عاصفة غبار و"رؤيا"

عاصفة غبار و"رؤيا"
الرابط المختصر

ماجد توبة: انزلاق الحوارات إلى المس بالوحدة الوطنية

 

إبراهيم القيسي: "لوثة إعلامية" حول قضية القناة وبرنامجها

 

رحيل غرايبة: تغير سياسي هائل مرافق للتغير المناخي

 

 

مع انحسار موجة الغبار عن سماء المملكة، لا تزال "عاصفة" قناة رؤيا وأحد برامجها الذي تم إيقافه بسب تضمنه لما قيل إنه يخدش الحياء العام، مثارة، لا بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، حيث امتدت إلى أعمدة الرأي والمقالات في الصحف اليومية.

 

 

الكاتب إبراهيم القيسي، يعقد مقاربة ما بين عاصفة الغبار الجوية، و"الغبار" على شبكات التواصل الاجتماعي وسائل إعلام، بما سبب "لوثة إعلامية"، حول قضية القناة وبرنامجها، "بكلام فيه من الغبار ما يفوق المتلبد في سماء عمان".

 

 

وينتقد القيسي متهمي القناة ممن لا يعرفونها، مع تأكيده لعدم متابعته شخصيا لها، مع تسجيل احترامه وزيادته لها "حين يكون أداؤها منسجما مع القوانين والأعراف والأخلاق الأردنية"، دون اتهامها.

 

أما الكاتب ماجد توبة، فيرجح عدم انتهاء الحملة "القاسية" ضد قناة رؤيا، خلافا للتوقعات بانتهاء عاصفة الغبار التي لم تكن أقل قساوة من "العاصفة" التي هبت ضد القناة.

 

ويشير توبة إلى ما اتسمت به الجدالات حول القناة، من نمطية التفكير بالتعاطي مع القضايا العامة، والذي ينتهي في مربعات الإقصاء واستباحة الآخر.

 

ويضيف الكاتب أن الحوارات التي أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتسمت بغياب الأسئلة المحورية: إن كانت "رؤيا" قد أخطأت في برنامجها محل الجدل، وهل أساءت لقيم ومقدسات المجتمع، لصالح الانزلاق إلى مساحات "إثارة الكراهية والمس بالوحدة الوطنية، واغتيال مؤسسة إعلامية مهمة".

 

ورغم إقراره بحق منتقدي القناة الرافضين لمضمون الفقرة الساخرة مثار الجدل، إلا أن توبة، يؤكد في الوقت نفسه، على ما قام به مجيشو الرأي العام ضد البرنامج والقناة، من "التضليل".

 

ويتساءل الكاتب إن كان بالإمكان تناول قضايا الإعلام والبرامج التلفزيونية، وقضية ما يبث للأطفال، بهذا المنهج من "الحوار" والطرح.

 

أما الكاتب رحيل غرايبة، فيسترجع الذاكرة إلى أيام حصاد الزيتون بعد منتصف أيلول، بما يصحبه من "شتوة الزيتون"، والذي جاء هذا العام مغبرا فوق العادة، حيث أصبح الجو محملا بآلاف الأطنان من الغبار الأصفر الكثيف الذي يكاد يحجب الرؤية.

 

ويقارب غرايبة ما بين ما تشهده المنطقة من تغير عميق وواسع على صعيد المناخ، وما تشهده من تغيرات هائلة على صعيد السياسة، والتي تجتاح المنطقة دولاً وشعوبا ومجتمعات، بما يشكل إرهاصات نحو مرحلة جديدة تتغير فيها الأرض ومن على الأرض.

 

ويذهب الكاتب إلى القول إن "التغير المناخي العميق المترافق مع التغير السياسي الإقليمي الهائل، يجب أن يحدث أثرا أكثر عمقاً في النفوس والعقول، من أجل امتلاك الاستعداد النفسي الكبير لتقبل النقلات الواسعة على صعيد إحداث تغييرات شاملة في كيفية التعامل مع الأحداث السياسية الكبيرة".

 

ويشدد غرايبة على ضرورة عدم فقدان القدرة على توجيه البوصلة بشكل دائم نحو حفظ الوطن، وتفويت الفرصة على المحبطين واليائسين، والغارقين في حمّى القتامة والسوداوية.