سائقو التاكسي في الزرقاء ينتفضون ضد "الطبع" الجديدة

سائقو التاكسي في الزرقاء ينتفضون ضد "الطبع" الجديدة
الرابط المختصر

تستعد شوارع الزرقاء لاستقبال 250 سيارة تاكسي إضافية قررت هيئة تنظيم قطاع النقل العام منح تراخيصها لثلاثة مكاتب جديدة، في خطوة اعتبرها أصحاب وسائقوا التاكسي في المحافظة ضربة لمصدر رزقهم.

وقد نفذ عدد من أصحاب وسائقي التاكسي احتجاجات بعضها أمام مبنى المحافظة ومجلس النواب، للمطالبة بالغاء تلك التراخيص، أو "الطبعات" كما هو دارج، والتي يقولون أنها صرفت من أجل منفعة متنفذين.

وجاء قرار الهيئة منح التراخيص الجديدة التي ترفع عدد سيارات التاكسي في الزرقاء الى 1200 وعدد المكاتب إلى 25، بعد دراسة قالت أنها أجرتها وأظهرت حاجة المحافظة لمزيد من سيارات التاكسي الصفراء.

لكن المحتحين يرفضون هذا التبرير، ويؤكدون أن شوارع المحافظة لا تتسع لمزيد من سيارات التاكسي.

ولم تصدر أية تراخيص جديدة لسيارات تاكسي في الزرقاء منذ أكثر من عشر سنوات، الأمر الذي حول الطبعات الموجودة إلى تجارة مربحة بلغت فيها الأسعار مستويات قياسية وصلت أحياناً إلى 30 الف دينار للطبعة الواحدة.

وتمنح الطبعة لأصحاب التاكسي وفق شروط محددة ومقابل رسوم اعتيادية، لكن العديد منهم يلجأون إلى المتاجرة بها بعد حصولهم عليها.

ضمان وكساد

وكثير من اصحاب سيارات التاكسي لا يعملون عليها، بل يقومون بتشغيل سائقين وفق ما يعرف بالضمان، وهو أجرة مقطوعة يفرضها صاحب السيارة على السائق، وتترواح معدلاتها بين 20 و30 ديناراً في اليوم.

ويضطر السائق للعمل ساعات طويلة من اجل تحصيل قيمة الضمان وثمن وقود السيارة، قبل أن يبدأ بجني نصيببه من العمل.

كما أن معظم السائقين العاملين على التاكسي لا يتمتعون بالتأمين الصحي أو الضمان الاجتماعي.

ويشكو وليد شلش، وهو سائق يتضمن سيارة تاكسي، من أنه يضطر إلى العمل من السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً حتى يتمكن من توفير قيمة الضمان وبعدها قوت يومه.

ولا تقتصر الشكوى على السائقين، بل تشمل أيضاً أصحاب التاكسي أنفسهم، ومنهم أحمد الزواهرة الذي يقول أن زيادة أعداد التاكسي ستتسبب في كساد عمله وتراجع مردوده.

ويضيف الزواهرة، وهو متقاعد ويعمل على سيارته، أن هذه الزيادة ستضاعف من صعوبة وفائه بمتطلبات حياة اسرته خاصة وانه لا يزال يدفع اقساط السيارة بواقع 464 دينارا شهريا، فضلا عن رسوم الترخيص والتامين المرتفعة.

وكما يؤكد الزواهرة، فهو يضطر أحياناً لانفاق راتبه التقاعدي بسبب تراجع العمل حالياً، متسائلاً عما سيصبح عليه الحال بعد دخول السيارات الجديدة حيز الخدمة.

يوسف ابو النجا صاحب تاكسي ويعمل عليها، وكان من ضمن من شاركوا في اعتصام رافض لقرار منح الطبع الجديدة، يؤكد من جانبه أن قرار منح الطبع الجديدة لم يأت لخدمة الزرقاء، بل مصلحة متنفذين في المحافظة.

وكانت بعض السيارات التي منحت الترخيص قد بدأت بالعمل حتى قبل أن تحصل على اذن المزاولة الذي يؤهلها لذلك، وهو ما عزز الشكوك حول قرار منح التراخيص ودفع أصحاب وسائقي التاكسي للاعتصام أمام المحافظة للمطالبة بوقفها.

