تساؤلات حول تسهيلات مشاركة ذوي الإعاقة في الانتخابات
لم تلقِ الترتيبات التيسيرية التي أعلنت عنها الهيئة المستقلة للانتخابات والمعنية بمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية استحسان و تقبل الناشطين في هذا المجال, أما السبب فيرجع إلى عدم إلتزام الدورات الماضية بهذه المعايير، الأمر الذي كان سببا للشك في وعد التطبيق لدى الناشطين.
بحسب رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين أحمد اللوزي فإن التقصير يبدأ بعدم إشراك ذوي الإعاقة في وضع قانون الانتخابات الحالي للاطلاع المباشر على أبرز متطلباتهم, بالإضافة إلى عدم توفر بيانات متخصصة بأعداد هذه الشريحة و أماكن تواجدهم.
ويوضح اللوزي أن ذوي الإعاقة البصرية يجهلون العديد من الأمور و الإجراءات المتعلقة في العملية الانتخابية, بسبب عدم توفر منشروات وتعليمات بلغة "برل", رغم أن الجمعية اقترحت على الهيئة تأمين هذه المطبوعات.
ويرى رئيس الائتلاف الوطني لجمعيات ذوي الإعاقة مصطفى الرواشدة أن الانتهاكات بعدم مشاركة ذوي الإعاقة في الانتخابات تكمن بعدم مصداقية تصريحات الجهات المعنية حول الترتيبات المتوفرة لهذه الفئة, مما يدل على التهاون في التعامل مع هذه القضية، وقلة المعرفة في المتطلبات التي يجب توفيرها.
ويضيف، إن نسبة الإشخاص ذوي الإعاقة في الأردن تقدر بـ 13 % من نسبة السكان, وهي نسبة كبيرة، حيث يجب أن يمارسوا حقهم في جميع جوانب الحياة، لاسيما حق الترشيح، وهذا سيشكل فرق واضح في الساحة السياسية.
و يشير المرشح السابق الدكتور سامي حرزالله على أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم جزء مهم في المجتمع، و لهم الحق الكامل في المشاركة بالعملية الانتخابية, إلّا أن القانون الحالي لم ينصف هذه الشريحة بوضع مقعد خاص لهم، يضمن تمثيلهم و تواجدهم تحت قبة البرلمان.
وقال إن وجود شخص من ذوي الإعاقة في البرلمان سيساعد على دعم قضية ذوي الإعاقة من خلال توصيل مطالبهم، وشؤونهم، و مناقشتها بشكل جاد تحت القبة, وهذا يتطلب تكاتف الأشخاص ذوي الإعاقة مع أسرهم لتحقيق ذلك.
هذا أكد رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور خالد الكلالدة في تصريح، أنه تم تهيئة 1484 مركز اقتراع لدوي الإعاقة، إذ تم تحسين البنية التحتية والمرافق الصحية لهم، و بكلفة 5 ملايين دينار.
وبين الكلالدة أنه تم تخصيص 11 مركزا للصم والبكم، و طباعة المنشورات الانتخابية بلغة "بريل" لذوي الإعاقة البصرية، لافتا إلى أن الهيئة طلبت من ذوي الإعاقة البصرية، والصم والبكم، التقدم لتسجيل أسماءهم لتهيئة مراكز اقتراع لهم، غير أنه لم يتقدم أحد.