طلبة في "الهاشمية" يقرعون جرس انذار حيال اساءة استخدام المضادات الحيوية

طلبة في "الهاشمية" يقرعون جرس انذار حيال اساءة استخدام المضادات الحيوية
الرابط المختصر

مكّنت المضادات الحيوية البشرية من دحر أمراض طالما فتكت بالملايين كالطاعون والكوليرا وغيرها، لكن ما نشهده حاليا من شيوع إساءة استخدامها، بات يهدد جديا بافقادها فاعليتها، وبما قد يتيح عودة أشد قوة للجراثيم المسببة لتلك الأمراض.

 

والمضادات التي يعود اكتشافها بصورتها الحالية إلى أربعينيات القرن الماضي، هي عبارة عن مواد طبيعية أو مشتقات بعض تلك المواد مما لها القدرة على قتل أو تثبيط نمو البكتيريا المسببة للأمراض الجرثومية المختلفة.

 

وفي وقتنا الراهن، أصبح التعريف يشمل العقاقير المصنعة التي لديها هذه الخاصية.

 

وفي مسعى لمنع تحولها من نعمة إلى نقمة، أطلق طلبة من الكليات الطبية والعلمية في الجامعة الهاشمية مبادرة لا تزال مستمرة منذ العام 2013، من أجل التوعية بمخاطر إساءة استخدام المضادات، ونشر الوعي بافضل سبل التعاطي معها.

 

ويتركز نشاط المبادرة التي تحمل عنوان "مجتمعي خال من سوء استخدام المضادات الحيوية"، في عدد من المستشفيات الخاصة، بحسب مؤسسها كمال حجاوي، وهو طالب دراسات عليا في كلية العلوم الطبية المساندة بالجامعة.

 

وهي لا تستهدف المواطنين فحسب، كما يوضح حجاوي، بل وأيضا الأطباء والصيادلة والعاملين في حقل التمريض، والذين لا يخلو الأمر من إساءة بعضهم التعامل مع المضادات.

 

يقول الطالب الذي يدرس في تخصص العلوم الطبية المخبرية، إن مسيرة المبادرة منذ إطلاقها لم تكن معبدة بالورود، حيث أنها واجهت ولا تزال مصاعب يتمثل أبرزها في أن إساءة استخدام المضادات "منتشرة على صعيد كافة شرائح المجتمع".

 

وأوضح أن الناس الذين بإمكانهم حاليا الحصول عليها بسهولة من الصيدليات ودون وصفة طبية "يقاومون فكرة تنظيم استخدامها وعدم صرفها إلا عن طريق طبيب مختص".

 

وأيضا أشار حجاوي إلى عقبة لا تقل أهمية وتتمثل في "بعض الجهات المستفيدة ماديا من وراء عشوائية صرف المضادات"، والتي قال إنها "حتما سوف تقف دون انتشار المبادرة".

 

وفي ما يتعلق بتعاطي الجهات الرسمية مع مبادرته، فقد شكا من أنها "لا تتبنى الأفكار والمشاريع على شاكلة مبادرتنا باعتبار أن الموضوع بحاجة إلى جهود كبيرة وعميقة هي ليست مستعدة لها"، مبينا أنه "لأجل ذلك اخترنا أن نعمل مع إحدى مستشفيات القطاع الخاص لنشر الفكرة".

 

وقدم حجاوي عرضا لمنجزات المبادرة قائلا "كان النشاط الأول في عام 2013، واقتصر على توعية مراجعي المستشفيات حول الطريقة الصحيحة لاستخدام الأدوية والمضادات، وكذلك توعية الأطباء والصيادلة، وقد استخدمنا طرق الحديث المباشر وتوزيع النشرات الإعلامية واللوحات الطبية المعلقة على الحائط".

 

وأضاف "كنا نقدم نصائح مباشرة للمرضى الذين يحصلون على مضادات حيوية إبان مراجعتهم للمستشفيات حول كيفية تناول الدواء، وضرورة الانتباه لتاريخ انتهاء الصلاحية على العبوة، ومن الرسائل أيضا أن يفهم المواطنون أن فيروس الرشح مثلا لا يعالج بالمضادات وأنه في هذه الحالات يكفي تناول المصاب السوائل وبعض المسكنات".

 

وأشار حجاوي إلى ان المبادرة نفذت كذلك أنشطة توعوية في الجامعة الهاشمية، شملت محاضرات علمية وتوعوية متنوعة حول مخاطر إساءة استخدام المضادات.

 

وتابع أن المبادرة كانت تسعى عبر أنشطتها إلى التحذير من أن الإفراط في استخدام المضادات "يؤثر على قدرة الجسم على الاستفادة منها عندما يكون بحاجتها فعلا عند إصابته بميكروب، حيث يصبح مضطرا لتناول مضاد أكثر قوة لمحاربة البكتيريا المسببة للمرض".

 

ومع مرور الوقت ازداد عدد المشاركين في فريق المبادرة حتى بلغ 25 طالبا من الكليات الطبية في الجامعة، الأمر الذي قال إنه أتاح التوسع في أنشطتها التي ظلت متركزة على مراجعي المستشفيات الخاصة، وبالتعاون مع إداراتها، بهدف الوصول إلى مجتمع خال من سوء استخدام المضادات الحيوية.

 

ولفت حجاوي إلى أن فريق "المبادرة يتلقى تدريبات مكثفة على أيدي أطباء من تخصصات مختلفة لزيادة مهاراته في تقييم الحالات الطبية وما يتناسب معها من مضادات حيوية، إضافة إلى متابعته كل جديد في عالم الأدوية والمضادات".