دلالات السياج الإسرائيلي على الحدود الأردنية

دلالات السياج الإسرائيلي على الحدود الأردنية
الرابط المختصر

لم يجد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موافقة حكومته بالشروع بإنشاء السياج "الأمني" على الحدود الجنوبية مع الأردن، صدى لدى الجهات الرسمية باستثناء تصريحات "مصادر" خاصة، حول عدم مساس الجدار بالسيادة الأردنية، مع التأكيد على الموقف الأردني من توصيف أراضي الضفة الغربية كأراض تقبع تحت الاحتلال.

 

أما الكاتب حلمي الأسمر، فيطرح في مقال له عدة تساؤلات، فيما يتعلق بدلالات البدء ببناء الحاجز الحدودي، وإن كان الجانب الإسرائيلي يخشى من حركة نزوح "عكسية"، رغم الحراسة التي تتمتع بها خطوط "الهدنة"، أم أنها عقلية "القلعة" التي دفعت إلى إنشاء سلسلة جدران حول إسرائيل.

 

ويشير الأسمر إلى حالة عدم الاهتمام لدى المسؤولين الحكوميين في الأردن، مقابل حالة من السخط النيابية التي استطلعها الكاتب، مع عجزهم حيال القرار الإسرائيلي.

 

ويرى الكاتب بأن هذه الخطوة الإسرائيلية لا تتعلق بما هو قائم من حالة استقرار للحدود مع الأردن، وإنما "بما سيكون، أو يُتوقع أن يكون، وهو ما يدفع مسؤولي الكيان الصهيوني إلى القلق، وترجمة هذا القلق إلى فعل، وقرار، وميزانيات، ثم شروع في العمل".

 

ومع غياب "الاهتمام" الرسمي الأردني، يلفت الأسمر إلى ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، بأن بناء الجدار يأتي في ضوء التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" والمخاوف من محاولات تسلل آلاف اللاجئين السوريين والعراقيين إلى إسرائيل.

 

كما يتساءل الكاتب عبد الله المجالي، إن كان الإسرائيليون بدؤوا يقلقون من جهة حدودهم الشرقية التي كانت آمنة طيلة 45 عاما، وإن كان ذلك تشكيكا في قدرة الأردن على حماية حدوده الغربية، سواء من تدفق إرهابيين أو لاجئين تجاه الغرب.

 

ويؤكد المجالي أن مثل هذا التشكيك، إن وجد، "سيضر بسمعة السلطات الأردنية التي ضبطت أطول حدود عربية مع الكيان الإسرائيلي".

 

أما الكاتب طارق مصاروة، فيسترجع التاريخ ليرى أن إسرائيل دأبت منذ إنشائها على خرق حدودها التي لم تكن تريد أن تتحول إلى حدود دائمة، نظرا لأهدافها التوسعية في دول الطوق.

 

ويشير مصاروة إلى اختلاف الموقف الأردني من الجدران والأسيجة الإسرائيلية التي تقيمها إسرائيل إن كان بين فلسطين المحتلة عام 1948، وأراضي 67، أو الأسيجة الحدودية "الدولية".

 

ويخلص الكاتب إلى القول إن السياج الإسرائيلي الجديد، ليس له علاقة بالأردن، في حال أقيم على حدود الانتداب، مؤكدا في الوقت نفسه إلى رفض السياج المزمع إقامته من البحر الميت على طول نهر الأردن.