سلوكيات تحيل المدافئ لأدوات موت
لم يكد الموسم الشتوي بالحلول، ولو متأخرا، حتى بدأت الأنباء بالتواتر حول إصابات، وحالات وفاة، نتيجة للاستخدام الخاطئ للمدافئ على أنواعها، وعدم اتخاذ احتياطات السلامة العامة، رغم انتشار الإرشادات التوعوية حول الاستخدام السليم لها.
ومنذ بدء المنخفض الجوي الأخير، سجلت حالتا وفاة لطفلين يبلغان من العمر سنتين وأربع سنوات، إثر استنشاقهما للغازات المنبعثة من مدفأة الكاز في منطقة الهاشمي الجنوبي.
فيما أصيب 6 أشخاص بضيق في التنفس، 3 منهم إثر استنشاقهم الغازات المنبعثة عن حريق ناجم عن تسرب غاز من خرطوم مدفأة الغاز لديهم، فيما كانت إصابة الآخرين نتيجة استنشاقهم للغازات المنبعثة من مدفأة كاز.
الرائد إياد العمر من المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني، يوضح أن حالات الاختناق تنجم عن استنشاق أول وثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عملية الاحتراق في المدافئ، وذلك في حال عدم وجود تهوية مناسبة.
ويؤكد العمر على ضرورة القيام بإجراء الصيانة الدورية للمدافئ بكافة أنواعها، إضافة إلى وجود التهوية المناسبة للمنزل بين الحين والآخر للتخلص من الغازات الضارة.
كما يجب عدم تعبئة المدافئ بالوقود وهي مشتعلة، والتأكد من إطفائها أثناء النوم، وعدم استخدامها خلال الاستحمام، وهو ما يتسبب بحوادث الاختناق، فضلا عن تفقد الخراطيم الخاصة بمدافئ الغاز، والتأكد من صلاحيتها لعدم التسبب بتسرب الغاز منها.
أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور نذير عبيدات، يشير إلى وجود نوعين من حالات الاختناق أو التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون، الأول هو التسمم الحاد، والناجم عن استنشاق كميات كبيرة من الغاز، وتتمثل أعراضه بالإحساس بالدوار، وعدم التركيز، والارتباك وتشوش الذهن، إضافة إلى الصداع ، وخلل وظائف الجهاز العصبي المركزي والقلب، مما يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
أما النوع الثاني، فهو للتسمم البطيء، والذي يرفقه ضعف عام بالجسم وعدم التركيز، مشيرا إلى ضرورة إطفاء المدافئ وتهوية الغرف لتجديد الأوكسجين قبل النوم، لتجنب الاختناق والتسمم.
نشرات توعوية، ورسائل إعلامية لم تكن كفيلة لتغيير سلوكيات وممارسات خاطئة لدى استخدام وسائل التدفئة، والتي ذهب ضحيتها خلال العام الماضي 29 وفاة و486 إصابة ما بين بالغة ومتوسطة وبسيطة .