عجائب الزرقاء السبع "المنسية"

عجائب الزرقاء السبع "المنسية"

تحتضن محافظة الزرقاء "سبع عجائب" أثرية بعضها لا يزال يحير العلماء والباحثين، لكن الإهمال و"النسيان" الرسميين لها جعلاها مجهولة للكثيرين، سواء مواطنين أو زوارا سائحين.

 

البروفيسور محمد وهيب، وهو أحد أبرز علماء الآثار الأردنيين، يدلل على حال الإهمال تلك بعدم وجود ولو مكتب يتيم لهيئة تنشيط السياحة سواء في بيرين (غرب المحافظة) والأزرق (شرق)، واللتين تضمان كنوزا أثرية لا تكاد تحصى وليس لها مثيل في أي مكان آخر.

 

وكشف وهيب، الذي يعود إليه فضل اكتشاف مغطس المسيح وعدة مواقع أثرية مهمة في الأردن، عن مبادرة يجري التحضير لها بغرض ملء الفراغ الناجم عن عدم بذل الجهات الرسمية الجهد المطلوب في الترويج للكنوز الأثرية في الزرقاء، وغيرها المتناثرة على امتداد المملكة.

 

وقال إن "النية تتجه لإطلاق مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي للتصويت على أهم الأماكن الأثرية في محافظات المملكة، ومن ضمنها الزرقاء، ليصار إلى اعتمادها كمعالم بارزة وكعجائب مميزة، لتحفيز المواطنين والسياح على زيارتها".

 

وفي ما يتعلق بالمواقع الأثرية في الزرقاء، والتي عمد في ضوء خبرته الواسعة إلى تصنيف بعضها باعتبارها "عجائب"، فقد أوضح وهيب، وهو أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية، أن في مقدمتها موقع حضارة "الودعة"، والذي يعد "أكبر المواقع الأثرية في منطقة الشرق الأوسط".

 

وأوضح وهيب أن هذا الموقع كان مستوطنا من قبل أضخم حضارة أسسها الإنسان الأول، والتي يرجع تاريخها إلى عشرة الآف عام قبل الميلاد (العصر الحجري الأول)، وكانت منطلقا للحضارة إلى كافة أرجاء العالم.

 

وقال إن المعالم التي اكتشفت في الموقع الموجود قرب نقطة التقاء واديي الزرقاء والظليل ويمتد نحو  كيلومتر، تضم بيوتا دائرية ومربعة ومستطيلة، وجدرانها مغطاة بالجص (قصارة) وملونة من الداخل.

 

وأضاف وهيب أن العجيبة الثانية تتمثل في أول محاولة بشرية على سطح الكرة الأرضية لرسم خارطة السماء وأبراجها، والموجودة في قبة الحمام الساخن داخل "قصير عمره" الأموي في صحراء الأزرق، مؤكدا أن "هذه العجيبة أذهلت العلماء الغربيين، بحيث وقفوا أمامها مشدوهين".

 

أما العجيبة الثالثة، فهي التي تجلت لدى اكتشاف "أقدم معابد عرفتها البشرية، وأقدم تماثيل على شكل إنسان صنعتها يد بشر، وأقدم درج في العالم، وأقدم شارع في العالم"، وذلك جنوبي الرصيفة من جهة منطقة عين غزال في عمان.

 

وأوضح وهيب أن هذه الاكتشافات فندت الكثير من النظريات السالفة، وبينت أن "البشرية عرفت النظام الهندسي والتطوير الحضري، والذي يجري طبقه تأسيس الشارع أولا ثم الأبنية على جوانبه، من خلال إنسان العصر الحجري الحديث الذي عاش في وادي الزرقاء منذ ثمانية الآف عام قبل الميلاد".

 

وقال بفخر "يقال لنا أن الرومان علمونا الشوارع، والتي منها شارعي ديكومانوس والكاردو (في جرش)، كلا، الذي علمنا الشوارع هم أجدادنا قبل ثمانية الآف عام، وتلك الشوارع الموجودة عند بدايات الرصيفة شاهد على ذلك".

 

وتابع وهيب أن العجيبة الرابعة هي المحمية المائية في واحة الأزرق، والتي "يبلغ طول جدرانها عدة كيلومترات، ويقع جزء كبير من مسطحاتها تحت شوارع ومنازل السكان الحالية ودون أن ينتبه إليها أحد".

 

وتحل خامسا في ترتيب وهيب لعجائب الزرقاء، ما تعرف بالمصائد المائية في الأزرق، والتي وصفها بأنها "مصائد غريبة وتعتبر لغزا محيرا للعلماء والباحثين"، يلي ذلك حوض نهر الزرقاء الذي يعد عجيبة بذاته، حيث تضم جنباته نحو 500 موقع أثري كل منها عبارة عن حضارة، كحضارتي الرحيل والبتراوي، والأخيرة تعود إلى أربعة الآف عام قبل الميلاد.

 

وسابعة العجائب هي أحفور اكتشف مؤخرا في منطقة الرصيفة، وهو لما يوصف بأنه أضخم طائر زاحف في العالم يبلغ عمره 70 مليون عام، وتصل مساحة انتشار جسمه نحو 120 مترا مربعا.

 

 

أضف تعليقك