حادثة "أورلاندو".. واستراتيجية مكافحة الإرهاب

حادثة "أورلاندو".. واستراتيجية مكافحة الإرهاب
الرابط المختصر

تزامنت حادثة مدينة "أورلاندو" في ولاية فلوريدا الأمريكية، التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، مع إصدار وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي حول الإرهاب، مع تسارع مجريات الانتخابات الرئاسية هناك.

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يشير إلى أن "ذئبا متوحدا" يضرب من جديد في عملية قتل جماعية، هي الأكبر من حيث عدد الضحايا في تاريخ الولايات المتحدة، وهي الثانية من حيث حجم الخسائر البشرية المترتبة عليها من أحداث الحادي عشر من أيلول.

 

ورغم الغموض الذي لا يزال يحيط بعملية "أورلاندو"، إلا أن منفذها شاب “متعاطف” مع تنظيم "داعش"، عن بعد على ما يبدو، وهو رجل “عنيف” بطبعه، بشهادة زوجته الأولى، يضيف الرنتاوي.

 

ويلفت الكاتب إلى الاعتقاد بأن خطورة “داعش” تزداد كلما اقترب من خط نهايته في العراق وسورية، وعدم اقتصار خطورته في هذين البلدين، فهو يبحث عن أهداف رخوة وعمليات استعراضية في شتى أنحاء العالم، وتحديداً في دول الغرب الكبرى.

 

ويتساءل الرنتاوي إن كان اعتداء "أورلاندو" سينعكس على سياسة واشنطن حيال سورية والعراق والحرب على “داعش”؟ ... وهل من أثر ستتركه على المعركة الانتخابية المحتدمة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟، وهما السؤالان اللذان من السابق لأوانه التكهن بإجابات دقيقة عليهما.

 

أما الكاتب صفوت حدادين، فيرى أن هجوم "ورلاندو"، كان آخر ما ينقص انتخابات الرئاسة الأميركية الملتهبة، لافتا إلى أنه سيؤثر في خيارات الناخبين الأميركيين في العمق و بالتالي في السياسة الأميركية للأربع سنوات القادمة التي غالباً ما ستسلك سلوكاً متشدداً تجاه الإرهاب.

 

فـ"الدول الكبرى لن تنعم براحة البال مادام الشرق الأوسط يحترق و يوماً عن يوم يزداد وقع ما يحدث في الشرق الأوسط إيلاماً في جنبات الكبار".. وستظل الدول الكبرى تجرب استراتيجيات محكوما عليها بالفشل، فالإرهاب سيظل يجتاح العالم و ستأتي لحظة تكون فيها العودة للوراء في الشرق الأوسط أمراً بعيد المنال.

 

فيما يقرأ الكاتب عمر كلاب، انعكاسات الحادثة في الشارع الأردني المحلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن أي دارس لعلم الاجتماع سيقول أن هذا المجتمع الذي يختلف على قضية في "اورلاندو" هو مجتمع خالٍ من المشاكل والصدامات لدرجة استيرادها.

 

كما أن "أي دارس أو مراقب سيعرف تماما أسباب أزماتنا وأسباب تراجعنا على كل المستويات حد التخلف، وسيعرف أننا مجتمع مشلول الإرادة والوعي وأن عضلة اللسان هي العضلة الوحيدة العاملة في الجسد الوطني".

 

تقرير الخارجية الأمريكية

ينوه الكتاب صالح القلاب، إلى ما أورده تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي حول الإرهاب، من سعي الأردن لمواجهة أيديولوجية العنف التي يمارسها تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.

 

إلا أن الكاتب سيجل مأخذا على التقرير، بافتقاده للدقة وانتقاده لحكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور بالاسم، عندما أشار إلى أنَّ استراتيجيته بالنسبة لمكافحة التطرف، التي أعلن عنها في خريف العام 2014، ظلت تعاني من قلة الموارد وبقيت بلا ركائز لتنفيذها.

 

ويؤكد القلاب أن واشنطن تتحمل جزءاً رئيسسياً من هذه المسؤولية، لأن المفترض أنها الدولة الأولى في العالم كله المعنية بهذا الأمر ولأن المفترض أنْ توفر للإردن الإمكانيات المالية التي تساعده على القيام بواجبه في هذا المجال.

 

ويضيف الكاتب بأن "الخارجية الأمريكية" تعرف أنَّ المواجهة مع الإرهاب باتت حرباً كونية، والدليل هو أنه لا تفصل بين الجريمة الإرهابية التي أُرتكبت في «البقعة» والجريمة الإرهابية التي وقعت في أورلاندو في فلوريدا إلا أيام قليلة، وهذا يعني أنه على الولايات المتحدة، حتى تدافع عن نفسها وعن شعبها، ألاّ تبخل على الأردن بالدعم والإسناد وبكافة أشكال الدعم والإسناد.

 

أما الكاتبة جمانة غنيمات، فتذهب إلى عدم الحاجة لتقرير الخارجية الأمريكية، لنعرف أن الاستراتيجية التي وضعتها، قبل عامين، حكومة النسور السابقة، مخبأة في الأدراج، كما لم نكن ننتظر هكذا تقرير ليقول لنا إن الخطة الرسمية لمحاربة التطرف لم تطبق بعد كما يجب.

 

"بالتفصيل، فقد تطلب الأمر في البداية تعيين شخص يتابع، مع فريق عمل، تنفيذ الاستراتيجية، وتم فعلاً اختيار ضابط متقاعد برتبة لواء من الأمن العام. وكان القرار حينها أن يكون مقر الفريق مركز إدارة الأزمات، لكن النتيجة لم تكن طيبة؛ إذ لم تتوفر البيئة المواتية والحاضنة في المركز، فغادر هذا الفريق، قليل العدد أصلاً، إلى وزارة الداخلية".

 

وتضيف غنيمات "لا أدري أسباب الإهمال الرسمي في تطبيق "الاستراتيجية". لكن، هل نملك "ترف" ذلك؟ وكم يجب أن نخسر من أبنائنا قبل إعلان حالة الطوارئ لتنفيذ الخطة الفكرية لمحاربة التطرف والفكر الظلامي؟ وقبل ذلك، ما هي أسباب عدم إعلان مضمون الاستراتيجية، بل والتعامل معها وكأنها أحد أسرار الدولة الخطيرة؟!

 

وتشير الكاتبة إلى ما أظهره  استطلاع غير منشور، من أن 4 % من الأردنيين ممن تزيد أعمارهم على 18 عاما، يعتقدون أن فكر تنظيم "داعش" يمثلهم.

 

و"رغم ذلك، فإن وجود استراتيجية أردنية لمكافحة التطرف، يبقى أمراً إيجابياً ابتداء، بما يعبد الطريق للإعلام للمطالبة بالإفصاح عنها لتكون بين أيدي الناس، وشرحها بشكل يتسنى معه لكل فرد القيام بواجبه"، تقول غنيمات.