بعد يوم الاقتراع

الرابط المختصر

 

يتجه الناخب الأردني الثلاثاء، لاختيار ممثليهم في مجالس محافظاتهم وبلدياتهم، فيما كان لعدد من الكتاب قراءاتهم لما يلي العملية الانتخابية.

 

الكاتب جميل النمري، يلفت إلى أن ما سنشهده في اليوم التالي للانتخابات من عدد وافر من الهيئات الجديدة المنتخبة في المحافظات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أحد أمرين:  بلبلة وتزاحم ومناكفات وعبء تنظيمي وإداري ومالي جديد، أو حيوية في المشاركة وتحسن في الأداء وتقدم في التخطيط والتنسيق والتنفيذ.

 

ويضيف النمري "لا يمكن الرهان على نوعية الناجحين فهم سيكونون خليطا من كل شيء وإفرازا مفهوما للواقع الاجتماعي في أغلب الأحيان"، إلا إذا كان لدى الحكومة خطة محكمة لوضعهم على السكة الصحيحة.

 

ويعرض الكاتب ما تضمنته مذكرة وجهها لرئيس الوزراء، من أفكار أبرزها:-برنامج للتدريب وبناء القدرات مخصص لجميع أعضاء مجالس المحافظات، وإيجاد قناة اتصال مباشرة مع رئاسة الوزراء للمجالس التنفيذية ومجالس المحافظات المنتخبة.

 

ويشير النمري إلى ضرورة وضع "دليل عمل" لنائب اللامركزية، حيث يجب وجود هيئة على مستوى اللواء برئاسة المتصرف وعضوية رؤساء الدوائر والمؤسسات العامة.

 

الكاتبة خلود خطاطبة، ترى أن أغلبية الشعب الأردني لا يستوعب بشكل كامل حتى الآن مفهوم اللامركزية، وكيف تعمل، وما هو دورها، وعلاقتها بالمجلس التنفيذي بالمحافظة والدوائر الحكومية الاخرى.

 

و"يجب ان لا تعول الحكومة كثيرا على من سيتم فرزهم من قبل الشعب لتمثيلهم في مجالس المحافظات، من ناحية ادراك دورهم ومهامهم ووظائفهم في الموقع الجديد الذي لم يسبقهم اليه أحد قبل الان".

 

وتتساءل خطاطبة "إذا كان هناك ضعف في الاطلاع على العمل التشريعي في الاردن، رغم عقود من التجارب البرلمانية المختلفة، فكيف يمكن ان يكون حال منظومة اللامركزية خلال العام الاول من تجربتها، وكيف يمكن ان تكون النتائج المتوقعة في الاداء".

 

وتؤكد الكاتبة على أن نجاح تجربة اللامركزية، يتطلب من الحكومة والهيئة المستقلة للانتخابات عدم رفع يدها بمجرد انتهاء الانتخابات وفرز الأعضاء وتشكيل المجالس.

 

وتعتقد أن السنة الاولى من تطبيق اللامركزية كفيلة بالحكم على نجاحها او فشلها، وفي حال تشكلت المجالس وتركت دون متابعة لمعالجة نقاط الضعف اينما وجدت، فقد يكون مصير التجربة الفشل.

 

كما يجب "ان يكون هناك دافع ورغبة ذاتية لدى أعضاء مجالس المحافظات الذين سيتم فرزهم في كل محافظة وخاصة الاجيال الشابة منهم بعد منتصف الاسبوع الحالي، رغبة بتطوير خبراتهم والإصرار على انجاح تجربة اللامركزية الاولى في الاردن"، بحسب خطاطبة.

 

أما الكاتب خالد الزبيدي، فيؤكد أن الخامس عشر من تموز، سيشكل بداية لمرحلة جديدة للاردن، فاللامركزية تعني المشاركة في وضع الخطط واتخاذ القرارات وتنفيذها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لافتا إلى أن الأهم ان لا تبدأ الخطوة مهزوزة مرتبكة مترددة، وان تبدأ الخطوة الاولى واثقة قوية.

 

فـ"اللامركزية المنشودة يجب ان تحل مشاكل المحافظات وتضع اولوياتها تنمويا، وخلال سنوات قادمة تصبح اداة بناء حقيقي بعيدا عن اللجوء الى العاصمة لحل مشاكلها وتلبية احتياجاتها"، بحسب الزبيدي.