خروج بني ارشيد وأزمة الجماعة

خروج بني ارشيد وأزمة الجماعة
الرابط المختصر

 

بعد منتصف ليلة الإثنين، جاء الخبر العاجل عن الإفراج عن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، بعد انتهاء مدة محكوميته في السجن، ليجد الجماعة في حال غير الحال التي تركها عليها قبل غيابه خلف القضبان.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يرى أن "الرجل القوي" في الجماعة والجناح السياسي لها "حزب جبهة العمل الإسلامي"، سيجد أمامه بعد خروجه من السجن، معضلات حقيقية وبنيوية وقعت في الجماعة.

 

ويشير أبو رمان إلى تعويل كثير من شباب الجماعة "المؤيدين للقيادة الحالية" على خروج "الرجل القوي"، وينتظرون موقفه ودوره في أخطر مرحلة تمرّ فيها الجماعة، بل وبدأ يعلن عدد كبير منهم ترشيحهم له ليكون المراقب العام القادم للجماعة، في الانتخابات المتوقعة في الأشهر الأولى من العام الحالي.

 

ويوضح الكاتب أن بني ارشيد، ورغم كونه الشخصية الأكثر قوة في أوساط "تيار الصقور"، إلا أنه ليس صقورياً بالمعنى الكلاسيكي أو التقليدي المعروف؛ فهو من أشدّ "الإخوان" إيماناً بالديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية، بل وأكثرهم مرونة وانفتاحاً على الإعلاميين والسياسيين.

 

 

فـ"صقورية بني ارشيد تتبدّى ليس في الموقف الإيديولوجي ضد الديمقراطية، بل في "رفع سقف" خطاب المعارضة لدى الجماعة ليصطدم بخطوط غير تقليدية، وفي تبنّيه عناوين جديدة مثل الورقة المعروفة التي قدّمها في ذروة لحظة "الربيع العربي"، وهي "من المشاركة إلى الشراكة" في ترسيم الدور السياسي للجماعة، ما اعتُبر طموحاً مقلقاً لأوساط القرار في عمان".

 

ويخلص أبو رمان إلى القول إن "المعطيات التي حكمت مواقف أبي أنس واصطفافاته الداخلية والسياسية، لم تعد قائمة اليوم عموما، والتحديات التي تواجه "الحركة" أكبر بكثير من "الخصومات السابقة".

 

ويلفت الكاتب ياسر زعاترة، إلى ما يجري الهمس به في أوساط الجماعة، بأنهم يعوّلون على بني ارشيد في طرح مبادرة لإخراجها من المأزق الراهن الذي تعيشه منذ ما قبل سجنه.

 

ويشير الزعاترة إلى أن بني ارشيد قد ساهم في مبادرة سابقة كادت تصل بالجماعة إلى بر الأمان لولا أن أجهضها آخرون في اللحظات الأخيرة، وذلك بالتوافق على انتخاب سالم الفلاحات لقيادة حزب جبهة العمل الإسلامي، مع تغيير معقول في قيادة الجماعة.

 

وبعد استعراضه لتفاصيل أزمة الجماعة، يؤكد الزعاترة على أن المطلوب في هذه المرحلة التي تعيشها في معظم أقطارها، هو لملمة الصف واستعادة بعض الدور؛ ولو الدعوي إذا تراجع السياسي، ولن يحدث ذلك من دون أن يتراجع حجم الانشغال بالأزمة الداخلية.

 

ويرى المختص بشؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن خروج بني إرشيد سيساهم في تماسك الجماعة، بسبب قدرته على التأثير في قواعدها