"عبدة الشيطان" بعيون ذوي الطلبة

"عبدة الشيطان" بعيون ذوي الطلبة
الرابط المختصر

منذ تاريخ 12-3-2013 والطلاب الخمسة المتهمون بما يسمى "عبدة الشيطان" في جامعة آل البيت، يقبعون في سجن إربد. في وقت يطالب ذويهم بعدالة الحكم على أبنائهم معتبرينهم ضحايا حرية الرأي والتعبير.

اللون الأسود في اللباس، طول الشعر وطريقة التسريحة، ونوعية الأغاني التي تستمع إليها كلها أدلة كفيلة لأن تدان عليها بتهمة “عبادة الشيطان” رغم أنه لا يوجد في القوانين هذه التهمة لكن المدعي العام كيفها على أنها "إزدراءٌ للأديان" بالنسبة لطلبة آل البيت الخمسة، هذه النقاط رددها ذوي الطلبة في لقاءات منفردة أجراها "عمان نت" معهم.

يتحدث ذوو الطلبة عن جوانب في حياة أبنائهم، الذي بعضهم شارف على إنهاء دراسته الجامعية كحال “عامر ورينا” والبعض الآخر في بداية حياته الجامعية كحال “بدر” الذي لم يمض في حياته الجامعية سوى خمسة شهور فقط.

غير أن القضية الأخطر حسب وصف الأهالي، كان المذنب فيها هو الإعلام الذي ساهم في تكريس “الوصمة الاجتماعية والتشهير بحق أبنائهم” ليظهر الطلبة ضحايا المجتمع وكذلك داخل جامعتهم”، وهذه القضية بحقيقها كانت “محض افتراء وتطاول على حرياتهم”، كما يقول لنا والد الطالب شامل.

ينظر الأهالي بكثير من الأمل إلى آخر جلسة استماع أمام قضاة محكمة أمن الدولة لشهود الخبرة من ضباط الأمن العام، التي من المقرر عقدها الأحد، منتظرين فرصة الإفراج عنهم ولو بكفالة.

والدة الطالب عامر أحد المتهمين، تؤكد أن مسلك ابنها خلال أربع سنوات في الجامعة، منضبطا لم يدخل في مشاجرات أبدا أو أي شكل من أشكال ما تردد عنه من تصرفات غريبة بات الكل ينسجها عليهم.

"ما استمعنا له من شهادات الطلبة ضدهم تؤكد بأن أبني والطلبة الآخرين بريئيين، ولم يمزقوا القرآن الكريم أبدا"، تقول والدة عامر الذي بدى صوتها مختلطا مع بكاء خلال المقابلة الهاتفية، وتتابع "اذا كان التوقيف والحدث بناء على طول شعرهم ولباسهم فالمجتمع جميعه مدان على ذلك، أنا حزينة جدا".

تنظر والدة عامر للطلبة الخمسة على أنهم ضحايا جامعة آل البيت، وتأمل من القضاء الأردني أن ينصفهم لتخلص في قولها “لا أريد لابني العودة إلى الجامعة مرة ثانية”.

وفي حال مشابه، يؤكد شقيق الطالب سامر بأن شقيقه لا يمت بصلة بأي من الأفعال التي أداعها طلبة الجامعة أو ما وجهت له عند المدعي العام. "ما تعرض له سامر هو عملية همجية من طلاب يفترض بهم قادة مجتمع وبنُاته لكن بمجرد الشك يتم الهجوم عليهم وضربهم، هذا أمر مدان ومستهجن على إدارة الجامعة حيث كانت هناك نية مبيتة لقتلهم".

يتابع الشقيق قوله بأن سامر "مؤمن ومواظب على الصلاة دائما، أما ما تم ترديده حول وجود مصحف ممزق، فمن حق الدولة محاسبة المتسببين، لكن الطلبة الخمسة لا علاقة لهم".

يبدي شقيق سامر استغرابا من إدانة الطلبة بناء على لون اللباس وطريقة تسريحة الشعر أو سماع الأغاني، "هل هذه إدانة؟ أنا لا استطيع استيعاب الأمر".

والد الطالب شامل المتهم، يرى في كل عموم الحدث باللعبة المدروسة والمبيت لها ضد الطلبة الخمسة، “لا علاقة لأبنائنا بعبدة الشيطان، ببساطة تهمتهم انهم يسمعوا أغاني الروك، والمجتمع بأكمله يستمع لها”.

