سيرة موظفة بنك تحولت الى لاجئة في الزعتري

سيرة موظفة بنك تحولت الى لاجئة في الزعتري
الرابط المختصر

"كنت أعمل موظفة في البنك المركزي السوري فرع درعا، وكان حالي أفضل من كثيرين، وما حل بي كان هروبا من قتل وترويعي، لأجد نفسي مهجرة بحثا عن ملجأ لنبقى أحياء".

في قرية داعل قضاء محافظة درعا، كانت تقطن السيدة جميلة (٤٣ عاما) وأبنائها الثلاثة وتعمل على إعالتهم لكن القصف الذي شهدته القرية والذي كان على أشده في تموز وآب الماضيين دفع جميلة إلى قرار اللجوء غير الشرعي إلى الدولة الأقرب لها وهي الأردن.

أواسط آب الماضي قررت جميلة اللجوء وطفلين لها مع إبقاء ابنها الكبير عند شقيقتها المقيمة في درعا المدينة نظرا لظروفه الصحية التي تمنعه من اللجوء. الآن وبلحظة تفكير بما حصل معها تشعر جميلة أنها وقعت لاجئة وأسيرة في خيمة أثقلتها الأتربة داخل مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق شمال شرق المملكة.

تطرق جميلة عمدان الخيمة بمطرقة بصلابة امرأة اعتادت الحياة مع أولادها دون زوجها الذي طلقها قبل عامين، تطرق عمدان الخيمة لتثبيتها أمام اهتزاز دائما بفعل رياح الزعتري.

تجد المرأة اللاجئة داخل مخيم الزعتري تحديا أكبر في مواجهة بيئة صعبة تزيد من صعوبة الحياة وهنا تقول جميلة أن اللاجئة التي تتحمل مسؤولية أطفالها تراكم من تعقيدات لجوءها، "إذا صبرت وتحملت المآسي واللجوء المر فكيف لأطفالنا تحمل ذلك اللجوء صعب مهما كان الأمر ميسرا".

لا تملك جميلة أدوات التغيير لكنها تعمل بما هو مستطاع على جعل بيئة الخيمة التي تقيم فيها وطفليها بيئة صديقة لهما، تقول: "اقوم يوميا بغسل أرضية الخيمة وتثبيتها لتواجه اهتزازات الرياح الشديدة”.

غالبية من النساء

تشكل النساء وأطفالهن الغالبية داخل مخيم الزعتري الذي وصل عدد اللاجئين فيه إلى ٣٠ ألفا، في وقت تعمل المنظمات الدولية على التخفيف عن اللاجئين من خلال تنفيذ برامج ونشاطات من شأنها التخفيف عنهم.

تقع خيمة جميلة بجانب كرفانات بدأت بإقامتها الحكومة الأردنية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تنظر جميلة إلى الكرفانات من باب أنها قد تشكل "حلا مؤقتا" للإقامة لكنها وأمام ذلك تستذكر منزلها في داعل وتقول "كان لدي منزلا وحديقة والعودة إليه قريبة".

ممثل مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن اندرو هاربر كان قد أوضح لصحيفة الغد مؤخرا عن إدراكهم معاناة المرأة اللاجئة ومن هنا أوصت المفوضية بإيفاد عناصر أمنية من النساء "لتسهيل الأمر على اللاجئات، اللواتي يتحفظن في الحديث عن اي مشاكل يواجهنها عندما يتعاملن مع رجال".

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ترى أن المرأة اللاجئة تواجه تحديا أكبر وصعوبات أكثر من اللجوء من حيث تحديها لتبقى أسرتها متماسكة.

سبق وأن خصصت المفوضية في العام 2002 يوما للاحتفال باللاجئة وذلك لما اعتبرته في إعلان رسمي آنذاك بأنها الأكثر تواجه الكثير من الصعوبات.

وتعهدت المنظمة الأممية بتحسين الحماية الجسدية والقانونية للمرأة ولا سيما وقاية اللاجئات من الاعتداءات الجنسية.

وتقدر المنظمة الدولية حوالي 08 ٪ من النازحين في العالم من النساء والاطفال، ومن هنا صوتهن يجب ان يسمع وان يتمكن من تنمية كل ما لديهن من طاقات حتى يتم الاعتراف كلياً بدورهن.

تنذر دوما المنظمات الحقوقية من خطورة الحروب على الإنسان وما تخلفه من للاجئين ونازحين ووقعها المضاعف على المرأة تحديدا الذي ينحصر دورها بداية في الأمومة ورعاية أطفالها. وبهذا تعمل منظمات على تطوير خبرتها لتتعامل طواقمها في بلدان العالم مع اللاجئات تحديدا من منطلق مختلف من كونها عضو في عائلة.

وكانت المفوضية صرحت بأنها معنية بدعم استقلالية المرأة اللاجئة من خلال تسجيل للاجئات بأسمائهن في سجلاتهم ليصبحن اكثر استقلالية بدلا من جعلها فردا في سجل عائلة لاجئة مقيدة باسم الزوج.

للمزيد،