لا تتفق في موقعها وتوزيعها على الجسم أن تكون ناتجة عن السقوط من علو،  بل هي غير عرضية والكدمات والسحجات في الرسغين تتفق وان تكون ناتجة عن الأصفاد المعدنية"..

وتابع الخبير الجنائي "لعمان نت"" أن "الإصابات في الكاحلين لا يمكن النفي أنها ليست ناتجة عن التقييد، أما باطن القدمين فقد تم التركيز على تصويرهما إلا ان وضوح الصورة غير كافٍ".

لكن الخبير الجنائي سجل عدة ملاحظات تتعلق بمتانة التصوير والتقليل من اعتباره دليلا واضحا بالنسبة للمحكمة، قائلا: وضوح التصوير والإضاءة ليست جيدة، ولم يتم تصوير الجانب الأيسر من الجثة، ومن غير المستطاع ربط الإصابات الخارجية بسبب الوفاة دون الاطلاع على توثيق مهني محترف للإصابات  داخل أحشاء وعظام المتوفى".

وأضاف الخبير الجنائي، "استخلاص هذه المعلومات من الفيديو لا تصلح لأن تكون دليلا في المحكمة، فعلى الرغم من أنه رأي حقيقي إلا انه مقيد بالمحددات المتعلقة بالنوعية غير الجيدة للتصوير وللإضاءة غير الكافية ولعدم تصوير كامل أنحاء الجثة، وغياب المعلومات عن الإصابات داخل أحشاء وعظام الجثة".

وكان عدد من رجال الامن العام قاموا بمداهمة عدة مناطق داخل قصبة معان من بينها منزل الشاب " صدام البواب " الذي تم اعتقاله على اثرها هو واثنين من اخوانه. واعتبر ذوو صدام بأنه توفي في ظروف غامضة بعد تأثره باصابات تم نقله على اثرها لمستشفى الجامعة الأردنية لكنه توفي فيما بعد.

وأدعى ذوو صدام بتعرض ابنهم للتعذيب من قبل عناصر من الامن العام،  مستشهدين بأثار التعذيب الموجودة على اجساد اخوانه الذين كان قد تم القاء القبض عليهم مع اخيهم , بانتظار ما سيسفر عنه تقرير الطبييب الشرعي والرواية الامنية للحادثة  الذان  لم يصدرا  لغاية الان، وفق حديثهم لوسائل إعلام.

أشقاء الراحل صدام، اعتبروا في لقاء قام به أحد شهود العيان بأن شقيقهم صدام تعرض للتعذيب والضرب الذي أدى فيما بعد إلى وفاته وأسهبوا في شريح ملابسات الاعتقال والضرب خلال تقييده ما أدى إلى وفاته.

كما أظهرت مجموعة صور قام بنشرها موقع "منشور" وجود تخريب لمنزل ذوي صدام في منطقة "سكن كريم لعيش كريم" قام بإرسالها لهم أحد أشقاء المتوفى قائلا للموقع "الصورة تتكلم، وسيعرف الأردنيون جميعاً ماذا حدث في منزلنا من قبل قوات الدرك".

الطب الشرعي: وفاة طبيعية

ورفض ذوو الشاب في مدينة معان الاعتراف بنتائج تقرير الطب الشرعي، الذي جاء فيه " إن وفاته طبيعية"، مطالبين بفتح تحقيق موسع بالحادثة للوصول الى كافة المعلومات المتعلقة بوفاته.

الأمن: وفاة نتيجة الإعياء

المركز الإعلامي في مديرية الامن العام، أشار في بيان صحفي أصدره في السابع عشر من حزيران، إلى أن "قوة امنية قامت فجر الاثنين بتفيش منزل احد المطلوبين في مدينه معان بعد العثور على بصماته داخل احد المنازل المسروقة، وأن المطلوب (صدام) وفور مشاهدته للقوة الامنية صعد الى سطح المنزل وقام بالقفز عن الطابق الاول محاولا الفرار إلا ان القوة الامنية تابعته وألقت القبض عليه،  وأثناء سوقه الى مديرية الشرطة ظهرت عليه علامات الاعياء حيث استدعيت كوادر الدفاع المدني وقاموا بإسعافه الى اقرب مستشفى".

وتابع المركز الاعلامي انه "وبعد وصول الشخص المطلوب الى المستشفى بفترة فارق الحياة وتم تحويل جثته الى الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة وفتح تحقيق في القضية". واكد المركز الاعلامي ان تحقيقا خاصا بوشر في القضية للوقوف على كافة ملابساتها.