ويضيف “هل شعر الشاب إذا كان طويلا هو إدانة، أنظر كم عدد الطلبة ذوي الشعر الطويل في كافة الجامعات، ثم ماذا يعني اللون الأسود في الجامعات، وهل أصبح الشك يقينا ويسجنوا عليه أبنائنا، هل هناك قانون يمنع ارتداء اللباس الأسود أو الشعر الطويل أو سماع الأغاني؟ اذا كان هناك قانون على أولادنا المحاكمة”.

وفي نفس السياق، أبدى والد الطالبة رينا صدمته من كل إجراءات الملف، ويقول “القضية بنيت على الشك، ولا يوجد على أبنائنا أي ممسك أبدا، كل ما في الأمر هو كيدية وتصفية حسابات ضحيتها الأولاد”.

“ما حصل إلا تجربة صعبة نمر بها. فما يتعرض له أبنائنا هو مهزلة بكل ما تحمله الكلمة”، يقول والد رينا الذي لام إدارة الجامعة على الطريقة غير الحضارية في التعامل مع الملف، “ما الذي نفهمه من استدعاء الأمن الوقائي لإلقاء القبض عليهم، عمل ليس مبررا أبدا، وحمايتهم باستدعاء الأمن واعتقالهم أمر لا نبرره على الإطلاق”.

على المستوى الشخصي، يعبر والد الطالب بدر عن معاناة الأسرة كاملا والأم تحديدا منذ اعتقاله، "لم نوفر جهة إلا ولجأنا لها، نحن متيقنون بأن بدر بريء، لا علاقة له أو باقي زملائه بكل ما تم نشره في وسائل الإعلام أو ادعاه الطلبة داخل آل البيت”.

ويتابع والد بدر “ببساطة دمرت حياة ابني وباقي الأربعة التعليمية وأحوالهم النفسية سيئة للغاية، أما أبني فيعاني من ربو ومشاكل في قلبه”.

أهالي الطلبة الخمسة، اتفقوا على أن جامعة آل البيت كان عليها مسؤولية مرفقية في التعاطي مع ملف أبنائهم والانتصار لبراءتهم، معتقدا أكثرهم بأنها ليست المستقبل الأفضل لأبنائهم في حال خرجوا من السجن وعادوا إلى حياتهم الجامعية.

في نظرة على شهادة طلبة آل البيت وبعض الأساتذة حول القضية، تقول المدافعة عن الحريات العامة لين خياط، بأن الملف بُني على “ظنيت اعتقدت وأتصور حيث كلها شهادات أقوال غير واضحة وسطحية، والطلبة الذين كانوا يدلون بشهادتهم يشي وضعهم وكأنهم أخذوا جانب المدافع عن الإسلام رغم أن القضية لم تصل لهذه المرحلة”.

أما مجموعة الصور الموضوعة في ملف التحقيق من صور لفرق موسيقية، تعلق الخياط أنها “صور عامة قد تكون مأخوذة من المحلات وهي وثائق لا تثبت الجرم المتهمين به”.

تقنع الخياط وهي محامية متمرسة بأن إشكالية القضية تكمن باستنادها على مبدأ الشك والاشتباه وهو خرق لمبدأ دستوري واضح في التعديلات في أن الشك يفسر لمصلحة المتهم. لائمة الخياط جامعة آل البيت على تعاملها مع كل الملف.

وتوضح الخياط أن ثمة مبدأ قانوني له علاقة بالتعويض الذي لا يتم عن طريق الدولة وبالتالي الدولة غير مسؤولة، لكن الجامعة عليها تحمل جزء من المسؤولية وتحديدا عند الطلبة الذين اضروا بالطلبة، فضلا عن وسائل الإعلام التي ساهمت في تكريس الصورة النمطية بحق الطلبة وجعلهم مدانين، وهذا يحتاج إلى إعادة تقييم مدى الضرر الذي لحق فيهم، ومن حقهم على الجامعة والمجتمع بتعويضهم.

وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش، طالبت السلطات الأردنية بضرورة إطلاق سراح الطلبة الخمسة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من اعتداءات أخرى. كما يتعين على السلطات محاسبة كل من شارك في هذه حملة التصيّد هذه وارتكب أعمال عنف. لا ينبغي أن ينعم هؤلاء بالحرية بينما يقبع الآخرون وراء القضبان".

كما يتعين على السلطات فتح تحقيق في بعض التصريحات، ومنها تلك التي صدرت عن شيخ سلفي معروف، التي تدعو إلى قتل الطلبة، ومحاكمة كل شخص عبّر بطريقة فيها تحريض مباشر على قتلهم.

أضف تعليقك