زواج الأقارب... مواصلة انتاج الاعاقة
لا يتردد موسى الغراغير (40 عاما ) في الحديث عن الخلل الجيني الذي تتوارثه عائلته وكان سبباً في إصابة 80 فرداً من عائلته بصرية شديدة .
ويرجح الغراغير الذي يقيم في الشونة الجنوبية ان السبب الرئيسي لتوارث الاعاقة التي وصفها بالقديمة هو زواج الأقارب يقول "بين عام 1975 و 1980 كان عدد المصابين بهذه الاعاقة في عائلتنا نحو 20 فرداً ، لكن اليوم العدد وصل 80 مصاباً".
في العام 1994 قام الديوان الملكي بدعم دراسة لتحديد المشكلة الرئيسية لدى العائلة و تطلبت اجراء فحوصات طبية للمدة ستة شهور في المستشفيات الحكومية تبين بعدها ان الخلل في الجين 17 يسبب الإعاقة، حسب ما يقول الغراغير " لعمان نت".
ويتابع بعد الدراسة صدر تقرير طبي تم تسليمه لوزارة الصحة التي يحملها الغراغير مسؤولية بعد اتخاذ اجراءات لحل المشكلة، غير انه يؤكد ان المشكلة تكمن بالتوقف عن زواج الاقارب داخل العائلة.
يدعو وزارة الصحة الى اصدار تعليمات تمنع الزواج بين الاقارب الذين تنتشر بينهم الامراض الوراثية.
مشرفة برامج التأهيل في جمعية بيت سليم في الشونة الجنوبية امل العدوان تؤكد ان 75 بالمئة من اسباب انتشار الاعاقة في لواء الشونة الجنوبية تعود لانتشار زواج الأقارب، حسب دراسة اجرتها الجمعية.
تقول " يوجد عائلات تعاني من اعاقات بنسب كبيرة جدا عرفت بتوارث انواع معينة من الاعاقات حتى وصلت حد نسبة المرض للعائلة ".
توضح العدوان " السبب الرئيسي لاستمرار زواج الاقارب يعود للعادات و التقاليد التي يتمسك بها المجتمع" وتؤكد فشل جهود التوعية التي تقوم جمعيات المجتمع المدني في الحد من انتشار الظاهرة.
رئيس قسم الثلاسيميا في مستشفى البشير الدكتور باسم الكسواني يدعو المقبلين على الزواج لإجراء الفحوصات الطبية، كما يدعوهم الى وقف الزواج في حال كانت نتائج الفحوصات سلبية تشير الى احتمال الاصابة بأمراض وراثية.
وحسب الكسواني يوجد في وزارة الصحة مديرية خاصة لتثقيف و الاعلام الصحي، تقوم بإصدار النشرات التوعية وعقد الندوات المتنوعة، مشيرا الى حاجة المديرية لتعزيز التواصل مع المواطنين خاصة عبر وسائل الاعلام.
وحول دور زواج الاقارب في ارتفاع نسب الاصابة بالإعاقة، اشار الناطق باسم
وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط الى ان بعض الدراسات اثبتت ان لا علاقة لزواج الاقارب بالإعاقة، داعيا المؤسسات البحثية الى اجراء المزيد من الدراسات حول زواج الاقارب وعلاقته بالإعاقة.