بين نقابتين!

وأثر هذا الاعتصام، قامت المحافظة بمخاطبة هيئة قطاع النقل التي أكدت أنها لم تمنح بعد اذن المزاولة لهذه السيارات، بحسب ما يوضحه نائب المحافظ ومتصرف لواء الزرقاء محمود الدحيات.

وقال الدحيات أنه بعد مخاطبة الهيئة "تبين وجود ثلاث مكاتب حاصلة علي الترخيص المبدئي، لكن لم تحصل علي كتاب موافقة مزاولة المهنة. وقد خاطبنا مدير الشرطة لإيقاف عمل جميع السيارات التي لم تحصل علي الموافقات النهائية".

وعلى ما يتضح، فإن الاحتجاجات التي نفذها اصحاب وسائقو التاكسي، وخصوصا الاعتصام أمام مبنى المحافظة، كانت بغير مساندة أو رضا من نقابة العاملين في النقل البري والميكانيك.

حيث أكد مدير مكتب النقابة في الزرقاء موفق شتية أنه لم يتم التنسيق معهم قبل تلك الاحتجاجات، معتبراً أن من نظموها تصرفوا "على راسهم" وبدوافع شخصية على حد تعبيره.

وعلى النقيض، فقد وقفت النقابة المستقلة لسائقي السيارات العمومي بقوة مع المحتجين، وتبنت كافة مطالبهم ومن ضمنها اقالة مدير هيئة تنظيم قطاع النقل البري جميل مجاهد؛ "لعدم عدالته".

ومن جانبها، رفضت هيئة تنظيم قطاع النقل الاتهامات لها بمحاباة اشخاص بعينهم في قرارها زيادة اعداد سيارات التاكسي، مؤكدة ان دورها تنظيمي ورقابي بالدرجة الاولى.

وقال الناطق الاعلامي باسم الهيئة سعد العشوش ان "دورنا تنظيمي ورقابي بالدرجة الاولي علي وسائط النقل العام،.وقد تبين أن بعض المحافظات كانت بحاجة لمكاتب تكاسي وتمت الموافقة بعد دراسه شملت مسح كافة المناطق والمحافظات".

مطالب أخرى

وفي كافة اعتصاماتهم التي نفذوها سواء امام مبنى المحافظة او في مجمع الزرقاء الجديد او امام مجلس النواب وغير ذلك من المواقع، كان اصحاب وسائقو التاكسي يحملون معهم حزمة مطالب الى جانب مطلبهم وقف ترخيص السيارات الجديدة.

ومن تلك المطالب الغاء وسيلة الاتصال التي تريد الهيئة توفيرها في سيارات التكسي واعادة النظر في الاجور التي يعتبرونها مجحفة، وتفعيل دور السير بمنع السيارات الخصوصي من منافستهم في العمل وايجاد اليه مناسبة.

كما طالبوا بتوقيع المكتب على عقد عمل لسائق التكسي تضمن حقوق الطرفين وبالزام شركات التامين بالعودة الى الاتفاقية القديمة والغاء رسم الاربعين دينارا التي يدفعها التكسي عند وقوع الحادث و16 بالمئة ضريبة مبيعات.

ومن مطالبهم ايضا منع شركات التامين من صرف قطع مستعملة للسيارات التي تتعرض للحوادث والغاء الكفالة الماليه التي تقدم لهيئة تنظيم قطاع النقل في حال تاخر ترخيص السيارة .

وفي المجمل، فان قضية اصحاب وسائقي التاكسي لا تحظى باي تاييد في اوساط مواطني المحافظة، والذين يعانون بسبب رفض سائقي التاكسي تشغيل العداد ومبالغتهم في قيمة الاجرة، وتصرفهم بانتقائية عند تحميلهم للركاب ورفضهم التوجه سوى للمناطق التي يختارونها هم انفسهم.

هذا عدا عن ما يصفونه بعدوانية السائقين وتصرف الكثير منهم بجلفة مع الركاب اضافة الى عدم اكتراثهم بقواعد السير ما يعرض الركاب والمشاة والسيارات لاخطار حقيقية.

أضف تعليقك