تقرير: الأطفال السوريون يدفعون ضريبة اللجوء إلى الأردن

تقرير: الأطفال السوريون يدفعون ضريبة اللجوء إلى الأردن
الرابط المختصر

تناول تقرير أعدته قناة "DW  العربية" واقع الأطفال السوريين الذين لجأوا مع ذويهم إلى الأردن، وما يدفعونه من ضريبة لهذه الهجرة القسرية من بلدهم والأوضاع الاقتصادية السيئة لأسرهم، حيث يتيهون في ورشات العمل وفي الشوارع كبائعين، ويتعرضون للمخاطر من عنف لفظي وأحيانا جسدي.

يتحمل الأطفال السوريون العاملون في الأردن أعباء جسدية ونفسية في سبيل مساعدة أسرهم الفقيرة المجهرة قسرا من سوريا. وبملامح حزن على وجهه، وبكلمات لا تخلو من حسرة، يقول

أحد الأطفال الذين تناولهم التقرير واسمه زين العابدين أعرب عن تضايقه لعدم تمكنه من الذهاب إلى المدرسة رغم حبه الشديد للدراسة "فهو كان من الأوائل في صفه"، إلا أنه اضطر إلى العمل وتحمل مصاريف أسرته هو وأخوه.

زين العابدين الذي لجأ منذ نحو عام ونصف إلى مدينة المفرق مع أفراد عائلته الخمسة "بمن فيهم والده المصاب" قادما من حمص، يؤكد أنه يشعر بالأسى عندما يرى أقرانه يذهبون لمدارسهم بينما هو يذهب إلى المقهى الذي يعمل فيه ليسمع أحيانا "كلمات مسيئة لا يستطيع الرد عليها مطلقا"، لأنه يفكر بأهله ومصاريفهم.

ويقول زين ذو الخمسة عشر ربيعا إن ما يهون عليه وجود 15 طفلا سوريا من أصحابه يعملون بأعمال قد تكون أصعب من عمله بالمقهى "فمنهم البليط والدهين ومنهم من يعمل في محلات البقالة والألبسة" وغيرها.

وبنبرة فخر في صوته يخلص الطفل السوري إلى القول "أنا أساعد أبي غير القادر على العمل بسبب الإصابة التي تعرض لها في سوريا وأصرف على البيت مع أخي والكل يقدرني ويحترمني".

 وتؤكد رئيسة قسم مكافحة عمالة الأطفال في وزارة العمل شيرين الطيب، أن فرق الوزارة تضبط باستمرار، من خلال زيارات "تفتيشية دورية"، أطفالا عاملين من الجنسية السورية بحيث "يقوم المفتشون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب العمل" وتشير إلى أن مشروعا جديدا فيما يخص الأطفال العاملين من الجنسية السورية ستتم بلورته قريبا.

 وفيما يتعلق بالإساءات التي قد يتعرض لها الأطفال أثناء عملهم تقول الطيب، إنه في حال ثبوت أي إساءة جسدية أو لفظية ضد الأطفال، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية والتي تصل في حال ثبوت ذلك إلى درجة إغلاق المؤسسة للمدة التي يراها الوزير مناسبة.

وينقل التقرير عن مدير السياسات والإدارة الإستراتجية بوزارة التنمية الاجتماعية والناطق الإعلامي باسمها الدكتور فواز الرطروط تأكيده، إن الوزارة تتعامل مع الأطفال الذين يتم ضبطهم وهم يعملون في الشوارع على أنهم متسولون.

ويشير الرطروط إلى أن أن الوزارة ضبطت في الأشهر الخمس الأولى من العام الحالي من خلال 392 حملة 1317 متسولا ومتسولة منهم 30 طفلا سوريا بواقع 21 ذكر و9 إناث.

الأستاذ الدكتور في علم الاجتماع في الجامعة الأردنية والبلقاء التطبيقية حسين الخزاعي يقول إن بعض الأطفال السوريين في الأردن انخرطوا في سوق العمل بأجور متدنية جدا قد لا تتجاوز ثلاثة دولارات في اليوم ولساعات طويلة قد تصل إلى 12 ساعة.

ويؤكد الخزاعي أن بعض الأعمال التي يقومون بها قد لا تناسب مع أعمارهم وبنيتهم الجسمية "فبعضهم يعمل تحت أشعة الشمس في الشوارع"، وبعضهم في الكراجات والبقالات وعند الإشارات الضوئية كبائعين متجولين و"معظمهم ما دون عمر المراهقة وهذه المرحلة تكون مرحلة تكوين جسمي تحتاج إلى الاهتمام والرعاية من الآخرين".

ويشير الخبير الاجتماعي إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من القلق والتوتر والانشغال بقضية الوطن والعودة إليه وبأقاربهم وبأصدقائهم وبيوتهم داخل سورية، خاصة وأن الفضائيات العربية والدولية تسلط الضوء بشكل يومي على الطائرات التي تقصف وعلى الدبابات التي تجتاح وعلى الأسلحة التي يتم استخدامها في سوريا. و"هذا يولد معاناة نفسية كبيرة لهم ويولد أيضا قلقا وتوترا مضاعفا".

 ويقول الخزاعي إن الأطفال السوريين العاملين في الأردن أصبحوا يعانون مثل الكبار و"هذه الفترة من حياتهم ستبقى في ذهنهم ولن تمحى نهائيا" خاصة وأن الذاكرة عندهم قد اكتملت" لكن "هذه الصورة السلبية" قد تنعكس إيجابيا في المستقبل في حال عودتهم لبلدهم عبر تعويض هذه السنوات التي مضت من عمرهم بأيام وذكريات أجمل وبالتالي تجاوز هذا الموضوع بمزيد من الجهد والعمل والتدخل الذهني والاجتماعي.

أضف تعليقك