تي –شيرت.. مزاج واحتجاج

تي –شيرت.. مزاج واحتجاج
الرابط المختصر

لم تعد جدران المباني وأدراج الطلاب هي المكان الوحيد الذي ينفس من خلاله الأردنيين عن ما يدور في بالهم، ولم يعد البوح مقتصر على تلك العبارات التي تكتب الكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خرابيش على أبواب الحمامات في المؤسسات والجامعات والمدارس.

عبارات كان يكتبها الشباب على أي مساحة بيضاء تتاح لهم دون التوقيع بأسمائهم خوفا من ملاحقة وانتقاد المجتمع لهم ، أصبح هؤلاء الشباب يضعونها على "تي –شيرت" يرتدونه بكل جرأة ووضوح دون خوف من تعليقات المجتمع وانتقاداته.

يرتدي الشباب الأردنيون عباراتهم الأكثر شيوعا في حديثهم والتي تميز لهجتهم أو تلك التي تعكس ثقافة وموروث فني عربي وأردني على "تي-شيرت" عصري مكتوب عليه تلك العبارات بالأحرف العربية أو على طريقة "العربيزي"، الأمر الذي جعل بعض الشباب يعبرون عن هوية عربية تربط الماضي بالحاضر من خلال "تي –شيرت".

البداية

بدأت ثقافة ارتداء "تي-شيرت" بعبارة أردنية تنتشر بشكل أوسع حينما قرر كل من الشابان ميشيل مقدح وتامر المصري عام 2007 انتاج "تي-شيرت" يعبر عن ثقافة عربية مميزة ، بدلا من ارتداء ملابس تكتب عليها عبارات بالانجليزية أو لغة أخرى قد لا يفهمها من يرتديها.

"got jameed " هي أول العبارات التي تم طباعتها وتوالت من بعدها عبارات أخرى من بينها "فستق فاضي، سنفروا بحياتكم، قززتني، معيش أحلق، شقفة ،تكسي البرنس، لتشييك مزارعكم"، وأخرى تقدر عمالقة الفن العربي كصورة أم كلثوم المكتوب عليها "كوكب الشرق"، أو تلك التي طبع عليها صورة فريد الأطرش وعبارة "يا حلاوة الدنيا"، وصورة فيروز واسمها على "تي-شيرت" آخر، بالاضافة الى عبارات أردنية مكتوبة على نفس نسق بعض الماركات العالمية أو على شعارها التجاري.

كما أتاح كل من مقدح والمصري المجال أمام ابداعات الشباب بابتكار تصاميم وعبارات بأفكار شبابية متنوعة ضمن مسابقات بمسميات مختلفة مثل " الأردني وين" لايظهار كيفية العيش في الأردن مبينة بذلك أهم المعالم الثقافية والتراثية والسياحية في الأردن، كما طرحا مسابقة تحت شعار "wow" والتي تهدف الى تصميم "تي-شيرت" بنكهة أنثوية وتم تشكيل لجنة من الفتيات لتحكيم التصميم الفائز ، وكان لـ عمان نصيب بالمسابقة ضمن شعار "عمان-تي" لايظهار عادات وأماكن تعكس عمان وأجوائها، الجائزة ضمن المسابقة لا تقتصر على انتشار فكرة مصممها وحسب انما يحصل على مبلغ مالي مقابل تصميمه الفائز.

ويبدو أن فكرة الـ "تي- شيرت" ذو الخرابيش العربية لاقى اعجابا بين الأوساط الشبابية فكثرة المشاريع التي أسس لها لانتاج "تي – شيرت" بمحتوى ورسومات مختلفة، وهناك من أصبح يطبع عباراته التي تخصه دون انتاج كميات منها وارتدائها كلما كانت حالته الذهنية تشير لما كتب على "تي- شيرت".

سياسي

لم يقتصر محتوى الـ "تي-شيرت" على عبارات مجتمعية وشبابية وحسب، انما امتد ليشمل عبارات سياسية لا سيما في زمن الربيع العربي، فتارة تجد شابا يرتدي عبارة تحي ثوروة تونس ومصر وآخر يرتدي ما يحمل علم الثورة الليبية أو يشجع على اضراب مفتوح في سوريا.

كما ابتكرت مجموعة شبابية أردنية قبل عام شكلا جديدا للاجتجاج بعيدا عن ضجيج المظاهرات وكثرة الشعارات، فصاغوا مطلبهم المتمثل بمحاربة الفساد على "تي-شيرت" أسود ، تم انتاج كميات أخرى منه بأسماء أهم الملفات التي يعتقد بوجود شبهات فساد حولها، وبارتداء تلك "تي-شيرت" يمارس المواطن كافة تفاصيل يومه العادي برفقة الاعتراض على الفساد الأمر الذي يوصل المطلب الى أكبر شريحة من الناس بطريقة تعبير جديدة.

كثير من الشباب اليوم يعبر عن لهجهته تراثه وأهم ما يميز تفاصيل يومه بـ "تي- شيرت" كما يعبر بكل صراحة عن موقفه وتضامنه اتجاه قضايا وطنه، فيبدل ملابسه كما يكتب ما يدور بباله عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

أضف تعليقك